الأستاذ المهذَّب أبو الفضل .
إسماعيل بن على العَبْديلي السَّهرزوري .
انتظمتْ بيني وبينه صحبةٌ في أيام الصاحب أبي عبد الله الحسين بن علي بن ميكائيل الغزنوي وأنا يومئذٍ أكتبُ في ديوان الرسائل وأمتُّ إلى علوِّ الجاه بتلك الوسائل وهو في وزارة الأمير " قَتَلْمش بن معتزِّ الدولة " وافترقنا بجُرجان . ولم يكن في ظني أنّ سُهيلاً والثريا يلتقيان . وقنعَ كلٌّ منا باستنشاق الرياح وشَيمِ البروق واعتقادي ما لزم الدِّمِّتين من رَعْي سَوالِفِ الحقوق حتى مَنَّ الله تعالى عليّ وأعاد بلقائه رونقَ الشباب إليّ . وجمعتْني وإياه بنيسابور ظلالُ النظامية التي هي سِمطٌ ينتظم فيه الأحرار وشِعبٌ تَسيل إليه الزوار . فتجدّد العهدُ وتأكّد العقد وتذاكرنا أيام الحمى وعهدَ اللِّوى . وما زلتُ به حتى أنشدني من شعره بيتين وشّحتُ بهما الكتاب لا بلْ رصِّعتُ بهما السِّخاب . وهما : .
أنا الحُسامُ مَهيباً في القِرابِ كذا ... وفي الرِّقاب غِراري مُختلي القَصَر .
لا بُدَّ أنْ أُنتضى فالدهر ذو غِيَرٍ ... يحتاج فيه إلى الصّمْصامةِ الذكَرِ .
وكتبتُ إليه بهذين البيتين : .
حوىَ أبو الفضل ما كَنوْهُ به ... فالفضلُ في الانتساب عَبديلي .
أرى له من لزوم طاعته ... عليَّ ما لا يراه عَبدي لي .
السيد الأجلُّ المرتضى ذو المجدين .
أبو الحسن المُطهَّر بن عليّ .
من أعيان الأشراف والسادة اتفق اكتحالي بغرَّته الزهراء واستضائي بزهرته الغَرّاء سنة أربع وثلاثين وأربعمائة بالريّ إلاّ أنّ الالتقاء كان خُلسةً والاجتماع لحظة . وما زالتْ أخباره وتَتَرامى إليّ بأثنيته الجميلة عليّ فيزداد غرسُ ولائه في قلبي أثماراً وهلال وفائه بين جوانحي أقماراً . ولم أظفر مما ألقاه بحر علمه على لسان فضله إلاّ بهذين البيتين وهما : .
جانِبْ جنابَ البغْيِ دهرَكَ كلَّهُ ... واسلُكْ سبيل الرُّشد تسعدْ والزمِ .
من وسّختْه غدرةٌ أو فَجرةٌ ... لم يُنقِهِ بالرَّخضِ ماءُ القُلْزُمِ .
أبو مسلمٍ عبد العزيز بن محمد الشيرازي .
أنشدني الشيخ الإمام أبو محمد الحمداني قال : أنشدني أبو مسلمٍ هذا لنفسه ونحن بكُورة أصفهان سنة خمس وخمسين وأربعمائة .
عميدَ الملك زرتُ رفيعَ بابكْ ... وألحقَني السُّرى بِعْلا ركابِك .
أجوبُ بجاهك الفَلَوات ليلاً ... وأمشي في الدُّجى بسَنا سَنابك .
فأصمتْ مَقْتلي نَكآتُ دهرٍ ... أكفكفُ غربَها بندى سَحابك .
فهلْ لي في فِنائك من قَبولٍ ... فيحظى أخمصي بتُراب بابِك .
قال : وأنشدني لنفسه أيضاً : .
اشربْ على طربٍ يُرقصُها ... درُّ الحباب جلاها فاتنٌ غزِلُ .
ولا تُرَ الدهرَ إلاّ شارباً ثَملاً ... فالدهرُ أحقرُ أنْ يُحصى له زللُ .
أبو الفرج علي بن الحسن بن علي المُوفَّقي .
رأيتُ له ديوان شعرٍ كبيرَ الحجم فاخترتُ منه هذه الأبيات على خدّ عَجَلة مني مستوفرٌ لبعض نَهَضاتي استيفاز البَدَويّ المُصطلي الشاتي وهي : .
أمسكٌ أم عِذارٌ قد تَبدّى ... حَوالَيْ بَدرِ غُرَّتك المُفدَّى .
أمِ اجتلى الجَمالُ عليك غُفْلاً ... فحكتْ له طِرازاً مُستجَدّا .
أبِنْ ذا لامْرئٍ لم تُبقِ قلباً ... له يتحقّقُ الأشياء جدّا .
وله أيضاً : .
يا نَسيمَ الجنوب بلّغ سلامي ... من بكفّيه صِحّتي وسقامي .
وله من خمرية : .
تَنَسَّمَ الصبحُ في الآفاق في فَلَقِهْ ... ومات جنح الدجى عجلانَ من فَرَقِهْ .
وصفّقَ الديكُ أُنساً بالذي لقيتْ ... عيناهُ في دُهْمةِ الإظلام من شَفَقِه .
فهاتِ صَفوَ مُدامٍ صَحْنُ مجلَسِنا ... يَفوحُ مِسكاً إذا ما صُبَّ من عَرَقِهْ .
ولم أتفرّغ إلى أن أنعم النظرَ في قصائده فألتقط شَذَراً من قلائده .
أبو طاهر علي بن عُبيد الله الشيرازي