كم قد صَبرتُ على الضرّاء مجتهداً ... ألاّ أكون لحُرِّ الوجه بَذّالا .
فالآن قد حال بيني والمُنى زَمَني ... فصِرتُ في عَرَصات الأرض جَوّالا .
قال : أنشدني أيضاً لنفسه : .
أرى الدنيا تميلُ إلى أناسٍ ... لئامٍ ما لنا فيهم صَلاح .
بقيتُ كطائرٍ في قَبضِ بازٍ ... جريحِ الجشم هِيضَ له الجَناحُ .
قال : وأنشدني أيضاً لنفسه : .
أسربُ مَهاً عارضْنَنا أو كواعبُ ... أبرقُ ثُغورٍ ما نرى أم كواكبُ .
أحورُ جِنانٍ أم خَرائدُ فارسٍ ... بَرزْنَ شُموساً أم نجومٌ ثواقبُ .
قال : وأنشدني أيضاً لنفسه : .
خيالُكَ في الكرى وَهْناً أتانا ... ومن سلسال ريقكَ قد سَقانا .
وباتَ مُعانقي ليلاً تماماً ... فلمّا بانَ وجهُ الصُّبح بانا .
الرئيس أبو بكر اللاسلي .
أنشدني الرئيس أبو الحسن محمد بن الحسين بن طلحة له : .
دعا لَوْمي فلومُكُما مُعادُ ... وقَتلُ العاشقين له مَعادُ .
ولو قتلَ الهوى أهلَ التصابي ... لما تابوا ولو رُدّوا لعادوا .
وكتب إلى المخزومي جواباً عن أبيات توسّل بها بعض المتوسّلين : .
أنا مُطرٍ ذاك الصديق صدوقاً ... ومُراعٍ له عليَّ حقوقا .
خَطَّ لي بابتغاء حَظِّكَ فيما ... تبتغيه إلى رِضاكَ طريقا .
فشكرْنا سؤاله وسُراهُ ... وحَمدْنا طريقه والطُّروقا .
وبعثنا من البياض بدَسْتَيْ ... نِ أُعِيرا حسناً ولوناً أنيقا .
ولا أنّي ملكتُ بين سمرقن ... دٍ لسرّحتُه إليك طليقا .
ورَقي مُكبثٌ فإن كسرَ الرا ... عد أبهجها عليَّ سحيقا .
وأنشدني الشيخ أبو القاسم بكر بن المستعين الكاتب له : .
قِفْ بذاتِ الجرعاءِ يا صاحب البك ... رة وانظرْ تِلْقاءَ جانبِ نَجدِ .
فإذا ما بَدَتْ خيامٌ لعيني ... كَ فتلكَ التي بها طالَ وَجْدي .
فأتِ تلكَ الخيامَ ثمّ تَيَمَّمْ ... خيمةً سِترُها عصائبُ بُرْدِ .
ثم سلِّمْ وقفْ وقُل بعدَ تسلي ... مكَ قول امرئٍ مجدَّدِ عَهدِ .
أتُرى أنّكمْ كما قد عهدنا ... كُمّ عليه أم خُنتمُ العهدَ بعدي .
الإمام أبو الفضل الجُلودي .
كتب إلى الوزير أبي سعد الآبي وهو بقزوين وقد فرّق الحسنُ بن علي بن بابكَ البلخي حنطة يُسلِفُ أهل الريّ بها مالاً ووزَّع ذلك على أصناف الناس ولم يستثنِ الإمام أبا الفضل : .
يا ذا المَعالي الرئيسُ ... ومَن حِماهُ خَميسُ .
مجتث .
ومَن ليوم وِقاه ... مِنَ الحديد شُموسُ .
ومَن لنَحر قِراهُ ... عَيرانةٌ عَنْتَريسُ .
مُعقَّراتٌ ومنها ... مُعَرقَباتٌ تَكوسُ .
قد حكّمتْكَ الليالي ... سُعودُها والنحوسُ .
ففي مَواليكَ نُعمى ... وفي أعاديكَ بُوسُ .
يَوماكَ دَسْتٌ لسِلمٍ ... ويومُ حَربٍ عَبوسُ .
ومنها : .
يَراعةٌ أو حُسامٌ ... درّاعةٌ أو لَبوسُ .
كنتَ الحَيا انهلَّ صَوباً ... ترقَّبَتْهُ الغُروسُ .
فارتْجَّ منها هَشيمُ ... وثَجَّ منها يَبيس .
وبعد طول حِران ... جرى الرَّجاءُ الشموسُ .
فالأرضُ كالروضِ طِيباً ... إنْ قاسَها مَن يَقيسُ .
كانت تَوقَّدُ قَيظاً ... والجَوُّ منه وطيسُ .
فالظِّلُّ ضافي الحَواشي ... والغُصنُ غَضٌّ يميسُ .
كمٌنْتَشٍ يَتَثنّى ... خافَتْ عليه الكؤوسُ .
ومنها : .
مُقرَّطٌ بِشُنوفٍ ... من الثمار يَنوسُ .
فاسمعْ صراخَ مُعنَّى ... عَضَّتْهُ نارٌ ضَروسُ .
جنتْ عليه الليالي ... ما قد حَبتْها بَسوس .
من عُصبةٍ هُم ذُنابى ... وليسَ فيهم رُؤوس .
ففي المناظر ناسٌ ... وفي العقول تُيوسُ