ما لنا لسنا نرى أولادها ... غير جِبْسٍ أو لَئيمٍ زُكَأَه .
وله في المدح : .
مَلَكَ المشارقَ والمغاربَ كلَّها ... بصريرِ أرقَمَ ليسَ بالمُنْسابِ .
لم يَشْقَ في سَنَنِ التُّراب وإنّما ... يَستنُّ بين أناملٍ أتْرابِ .
قلت : فهذه أشعار أهاجيها نوادر حارة ومدائحها غنائم باردة وأوصافها معشِّقة وغزلياتها مفسِّقة . وليس يتّسع نطاق الكتاب لأكثر مما أثبتّ . وقد أمسكتُ العينان وانصرفتُ عن الورد عطشان .
البارع الجُرجاني .
نصحتُ أخي وهْوَ لا يعلمُ ... وقلتُ له قولَ مَن يفهمُ : .
تَعلَّمْ إذا كنتَ ذا ثروةٍ ... فبالمالِ يحسُنُ ما تعلمُ .
وفي العلم زَينٌ لي درهمٍ ... وشَينٌ إذا لك يَكُنْ دِرهمُ .
وقد قيلَ : علمُ الفتى حاكمٌ ... على المال والمالُ لا يحكُمُ .
فقلت : مضى ذاك لمّا مَضَوا ... ونحنُ حُرِمنا ولم يُحرَموا .
ترى أعلَمَ الناس في عصرنا ... يقوم لذي المال أو يخدُمُ .
فقد أصبح العلمُ مستخدَماً ... على الرُّغم والمالُ يستخدمُ .
القاضي أبو الحسن نوحُ بن إسماعيل .
أصله من قزوين إلا أنه أقام بجُرجان درس على الشيخ أبي حامد Bه ووليَ فضار جُرجان مدة ثم ألقى جنبه بها . أنشدني الشيخ أبو عامر له : .
إذا ما بلغتُمْ سالمينَ فبلِّغوا ... تحيةَ مشتاقٍ على كَمدٍ بَرْحِ .
تحيَّرَ لا يستطيع يَمضي لشأنه ... وليس يَرى عَوداً يُودِّي إلى نُجحِ .
عدي بن عبد الله الجُرجاني .
أنشدني الشيخ أبو محمد قال : أنشدني الشيخ أبو نصر المَتَّاح والد العميد أبي الرضا لعَدي بن عبد الله هذا : .
أنا حُمرةُ الأيام وَجَناتها ... وسِوايَ في لونِ الزَّمان شُحوبُ .
مَلأَتْ شَوارِديَ البلادُ كأنّها ... نَورٌ تفتَّحَ والبلادُ قَضيبُ .
أبو الفَرَج المظفَّر بن إسماعيل الجُرجاني .
أنشدني له أخوه الشيخ أبو عامر قال : وهو أخي وأحبُّ الخَلْق إليّ وأعزّ الناس لديَّ يعرف الفقه والأدب والحديث ويرجع إلى عفّةٍ بخْسة وسَترٍ عجيب . واللفظُ إلى ها هنا للشيخ أبي عامر . قال : فمِنْ شعره قوله في قصيدة أولها : .
إنَّ سلمى لَمُنيةُ الأجفان ... ومُرادُ الهوى ومَرعى الأماني .
جِيدُها للمَها وتلكَ الثنايا ... للأقاحي والثديُ للرمّان .
وفيها يقول يذكر الرئيس أبا المحاسن : .
مُستهينٌ بالجاهلين وأهلُ العل ... م منه بمنزلِ الإخوان .
الدِّهْخُدا الرئيس .
أبو الحسن كريم بن رافعٍ الحمداني .
خَتَنُ الشيخ أبي الفضل العباس بن الرئيس أبي المحاسن على كريمته بجُرجان وبيته أجلُّ بيتٍ بجُرجان . وله ضياعٌ وافرةٌ ومُروَّة لا تُقرع فيها مَرْوَتُه . فمن شعره ما كتب به إلى الشيخ أبي عامر يشكو أبا الفضل بن أبي المحاسن حين لم يرعَ ذمامه ولم يرَ احترامه : .
لستُ أدري ولي حديثٌ يطولُ ... ولسانٌ عن الشَّكاةِ كَليل .
كيف أشكو إليكَ ما قد دَهاني ... من هُمومٍ تَضِلُّ فيها العُقولُ .
لا يَرُعْكَ الذي ألمَّ بقلبي ... إنّ صبي عليه صبرٌ جميل .
وحقيقٌ بمن يؤمِّل جَدوى ... باخِلٍ أن يخونَه التَّحصيلُ .
قد قَنِعنا باليأس منه وقلنا : ... حسْبُنا ربنا ونِعمَ الوكيلُ .
أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الجُرجاني .
قال الشيخ أبو عامر : تُوفّي هذا الفاضل في شبابه أنضرَ ما كان غُصناً وأكمل ما كان حُسناً . وكان لطيف الشمائل صادقَ المخائل قال : وأنشدني لنفسه : .
ونَدمانِ صدقٍ قليل الخِلافِ ... سريعِ التَّرضِّي بطيءِ الغَضبْ .
يُعاطيكَ كأساً من الأُرجُوانِ ... تُدَنِّي السرورَ وتُقْصي الكُرَبْ .
إذا مُزجتْ خِلتَها زُوِّجتْ ... صفاءً اللُّجين بذَوبِ الذهبْ .
وإنْ حَملتْ طَرَّقَتْ بالسرور ... فتلك المسَرّة سِبطُ العِنَبْ