أَفي الصِّبا أشتاق وصْلَ الصِّبا ... كلاّ ولكنَّ مَعاليَّ شيبُ .
أو أنّ ما حُمِّلتْهُ هِمّتي ... حُمِّلَ سَلمى لعراها المشيبُ .
أبو الفوائد .
رأيت دَرْجاً مكتوباً بخطّه وكأنه الديباجُ الخُسرُواني يكفُّ له الوشيُ فُضول الذلاذل ويغُضّ لديه الجفن نور الخمائل . أما شعره ففي القلة دون القُلّة . غير أني أثبته لحسن مَعرضه وبَدْرقَته في خُفارة نَسْجه فهو : .
عندَ ابن يحيى أبتغي العَدْوى ... وإليه مني البثُّ والشَّكوى .
من عُطلةٍ دامتْ لديَّ فقد ... أنْحَتْ عليَّ ولم تَدَعْ بُقيا .
فهوَ المؤمَّل إن سَطا زَمنُ ... والمُستجارُ به منَ البَلْوى .
خِرقٌ له كرمٌ يعود على ال ... أحرار بالإحسان والجَدوى .
ما مَلَّ الجُودَ فهْوَ إذا ... أوْلى أتتْ آلاؤهُ تَتْرى .
يا سيّداً بالجود مُنفرداً ... لا تَنْسَي قد تنفعُ الذكرى .
لَكَ رسمُ إحسانٍ تَمُنُّ به ... فامنُنْ على عاداتك الحُسنى .
ما الخيرُ غلاّ ما تَجودُ به ... يا مَن غضدتْ يدُكَ اليَدَ العُليا .
عِلماً بأنّ الحمد حِلْيتُهُ ... تبقى بجدَّتها ولا تَبْلى .
فاسعدْ لشهرٍ أنتَ لابِسُهُ ... بسعادة الأولى مع الأُخرى .
محمد بن الحسن بن مَرزوق الأصبهاني .
رأيتُ له رائية دالةً على اغترافه من بحر غزير واتِّشاحه بفضل كثير وهي : .
لا تُعطِ عينكَ إلاّ غفوةَ الحَذِرِ ... وصِلْ بعَزمكَ حَدَّ الصارِمِ الَّكرِ .
ولا تكنْ في طِلابِ العزِّ مُعْتمداً ... إلاّ على مَركبٍ صَعبٍ من الخَطَرِ .
فما ينالُ العُلا إلا امرؤٌ قُرنتْ ... آراؤه بركوب الخَوف والغَرَرِ .
والندبُ من لم يبِتْ إلاّ وهِمَّتُهُ ... في المجد يُسلمُ عينيه إلى السَّهر .
ومنها : .
أقسمتُ بالراقصاتِ الهُوجِ يَعسفُها ... ركبُ الحجيج عُقيبَ الأيْنِ والضَّمَرِ .
من كلّ مَهْريَّةٍ تَهْوي براكبها كالقَوس ... أُلجِمَ منها السَّهمُ بالوترِ .
عوامدُ البيتِ ذي الرُّكنِ المَنوطِ به ... وقْعُ الشِّفاهُ بأعلى صفحةِ الحَجَر .
لأنتَ أوفى بني الدُّنيا بأسرهِمِ ... عَهداً وأصفاهُمُ وِرداً منَ الكدَرِ .
طاهر بن محمد أحمد بن مرزوق الأصفهاني .
يقول من قصيدة : .
فقُم وارْمِ أغراضَ الأماني بهمّةٍ ... تُنيرُ بصُبح النُّجْحِ ليلَ المطالب .
فلو كانَ عزُّ في القُعود لما سَرَتْ ... مع الفَلَك الدَّوّار زَهْرُ الكواكب .
دعا عن تَعاطي الرحِ راحي فراحَتي ... طِلابُ المَعالي وامتطاءُ المصاعبِ .
أسوَّيْتُما ما بينَ لينٍ وشدّةٍ ... وضَربُ المثاني غير ضرب القَواضب .
أبو القاسم بن أبي العَلاء الأصفهاني .
أنشدني الشيخ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني القاضي أبو بكر عمرو بن أحمد الشِّيرازيُّ خازنُ دار العلم بأصفهان : .
إذا اجتمعتُ بأهل الفضل مَيَّزتي ... سَرْوي وإن كان سقفُ البيت يجمعنا .
فلا يرو عَنْكَ أثوابُ لهُمْ وكسىً ... ولا يهولنْكَ ألقابٌ لهمْ وكُنى .
لا تحسبِ الصَّدرَ حيث الدَّسْتُ مُطَّرحٌ ... إذا حضرتُ فإنّ الصدرَ حيثُ أنا .
وله أيضاً : .
المسكُ من عَرفِهِ والراحُ من فمه ... والوردُ من خدّه والدِّعْصُ من أُزُرِهْ .
تعجّبتْ بابل من سِحرِ مُقلته ... والرومُ من وجهه والزَّنْجُ من شعَرِهْ .
ابنُ البديع الأصفهانيّ .
أنشدني الشيخ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني ابن البديع الأصفهاني لنفسه : .
نسيمَ الصَّبا كيف السبيلُ إلى نَجدِ ... وكيف هُمُ بَعدي تُرى وجَدوا وجْدي .
تُرى حَفظوا العَهدَ الذي كان بيننا ... فإنّي إلى يومِ المَعادِ على العَهْد