وتاها بعِذارينِ ... من العنبر والتِّبرِ .
فلمّا نَزلَ الأقَمّ ... رُ للريِّ إلى النهرِ .
نحا الأظمأُ للرِّدفِ ال ... لذي برّح بالخَصْر .
فنادى يا فتى عَرِّجْ ... وعوِّجْ طَلَقَ السَّهري .
فلبَّيتُ بُغاماً زَلْ ... لَ عن خمرٍ وعنْ دُرِّ .
وله من قصيدة فخرية أولها : .
بَريقٌ بأنفِ اللِّوى يَعْتلي ... كما دُمِّيَتْ طُرّةُ المُنْصُلِ .
قلت : عدَل في هذه الكلمة عن الفخر إلى الطرد واتّفق له معنىً ما سمعتُ بمثله في فنّه وهو قوله : .
تَبارى على طائرٍ أجْدَلانِ ... تَناوبُ دَلْوَيْنِ من مَنْهَلِ .
أبو المفاخر حمد بن علي النَّيرمانيّ .
كنيته أبو الفرج ولقبه ذو المفاخر . أنشدني الشريف أبو محمد ابن عبد الله الأنصاري قال : أنشدني الأستاذ الشريف أبو المفاخر لنفسه وقد عُيّر أنه أعجميّ جَودةِ شعره : .
فإنْ لم يكُنْ في العُرْب أصلي ومنصبي ... ولا من جُدودي يَعرُبٌ وإيادُ .
فقد تَسجعَ الوَرقاءُ وهْيَ حمامةٌ ... وقد تنطقُ الأوتار وهْيَ جَمادُ .
قال الشريف أبو طالب : ونَيرمان صيغةٌ خسيسةٌ بظاهر همذان . قال : وسألتُ الأستاذ أبا المفاخر عنها فانصبغَ وجهه من الخجل حتى عاد كأنه أيْدعُ وأنشدني أيضاً له قال : أنشدني لنفسه : .
حِجابٌ وإعجابٌ وفَرْطُ تصلُّفٍ ... ومدُّ يدٍ نحوَ العُلا بالتكلُّفِ .
فلو كان هذا من وراء كِفايةٍ ... لَهانَ ولكنْ من طريق التَّخلُّفِ .
أبو الحسن عليّ بن الحسن .
الحَسَنيّ الهمذاني .
أنشدني له الشيخ أبو عامر الجُرجانيّ : .
ويومَ تولّتِ الأظعانُ عنّا ... وقوّضَ حاضرٌ وأرنَّ بادِ .
مددتُ إلى الوداع يداً وأخرى ... حَبستُ بها الحياة إلى فؤادي .
أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الوقفي .
من كَرَج أبي دُلَف رأيتُ له ديوان شعر كبير الحجم فاخترت منه هذه الأبيات على حد عجلةٍ مني . وأنا مستوفزٌ لبعض نهَضاتي استيفاز البدوي المُصْطَلي الشاتي وهي : .
أدهِقِ الكأسَ من سُلافِ مُدامِ ... بقيتْ في الدِّنان من عهد سام .
خَنْدَريساً كأنّما أسكنوها ... بالخَوابي حَواصلاً للنَّعام .
واسْقِني بالكبير سَقياً وقصِّر ... من ليالٍ في الطول كالأعوام .
طوَّلَ الاثنان مداهُنّ كونُ الش ... مس في الشمس واشتدادُ أُوامي .
فإذا ما توسَّطَ السُّكرُ قلبي ... والبَّواطي دَبَبْنَ بين عظامي .
فأجدْ ضَربَك المَثاني وغَرِّدْ ... لي ببيتٍ يَطيبُ للمُسْتهامِ .
يا نسيمَ الجَنوب بلّغْ سلامي ... مَن بكفَّيه صحّتي وسَقامي .
وله أيضاً من أخرى : .
تمَلَّستُ من دار الهَوانِ تملُّساً ... بأجردَ مبسوطِ الخُطا شَنجِ النَّسا .
أغرُّ سرى كالبرق جَذْلان خِيفقاً ... فحيَّر أبصاراً وأعجَبَ أنفُسا .
عَلوتُ صباحاً ظهره من قُباقبٍ ... فصِرتُ مع البيضاء في الغرب بالمَسا .
ومنها : .
ولم أرضَ بالإفلاس إلاّ لأنني ... رأيتُ من الأحرار دَهْريَ مُفْلسا .
فأكبرتُ نفسي أنْ أذِلَّ لموسِرٍ ... تمهَّرَ في حِفظ الغِنى وتنطَّسا .
وله من خمرية : .
تبسّم الصبحُ بالآفاق من فَلَقِهْ ... وباتَ جنحُ الدُّجى عَجلانَ من فَرَقِهْ .
وصَفَّقَ الديك أُنساً بالذي لقيَتْ ... عَيناه من دُهمةِ الإظلام من بَلَقِهْ .
فهاتِ صَفْوَ مُدامٍ صَحْنُ مجلسِنا ... يَفوحُ مِسكاً إذا ما صُبَّ من عَرَقِهْ .
وله أيضاً : .
أمسكٌ أم عِذارٌ قد تبدَّى ... حَوالَيْ بَدرِ غُرَّتِك المفدّى .
أم اجتُليَ الجمالُ عليك غُفْلاً ... فحُكتَ له طرازاً مُستجدّا .
أبِنْ ذا لامرئٍ لم تُبقِ قلباً ... له يتحقَّقُ الأشياءَ جَدّا .
ولم أتفرّغ إلى أن أُنعم النظر في قصائده فالتقطتُ شُذوراً من قلائده