قالوا : أبز زيدٍ وكم ... يُسئُ فيكَ المحضَرا .
فقلتُ : لو أحسنَ في ال ... قول لكان أجدر .
فإنّني عبدٌ لهُ ... من القديم مُشترى .
لكنّهُ مُستهزئٌ ... بهَتْكِ أعراض الورى .
لذاكَ قد أُولعَ بي ... يَقتاتُ لحمي من وَرا .
وليسَ يدري أنّه ... مساورٌ ليثَ الشَّرى .
وأنّه في نَدَبٍ ... اعظَمَ فيهِ الخَطَرا .
وقد أخذتُ رُخَّهُ ... وشاهَهُ على العَرا .
فليحذرِ النارَ التي ... تُسقِط هذا الشَّررا .
وسوفَ يَدري أنّه ... إنِ استمرَّ في الكَرى .
أيَّ عَجاجِ فتنةٍ ... ساطعةٍ قد نَوَّرا .
وأيَّ فَحلِ قَطِمٍ ... أَضْجرَهُ فجَرْجَرا .
وكم يُداري عُكَّةً ... مملوءةً من الخَرا .
وله يذمُّ أهل نيسابور : .
أرى أهلَ نيسابور كالمعدِنِ الذي ... يُنالُ الجَدا منه بحَفْرِ المَعاوِلِ .
إذا فَزعوا كانوا بِغاثاً مُسِفَّةً ... وإن أمِنوا طاروا بريشِ الأجادلِ .
وله في معنىً لم أعهدْ مثله في فنّه : .
أقول لهُ لمّا تلبَّسَ خِلعةً ... تحَشْرجَ فيها من أُولي العلم عالمُ .
رأيتُك مثلَ النَّعشِ لم يُرَ لابساً ... لخِلعتهِ إلاّ وفي الحيِّ مأتَمْ .
وله أيضاً : .
ألم تَرَ أني ذَممتُ الزمانَ ... لخِسّةٍ نابتةٍ ناشيَهْ .
وأصبحتُ في جانبٍ منهُمُ ... كما أُخِذَ الرُّخُّ في الحاشِيَهْ .
أمَزِّقُ أعراضهمْ دائباً ... كما وقعَ الذئبُ في الماشيهْ .
وأدعو إلى ذمِّهم آخرين ... كما دعتِ الأبيَ العاشِيَهْ .
فلَومهُمُ وهِجائي لهمْ ... لَدى الناسِ أحدوثَةٌ فاشِيَهْ .
فما بهمُ حاجةٌ في البيان ... إلى سعْيِ واشٍ ولا واشِيهْ .
عَبيدٌ ترى لهُمُ راكبين ... عبيداً بأيديهِمُ الغاشيه .
قلت : وعلى ذكر الغاشية لي أبياتٌ في معناها ختمتُها باقتباسٍ من القرآن العظيم وهي هذه : .
كم راكبٍ لم يترجَّلْ ماشياً ... وعقلُه دونَ عُقولِ الماشِيهْ .
تُعجبُه غاشيةٌ يحملها ... أمامه في السُّوق بعضُ الحاشِيَه .
لم يأتِني حديثُها قبلُ فهلْ ... أتاكَ يا صاحِ حديثُ الغاشيه .
وللشيخ أبي عامر في صفة الرُّمّان : .
خُذوا صفة الرُّمّان عنِّي فإنّ لي ... لساناً عن الأوصاف غيرَ قصيرِ .
حِقاقٌ كأمثال الكُرات تضمَّنتْ ... فصوصَ بَلَخْشٍ في غشاء حريرِ .
وله في معناه في النرجِس : .
يا نَرجساً لم تعْدُ قامَتُه ... سهمَ الزُّمرُّد حينَ ينتسبُ .
فرِصافُهُ عظمٌ وقُذَّتُهُ ... قِطعُ اللُّجينِ وفُوقُهُ الذَّهبُ .
وله في معناه : .
وسهمٍ من الميناء فُضِّضَ ريشُهُ ... بقُدرةِ خَلاّقٍ وذُهِّبَ فُوقُه .
يُغايظُ أحداقَ الغَواني وإنّها ... تراجع إنْ قيستْ به ويفوقُ هُو .
وأنشدني لنفسه في الهجاء : .
كَسوكَ ثياباً لها رَوعةٌ ... فأصبحتَ تَنشَطُ أو تطربُ .
وقد خَزيَ الخَزُّ لمّا علاكَ ... كما السَّكبُ أدْمعُهُ تُسكبُ .
فلا تَعجبنَّ بتذهيبه ... إذا كنتَ بالفضل لا تعْجبُ .
فإنّ تذاهيبَهُ تذهبُ ... وشيطانَ وجهكَ لا يذهبُ .
وله في غرضٍ اقترح عليه وسُئل أن ينظم في معناه هذه القوافي : .
أُمُّ عيّاشٍ فتاةٌ خُبأَهْ ... ضِروَةٌ عاديةٌ كاللَّبوهْ .
زَوْلَةٌ إنْ وعدَتْنا زَوْرةً ... أنجزتْها فعليها تُكأهْ .
كلّما رُمتُ مبيتاً عندها ... طلبتْ مني صعودَ المربأهْ .
وإذا حاملتُها في حُجرها ... فضحتْني بصياح الحدأهْ .
لو بأير الفيل نِيكتْ لن اكن ... معَ أير الفيل إلا هُزأهْ