ولو رُهنتُ وما أحويه من نَشَبٍ ... على غدائكَ يوماً لم تَنَم سَغِبا .
وما نأمْتُ بشِعري أستميحُ به ... إلاّ ليعلَمَ فضْلي شرّ ما اكتسبا .
ولا مدحتُ الأُلى دوني لحُبِّهِمِ ... إذا ابتغى البازُ صيداً جاءه كَثبا .
رفعتُ قوماً بشِعري وانخفضتُ به ... كالغَيم شَمّ الثَّرى يستصعد العُشُبا .
لا مرحباً بالأماني إنْ رفعتُ لها ... رأسي وقائمُ سيفي من يَديَّ كَبا .
فما يُهابُكَ صدرٌ لستَ مالئه ... ولا يُطيعُكَ قلبٌ لم يَطِرُ رُعُبا .
أيَطمعُ الدهرُ في عطفي وقد سفرتْ ... عنّي الثلاثونَ واعتضْتُ الزمان أبا .
مهلاً فإنّكَ ما أوليتَ من حَسَنٍ ... باقٍ عليك وخيرُ المالِ ما رَتَبا .
لا تأمننَّ صروفَ الدهر إنْ رَقَدتْ ... وسورةَ المُلكِ إنْ شيطانُها رَكبا .
إذا رأيتَ أكفَّ الأُسْدِ داميةً ... منَ الفَريس فلا تستبعدِ السغَبا .
ومَهْمهٍ سرتُ فيه والبِساطُ دمٌ ... والجوُّ نقْعٌ وهاماتُ الرجالِ رُبا .
وللمنايا ضجيجٌ في مَخارقِهِ ... ما صُمَّ عنهُ العوالي أسمعَ القُضُبا .
لا ألبسُ العِزّ إلا وهْوَ مستلَبٌ ... ولا أزيغُ قِرىً إلاّ إذا اغتصبا .
حتى هتكْتُ رِواقُ المُلكِ عن شَرِسٍ ... يُرضي السيوفَ من الجاني إذا غَضبا .
إيهاً أبا طاهرٍ هذا مقامُ ندىً ... لا خيرَ في الجود ما لم يسبق الطلبا .
أنهِبْ أكُفَّ المُنى ما كان من ذّهَبٍ ... لا ينهَبُ الحمد من لم يُنهبِ الذَّهبا .
أنائمٌ أنتَ عن شِعري وقد ملآنْ ... به الرواةُ صُدورَ الناس والكُتُبا .
ما زِلتَ تبسطُ آمالي وتُؤنِسُها ... حتى ظننتكَ منها أو بها وصِبا .
ثم انحرفتَ كأنا لم نكُنْ أبداً ... على صفاءٍ كذا الدنيا ولا عَجَبا .
إذا بخِلتَ فمنْ نرجو لمكرُمةٍ ... وإنْ غضبتَ فمن نُرضي إذا عَتبا .
ليَهنِكَ الظَّفرُ الميمونُ طائرُه ... يا أنصفَ الناسِ سلطاناً إذا غَلبا .
لما سمعتَ دُعاءً لم يكن مَلَقاً ... ورَنَّةٍ من زئيرٍ ينفُضُ القَصبا .
أعملتَ رأيكَ في أمرينِ أيُّهما ... فيه السَّدادُ وكان الأحزمُ الهَرَبا .
أبدى لكَ الله عمّا في نُفوسِهِمُ ... حتى كأنّ على أسرارهمُ رُقْبا .
هَزّزكَ غِرّاً ولو هزّوك مُنْصَلِتاً ... تحتَ العَجاجة يوماً أكثروا العَطَبا .
إذاً لصَدَّهُمُ عن وِرْدِهِمْ أَسَدٌ ... شاكُ البراثن إن طال المَدى وثبا .
يا أكثرَ الناس معروفاً وأخيرَهم ... فِعلاً وأكرمَهُمُ أصلاً إذا نُسبا .
أطِلْ إليّ يداً لو كنتَ باسطَها ... حَسبُ الذي تقتضيه طالتِ الشُّهُبا .
وله أيضاً : .
تأمَّلْ حُمولَ الحَيِّ تسترقُ البَدْرا ... كأنّ عليهم أنْ نفارقَهُمْ نَذْرا .
سَرَوا بهلالٍ من هلال بن عامر ... يحلُّ سوادَ القلب من بُرجه خِدرا .
وكيفَ ألذُّ العيشَ أو أُطعَم الكَرى ... بأرضٍ أرى اليومَ القصيرَ بها شَهرا .
وخُلِّفْتُ مغلوبَ العزاء كأنني ... وراءهُمُ من سرعةٍ أطأُ الجَمرا .
فإلا أكُنْ للوصْل أهلاً فسائلٌ ... أتى يطلب المعروف فاغتنموا الأجرا .
إذا ما دعتْ فوقَ الأراك حمائمٌ ... بأصواتها جَهراً دعَوتُكُمُ سِرّاً .
وله أيضاً : .
وشادنٍ من بني الأتراك مرّ بنا ... خوفَ الرقيبِ وطَرْفي عنه مصروف .
يُغضي حَياءً إذا قبّلتُ راحته ... كأنما طَرفُهُ بالشوك مطروفُ .
كأنَ أصداغَهُ والريحُ تضربها ... عقاربٌ بعضها بالبعض ملفوفُ .
وله أيضاً :