قومٌ جَنَوا ما جَنوهُ ... بالصيف في الصوف سوسُ .
ساموا جليسَك ضيماً ... ولم يُضامَ الجليس .
فكلّفوه ابتياعاً ... لحِنطةٍ لن يَدوسوا .
وهل لمثليَ إلاّ ... دفاترٌ وطُروسُ .
من أين لي كيسُ مالٍ ... ما الْتامَ كَيسٌ وكِيسُ .
وله أيضاً : .
سقى الله قصراً لي بقَصْران مُونِقاً ... سَحبتُ به في اللهوِ أعطافَ مِئزري .
كأنّ سقيطَ الثلجِ في جَنباته ... صفائحُ كافورٍ على طَودٍ عنبرِ .
أبو محمد عبد الله بن الحسن بن النصر الهَمَداني .
يقول من قصيدة نظامية له : .
سقى بالحِمى أقطارَ تلك المعاهد ... قطارُ الغَوادي البارقاتِ الرواعدِ .
وشَقَّ شقيقُ الرمل فيها كِمامَهُ ... كما رُفعتْ في الروع حُمرُ المطارد .
يقول ليَ العُذّالُ : شَيبٌ وصَبوةٌ ... فريقانِ شَتّى ما استقاما لواحد .
مُحالٌ لعَمرُ الله ما أنتَ طالبٌ ... وقَصدُ ضَلالٍ لستَ فيه براغد .
لَعَمري لئن أودى الشبابُ فطالما ... خلعْتُ به عُذرَ العذارى النواهد .
يُخرِّقْنَ سِترَ الخِدرِ ليس يَروعُها ... شَتيمةُ بعلٍ لا ولا زجرُ والدِ .
ويمشين عَجْلى الخَطْوِ يَهزُزْنَ صَبوةً ... قُدوداً لها محفوفةً بالوِلائد .
وتبدو لآلى الثغر منها كأنّها ... على العهد قد نظّمتَها للقلائدِ .
يُحاولنَ إمتاعَ العيونِ بفاحمٍ ... من اشلعر غِربيبِ الخصائل وارِدِ .
ويمسحنَ بالأجفان منها غُبارهُ ... ويغسلنَ عنه بالدموع الشواردِ .
وإنّي وإنْ حلَّ المشيبُ بعارضي ... وزال شبابي للخُطوب الشدائدِ .
فلم أشتغلْ عصرَ الشبابِ عنِ العُلا ... بمخفوض عيشٍ في البطالة بارد .
وكم قد خفضتُ الطَّرفَ عن طلب العُلا ... ورفَّعتُهُ نحوَ السُّهى والفَراقِدِ .
ودافعتُ أبكارَ الخطوب وعونَها ... بعزمٍ كحدِّ الهِنْدوانيّ واقِدِ .
فعذْلكَ قد عرَّيتُ أفراسَ باطلي ... ولستُ لعاداتِ الصِّبا بمعاود .
وله من قصيدة أخرى : .
سَما بالخيل من جَيحونَ حتى ... سَقاها الريَّ من قلب الفُراتِ .
وعادَلها يَرومُ الرومَ قَصْداً ... لإدراك القديم من التِرات .
فجاسَ هلالها بالخيل شُعثاً ... تَواصيها تمطَّرُ بالكُماة .
فكم بلدٍ أبحْنَ وكم قلاعٍ ... قلعْنَ فصِرنَ مجرى السافيات .
وكم من كاعبٍ حسناءَ أمستْ ... تُفدِّيها البطارقُ بالحياة .
فأضحتْ وهْيَ مُلقاةٌ لديهم ... تُنادي في الشِّرى : خُذها وهاتِ .
حمزة بن أبي سعدٍ المُفتيُّ الهَمَذانيّ .
بديع الزمان أبو الفضل محمد عمه . يقول في قصيدة نظامية : .
بالرأي تُصبحُ ساحاتُ الحمى حَرَماً ... ويبرز العزُّ في أثوابه القُشُب .
وكل أسمرَ هَزْهاز الكُعوب تُرى ... أعطافه أبداً فَرّاجةَ الكُرَب .
أبو الفرج حمد بن علي الزعفراني الهَمَذاني .
أنشدني الأستاذ المهذب أبو الفضل بن علي العَبديليّ قال : أنشدني حمد لنفسه : .
وما أبوايَ ويجكَ أدَّباني ... ولكنْ مُصبَحٌ ومساءُ ليل .
دماً بدمٍ غسلتُ وما أراني ... أُرقّعُ جَيبَ أطماري بذَيلي .
وأنشدني له أيضاً : .
يا مَرزبان نِداءٌ من أخي ثقةٍ : ... من يعمرِ الكيسَ يتركْ عِرَصُ خَرِبا .
وله أيضاً : .
جانسَ في اللُّوم ولا مثلما ... جانسَ في أشعاره البُسْتي .
بُخلٌ وعُجْبٌ وحِجابٌ معاً ... أحسنتَ يا جامع فِهرِسْتِ .
السيد أبو الحسن محمد بن علي .
بن الحسن العلوي الهَمَذانيّ الوصيُّ .
قال : دخلت على عمي الرئيس أبي الحسن وقد دخل عليه غلامٌ أمرد وناوله طاقة نرجسٍ فقال : قل في ذلك شيئاً . فأنشأت :