المُشطَّبُ الهَمَذانيّ .
له أشعار سخيفة نسج فيها على منوال ابن الحجّاج وأين الحدقة من الحِجاج فمنها قوله : .
رَضيتُ من الزمان بما دهاني ... ومكّنتُ الحوادثَ من عِناني .
وطِبتُ بسيرة الأيام قلباً ... وقلبي في يد الأيام عانِ .
فقلْ للدهر : لا تعجلْ بأخرى ... كفاني من صُروفكَ ما أُعاني .
كفاني غُربتي ورزوح حالي ... وأنّي مُغرمٌ بهوى الغَواني .
بُليتُ بخَلَّتيْ شينٍ وحُمقٍ ... وأيرٍ مثل نخلة جيسوان .
جَموحٍ لا يُنَهنِهُهُ عِنانٌ ... إذا ما هاجَ كالفحل الهِجان .
أهُمُّ بأنْ ألُيِّنّهُ بكفّي ... فتقصُرُ عنه أطرافُ البَنان .
فلمّا أنْ عَييتُ وعيلَ صَبري ... دَببتُ إلى ابنةٍ للخانِبانِ .
إلى خَودٍ خَدَلَّجةٍ رَداح ... تَحوزُ بحسِنها قَصَبَ الرِّهان .
وفوقَ البَظْرِ بُستانٌ صغيرٌ ... يَفوحُ به حشيشُ الزَّعفران .
كأنّ القملَ والبُرغوثَ فيه ... خَنازيرٌ بغَيضَة بابلان .
فلمّا بتُّ متَّكئاً عليها ... بأيرٍ قد تَهيّأ للطِّعان .
تنبَّهتُ القُحيبةُ ثمّ صاحتْ ... أبابا زودَ تاماً بِرَهاني .
فهبَّ الشيخُ مذعوراً كئيباً ... وصاح لوقته بأبي فُلان .
وقال من التعجّب : وا مِنى زِينْ ... كِه من نَبُرَّدْ اِينْ أيرجَ كماني ! .
محمد بن منصور بن علي الكَرَجيُّ .
يقول من قصيدة نظامية : .
أراكَ سيفاً لهذا المُلْكِ منصلِتاً ... يهزُّه لكفايات المُهمّاتِ .
ذَكاءُ ذهنِك يُبدي كلّ خافيةٍ ... فهْوَ الطَّليعةُ في كلّ الخَفيّاتِ .
أبو الحسن علي بن أحمد الكَرَجيّ .
هو مؤدِّبُ الشيخ الرئيس أبي المقدّم الموفّق بن محمد بن هبة الله . أنشدني لنفسه بنيسابور : .
ناحتْ مطوَّقةٌ وهْناً على فَنَنِ ... فهاجَ لو نَوحُها شَوقاً إلى سَكَني .
فبتُّ أُسعدها والدمع يُسعدني ... مثل اللآلي مع العِقيان في سَنَن .
ولستُ أخشى لجِسمي صَرفَ دائرةٍ ... إذ ليس يُدرك جسمي ناظرُ الزمن .
ولا أخافُ الرَّدى من بَعدِ مُعتقدي ... أنّ المنيّة رامتْني فلم تَرَني .
أبو الحسين علي بن محمد الهَمَذاني .
هو منذ خمسين سنة مقيمٌ بخُراسان وعهدي به وأنا في عُنفوان الحَداثة قُطباً لمجلس تدريس الإمام ركن الإسلام أبي محمد الجُويني Bه - . وعليه تدور رحى الجماعة ممّن يتقرّبون إليه بالتلمُّذ والتِّباعة . وهو الآن بِنَسا يفيد المختلفة إليه . وهو من بين أئمة الحديث منصوصٌ عليه وربّما يتفكّه بشعرٍ خفيف الروح .
كتب إلى القاضي أبي جعفر البحاثي وقد ندب شعراء نيسابور لوصف عنّه وتشبيهه بالمصْل وسبب ذلك أنه أراد انفضاض المُرْد من حوله وقصد تنفير ظباء الأنس عنه فقال أبو الحسن : .
راسلني القاضي أبو جعفرٍ ... مُعاتباً بالكَلِم الفَضْل .
في صِبيةٍ أنتابهمْ ساعةً ... لغير ما شُغْلٍ سِوى الهزْلِ .
وها أنا سلّمتُهم كلَّهُم ... منه بلا مَنَّ ولا مَطل .
والشرطُ فيما بيننا أنّهُ ... يَطوي حديثَ الأيرِ والمَصْلِ .
وكتب أيضاً إلى القاضي البحاثي يذكر قوماً زاحموه على عِلقٍ كان يُحبّه : .
يا لائمي كُفَّ عن مَلامي ... فاللَّومُ من عادة اللئام .
مخلّع البسيط .
لا ينجَعُ اللومُ في مَشُوقٍ ... مُعذَّبِ القلب مُسْتهام .
يا قاضياً ما له عَديلٌ ... في الفضل من جُملة الأنام .
أصِخْ مُصيخاً إليّ واسمعْ ... دَعوايَ صِدقاً على غُلام : .
أتيتُكَ اليوم مستجيراً ... من جَور آبائه الطَّغامِ .
علّقت من راذَكانَ خِشفاً ... وليسَ لي فيه من مَرامِ .
سوى حديثٍ إذا التقينا ... ورَدَّ فرضٍ من السلام