هزبرُ إذا ما الروع أجَّجَ ناره ... يخوض من الرُّمحِ الرُّدَينيِّ معقِلا .
يُعبِّسُ إنْ لاقى المُدجَّجَ ثائراً ... وإن زاره وفدُ العُفاة تهَلّلا .
ولا غَروَ أم سمّوا نتاجَ خواطري ... قَريضاً وإن كانت جُماناً مُفصَّلا .
فإني أرى الشيخ الإمام بنانُهُ ... بِحارٌ وسمَّتْهُ الأعاجمُ أُنْمُلا .
ومنها : .
جَمومٌ إذا ما غيضَ القطرُ والندى ... نَشاصٌ وفَرّاجٌ إذا الخطبُ أشْكَلا .
فإنْ أنا شاركتُ العُفاة إذا حَبا ... فقد يرِدُ الضِّرغامُ والكلبُ مَنْهلا .
لقد صالَ حتى جاءه الدهرُ خاضعاً ... وقد جاد حتى النجمُ زار مؤمِّلا .
له خِدمتي ما دمتُ حيّاً فإنْ أمُتْ ... فخُطّوا على قَبري لمن أعتقَ الوَلا .
وله أيضاً : .
وليس يُبالي الحرُّ إنْ رقَّ بُردُهُ ... إذا زيَّنَتْه في النوادي المحامد .
ألا ليتَ عزَّ الفضل يُقرَنُ بالسُّهى ... ليظهرَ من يَعْيا ومن هو صاعد .
أكابد في الإدلاج للراحة الأدى ... فليس يشمُّ الروحَ من لا يُكابد .
وإنّ البُزاةَ الشُّهبَ تأنسُ بالطَّوى ... إذا كان بالعُصفور تُحشى المَصائدُ .
الوزير أبو سعدٍ منصور بن الحسين الآبيُّ .
كأن أنواع الفضل كانت غائبة عن الدنيا فأبتْ به إلى آبةً . وناهيكَ به من ليث سكنَ تلك الغابة وله في رسائله قلائد نثرٍ جَلاها الصَّيْقلون فأخلصوها خِفافاً كلها تبقى بأثر . وفي قصائده شعر يسير بإرخاء السرحان وتقريب التنفل . وكأنها نسيمُ الصِّبا جاءت بريّا القَرنفُل . وهو من جاهه في درجةٍ تهمُّ بالإزْراء على من كان في عصره من الوزراء .
أنشدني الأديب سليمان النِّهرواني له C : .
أَيا رَبْعَ عَلْوةً بالمُنحنى ... أأنتَ بها مغرمٌ أمْ أنا .
ويا طَللَ الحَيِّ ما بالُنا ... لبستَ البِلى ولبستُ الضَّنى .
أناشدُكَ اللهَ في فَرْتَنى ... وأنّى ومن أينَ لي فَرْتَنى .
بشَرقيِّ سلمى لها منزلٌ ... رفيعُ القواعد عالي البِنا .
أتتْني فقالت لأترابها : ... لَنِعمَ الفتى إنْ ثَوى عندنا .
فقلتُ لها : أينَ مَغناكُمُ ... فقالت ونحن بجُزْوى : هُنا .
ولكنَّ من دوننا باسلاً ... يَغارُ علينا إذا زُرتَنا .
فساوِرْ إذا جئتَ جنحَ الظلا ... م فإمّا علينا وإمّا لنا .
فلمّا امتطينا إليها الدُّجى ... دُفعْتُ إلى تَرْبها مَوْهِنا .
وقامتْ يجرُّ فضولَ الرداءِ ... وتُسفرُ للوَصلِ ما بيننا .
تبعتُ إلى خدرها تِربَها ... فصدَّتْ وقد رابها أمرُنا .
فقالت : أترضى بغير الرِّضى ... بكونكَ يا ضيفَنا ضيفنا .
وكتب إلى العميد أبي بكرٍ القهستاني وقد اتفقتْ عليه سقطةٌ في حَمّامٍ انخلعتْ منها يده : .
يا دهرُ مالكَ باليد العُليا التي ... كفّتْ أذاكَ عن المكارم من يَدِ .
عطَّرني النَّظمُ وريّاكا ... وهَزَّني للفضل مَغْزاكا .
وأنتَ فيما نلتَه أوحدٌ ... يحسدُكَ الناسُ وأهواكا .
وذلكَ التفاحُ جنسٌ له ... طيبٌ يُحاكي طِيبَ مَغْناكا .
أبو النجم إسماعيل بن إبراهيم القَزْويني .
ورد على الحضرة النظامية وُروداً كساه من الإقبال بُروواً مدحه بهذه البائية التي وصف فيها الفرس بقوله : .
وشقراءَ لاعبةٍ في العَنان ... كلعْبِ الصبيّة أو كالصبي .
أُخاطبُها بلسان القَطي ... ع في مَسمعَيْ كفَلٍ أرحبِ .
وكمْ نشرتْ فيَّ من مشْيةٍ ... نعمٌ وطَوتْ لي من سَبْسَبِ .
إلى أنْ أتتْ بي رَبْعَ الفَخارِ ... ومأوى السماحة والمَرحَبِ .
فألقيتُ رَحْلي بأرجائه ... وقد يسّرَ الله لي مطلبي