أأجامل الأهواء في طلب المُنى ... ولطالما جانبْتُ ما لم يجملِ .
ومنها : .
ولربَّ مَهْلكةٍ طويتُ فِجاجَها ... وحَللتُ منها مَنزلاً لم يُحْلل .
ما افتضَّ بِكرَ أكامها ووهادها ... خَبَبُ الجياد ولا وَجيفُ البُزَّل .
تحكي عِظام العيس فوق يَفاعها ... شُهُبَ النسورِ المُشرفاتِ المُثَّل .
يَهْماء ليسَ لركْبٍ مُؤنسٌ ... غير النواعبِ والرِّئال الجُفَّل .
كلّفتُ نفسي قطعها وركبتُها ... عَجِلاً ولم أفْرقْ ولم أتململِ .
يرجو أوامي رِيَّ أعذبَ مَوردٍ ... ويَشيمً برق حَيا السحاب المخضل .
المحسِنُ الحسَنَ الذي إحسانُهُ ... ونوالُهُ أقصى مُنى المُتَنوِّلِ .
أصْلٌ رسا في المَكرُماتِ وفرعُهُ ... متفرِّعٌ فوق السِّماك الأعزل .
إسحاقُ يأتي مجده بفَعاله ... وعليٌّ العالي الذُّرا وأبو علي .
قومٌ هُمُ أعيانُ أعيانِ العْلا ... قَولاً بغير تَزيُّدٍ وتَعَوُّلِ .
كم فيهمُ إنْ طاوَلوا أو ساجَلوا ... يومَ التَّفاخُر من مُعِمٍّ مُخْوِلِ .
الواهبُ المنحَ الجِسام تبرُّعاً ... إن سيلَ بذْلَ المالِ أو لم يُسألِ .
ملكٌ إذا التَوَت الأمور بدا له ... رأيٌ يُبيِّن كل أمرٍ مُشكِلِ .
تشتاق سيرتَهُ البلاد بأسرها ... شوقَ الظِّماء إلى الزُّلال السَّلْسَلِ .
تلقى الوفودَ ببابه يومَ الندى ... من صادرٍ أو واردٍ مُستعجِلِ .
مِثلَ الحَجيج إذا تزاحَمَ وَفْدُهُم ... بالبيت أو رِجلُ الجَراد المُجفِلِ .
ضافي الظلال لمن يلوذ بظلّه ... رَحْبُ الذُّرا للوفْد عَذْبُ المنْهَل .
وجهٌ إذا سيلَ النوالَ رأيتَهُ ... متهلَّلاً كالعارض المَتَهلِّلِ .
قد طبَّقَ الآفاق عدْلُكَ كلّها ... وكفى الرعيّةَ جَورَ مَن لم يَعدل .
ونشرتَ منشورَ الأمانِ لأهلها ... من نازلٍ ثاوٍ ومن مُتَرحِّلِ .
بمؤَلِّلاتٍ كالألال إذا جَرَتْ ... لم تَنْبُ عن قهر القضاء المُنْزَلِ .
رُقْشٌ لها كُتُبٌ تُخالُ كتائباً ... في كل مُعضِلةٍ وأمرٍ مُهْوِل .
تُغني عن البيض الحداد لدى الوَغى ... وأسنّة الأسَلِ الظِّماءِ الذُّبَّل .
ومنها : .
قد آن الإعسارِ إنْ أدْنَيتني ... ورَفعتَ من قَدْري أو أن تَزَيُّلِ .
ووسائلي عند الكرام مدائحي ... والمدحُ خيرُ وسيلةِ المُتوسِّلِ .
وأنشدني أيضاً لنفسه : .
لو كنتُ ذا مالٍ وذا ثروةٍ ... والشيبُ ما آن ولا قيلَ كادْ .
لَجاملتْ جُملٌ بميعادها ... وساعدَتْ بالوَصل منها سُعادْ .
أبو طالب أحمد بن محمد الأدميُّ .
البغدادي النَّحْويُّ .
أقرأني الأديب يعقوب بن أحمد النيسابوري أيّده الله جُزءاً بخطّه مشتملاً على قصائد ومقطِّعات من أشعاره فاخترتُ منها اللائق بكتابي هذا . قال يمدح الأمير أبا طاهرٍ محمد بن الحسن الأردستاني مؤمِّلاً نداه ومستمطراً جَداه ويهنئه بخلاصه من الغُزِّ الترك ويستبطئه وعداً ماطَله فيه : .
ضَوِّ الزُّجاجةَ إن ضوءُ الصباحِ أبى ... لا تكذِبنّ فليس العيشُ ما ذهبا .
أما ترى كيف جاء الدهر معتتباً ... واليومُ مبتسماً والجوُّ منتقباً .
كأنما سَحَرَ الإدلاجُ مُقلتَهُ ... أو جاذَبتْهُ حواشي الليل فانتحَبا .
فامزُج بجودكَ إملاقي فإنّ له ... جمراً إذا لمستْهُ راحتاكَ خَبا .
كم صاح جودُكَ بي واليأس مُعترضاً ... ولانَ عطفكَ لي والسيفُ مُخْتِضبا .
ونالَني منكَ معروفٌ على عدَمٍ ... لولا احتفاؤكَ بي ما جاز لي طَنَبا