ليس بالإقبال ما نِي ... لَ بتقبيل الكلاب .
إنّ باغي الرِّبحِ والخُس ... ران في باب وبابِ .
تاجرٌ غيرُ بصيرٍ ... بمقادير الحِسابِ .
وله في الحكمة والموعظة الحَسَنة : .
وما لكَ مطمعٌ في الأمر إلاّ ... إذا ما أتكرَ الأمرَ القبيحا .
فأمّا وهْوَ يجهلُ بين قُبحٍ ... وبينَ الحُسنِ فُرقاناً صَحيحا .
فإنّكَ في رجاءِ الخير منهُ ... بأجواز الفَلاةِ تَكيلُ ريحا .
وكتب إلى الشيخ أبي عامر : .
قد أصبحَ الناس وكلّ بِهِ ... في طَلبِ الآداب زُهدُ القَنوعْ .
لستَ ترى في الكلِّ ذا همّةٍ ... يهزُّه الشوقُ وفَرطُ الوُلوعْ .
لكنْ تَرى حينَ قارئاً ... كالآكِلِ الشيءَ على غير جُوعْ .
يَجيءُ في فضله وقتٍ له ... مجيءَ من شابَ الهوى بالنُّزوعْ .
تَراهُ في أحيانه مُفْكِراً ... في سببٍ يُعجلُ أمرَ الرُّجوع .
ثمَّ ترى جِلسةَ مُستوفِزٍ ... قد شُدِّدتْ أحمالُه في النُّسوعْ .
ما شئتَ من زَهْزَهَةٍ والفتى ... بمَصْقلا بادَ لسَقْي الزُّروعْ .
قال الشيخ أبو عامر : مِصَقْلا بادُ " بستانٌ لي كبير . وإياه عَنى الشيخُ عبد القاهر وكتب إلى الشيخ أبي عامر : .
قولا لواحِدِ عصرِهِ ... فيما يَدِقُّ عنِ الصفات .
ظَرفٌ ولطفُ شَمائلٍ ... وتَبيُّنٌ للمشكلاتِ .
هلْ تستطيع إذا ذَهبْ ... تَ بلُطفِ سحركَ في الجهات .
ألاّ أكونَ وحقِّ فض ... لك حين تلعب في الكراتِ .
الشيخ الإمام أبو عامر .
فضل بن إسماعيل التميمي C الجرحاني .
نادرة العصر وناقدة الدهر ورَيحانُ الروح وظَرفُ الظرف وقُرة الطرف . ولمّا قدمتُ جُرجان سنة أربع وأربعين وأربعمائة زارني زيارةً أفادتني الحُسنى وزيادة وأطلعَ عليّ جيبه رأس افضل وحلّى سَمعي جواره بأقراط الأدب الجزل . واجتنبتُ من عَذَبات أغصانه ثمار الفوائد دوانيَ القطوف واتّسعت نحوي بمكانه خطوات الجدِّ القَطوف .
ولم أتوصّلْ إلى الغرض من هذا التأليف إلاّ بمعونته واستظهاره . ولم أحمّر في هذا التصنيف إلاّ بانتسابي إلى ظَفاره . وإذا سرَّحتَ فيه الناظرَ والتقطت منه الجواهر تبينتَ بتكرار ذكره فيه أنّ أكثر دُرره من نثار فيه . فممّا كتبت إليه قَولي المرفرف بجناح الشكر عليه فيما جثّم خَطَواته من الاختيال إليّ وخَطَراتِه من الإقبال عليَّ : .
تَميمَتي من كُرَبي فَضلُ الفتى ال ... فضل بنِ إسماعيلَ التَّميمي .
لو لم يَزُرْني كان قلبي ضَيِّقاً ... سَوادُه مثلُ بَياضِ المِيمِ .
وما أصدق لهجةَ الإمام عبد القاهر في صفة ظَرفه الظاهر للبادي والحاضر : .
إذا ما شئتَ أن تظ ... هرَ في بَهجتكَ الجدَّهْ .
وأنْ يُعطيكَ الوَصلَ ... سُرورٌ تَشْتكي صدَّهْ .
وتَلْقى ظُلَمَ الوَحش ... ةِ ولّتْ عنكَ مُرتدَّهْ .
وأنْ تَنْفي عَنْ أجفا ... ن عينَيْ قلبك الرَّقدَهْ .
ففاوِضْ مَن إذا فاوضْ ... تَ أورى خاطرُ زَندَه .
وصادفْتَ بحُسنِ الفَهْ ... م في نظرته وَقْدَه .
وألفَيتَ منَ الإدرا ... كِ ما تطلبه عندهْ .
فلمْ تجْفُ عنِ المغْنى ... ولم تَشكُ لهُ ردَّهْ .
ولكنْ تجِدُ التوفي ... قَ فيه قاصداً قصدَه .
هو الفضلُ بن إسماعي ... لَ لا تَرجُ فتىً بَعدَهْ .
وله أيضاً فيه : .
ما أبو عامر سِوى اللطف شيءٌ ... إنّه جُملةٌ كما هو رُوحُ .
كلُّ ما لا يلوحُ من سِرِّ معنىً ... عندَ تفكيره فليسَ يَلوحُ .
فهذا هو المدح اللائق بالممدوح بالفائز منه نسيم الفار المذبوح المستغني عن الاستغفار منشده الموصوف بصدق المقال منشئه . وأنشدني أبو الشرف عماد بن علي بن هِنْدو ابنه أبي الفرج فيه :