ومِنهم من يُشيرُ ولا يُسَمِّي ... ومِنهم في المحَّبةِ مضن يُذيع .
بِنَفسي مَن يَخونُ الصبرُ فيهِ ... ولا تُغني المذلَّلةُ والخُضوعُ .
حَبينٌ لا أوالُ وبي نزاعٌ ... إليهِ وليسَ لي عنهُ نُزوعُ .
يَطيرُ القلبُ من شَوقٍ إليهِ ... فَتُمسكُهُ لِشِقوتِيَ الضُّلوعُ .
محمد بن عصام بن الأعمى الربعيُّ .
أرسل وهو موثق في الجامعة إلى صاحبين له يشكو حاله ويصف قلادته وخلخاله . والقافية موقوفة : .
ألا يا ابن عمِّي هَل يُؤدِّي رسالةً ... إذا كنت تغدو من غدٍ أو تُروَّحْ .
فسلَّمْ على فتيانِ أثبجَ كلِّهم ... وخُصَّ لطيفاً بالسَّلامِ المُطوّحُ .
وقُلْ لابنِ كَسلانٍ وقُلْ لابنٍ مُطرفٍ ... خليلُكما بين الحَنايا مُشبَّح .
لقد صيغ خلخالانِ لي وقِلادةٌ ... فها أنا فيها مُوثَقاً لستُ أبرح .
أنشدنيها له بعض أشراف المدينة . وسألته عن الحنايا فقال : أعواد تمدُّ عليها أذرع المأسورين وتشدُّ . ويقال : فلان مشبوح الذراعين أي طويلهما .
قيس العامريُّ .
أنشدني له بعض أشراف الحجاز قال : سمعته يُنشد لنفسه : .
قِفا صاحِبيَّ قليلاً عَلَيّا ... ولا تُعجِلاني يا صاحِبَيّا .
وعُوجا على طَللٍ دائرٍ ... لِريَّا وأينَ من العَينِ ريّا .
مَعاهدُ لم يُبقِ صرفُ الزما ... نِ منها ومِنِّيَ إلاّ شُوَيّا .
أبو الفضل جعفرابن يحيى .
الحكاك المكيُّ .
قد سبق ذكر أخيه وربطت ما دار بينه وبين الصُّليحي على أواخيه وهذه أبيات أنشدنيها أبو الفضل هذا لنفسه في مثل ما مضى من المعنى السابق : .
توقَّر من جِماحِكَ في الزِّمامِ ... وأَسفِرْ عن قِناعِكَ واللِّثامِ .
وَزَعْ مِن غَربِ لفظكَ في مقالٍ ... تُعرَّف غِبَّهُ عندَ المُقامِ .
ولا تَبذخْ بُهودٍ فهْوَ مِنّا ... تَحَدَّرنا جَميعاً مِن غمامِ .
ولا تَفْخرْ بقومٍ أنتَ منُهمُ ... مكانَ المَنسِمينِ منَ السَّنامِ .
ولا تَحسبْ جَوابي ذا ولكنْ ... جوابي صدرُ رمْحي أو حُسامي .
هذابُ بن دَهثَمٍ الشَّيبانيُّ .
ورد على المعسكر الميمون وألقى به تفنات العرمس الأمون ولقي صدر الوزارة النظامية بهذه اللامية وارتشف دُرر الأماني معسولة الحلب على باب حلب . ومطلع القصيدة قوله : .
ما خَلَقَ اللهُ تعالى وجَلّ ... مثلَ وزيرِ الوزراءِ الأجلُّ .
أروعُ كالنَّصلِ ولكَّنهُ ... أمضى من النَّصلِ إذا ما بَسلْ .
قوله : بسل أي اشتدَّ . ومنه يقالُ للشجاعِ باسِل : .
يَهدي إذا سارَ أمامَ القَضا ... ويَنزلُ الموتُ إذا ما نَزلْ .
على العِدا والحربُ تَنّورها ... يُسعَرُ بالبيضِ وسُمرِ الأسل .
ومنها : .
يا عَلمَ الخالقِ في خَلقِهِ ... حَسبُكَ أن تَعقِدَ ما لا يُحلّ .
لا أَيتَم اللهُ العُلا والوَرى ... منكَ ووفّاكَ المُنى والأمل .
عبدُ الواحِد بنُ الفضل .
بن أبي دُلَفِ العِجليُّ .
قرأتُ له في كتاب قلائد الشَّرف من تأليف الشيخ أبي عامر الجُرجاني أبياتاً خدم بها المجلس العالي النظامي القوامي شام بها منه أيام مقُامِه بالشّام بوارق الأنعام وهي : .
إشربْ على سعدِ السُّعو ... دِ ورَغم شانيكَ الحَسودْ .
من قهوةٍ في كأسِها ... كالشَّمسِ أو كَسَنا الوَقود .
لا زالَ نَجمُ عِداكَ في ... نَحسٍ ونجمك في سُعود .
مُستمتعاً بالطَّيَّبا ... تِ ومُحرزاً شكرَ العبيد .
ولا تَحرِمَنْ هذا المؤمِّ ... لَ نَوءَ بارقكَ الحَميد .
فَوراءَهُ مُستنجِزا ... تٌ من قِيامٍ أو قُعود .
من كلِّ راكعةٍ تَنو ... ءُ ومستعدَّ للسُّجود .
يرفعنَ أيديهنَّ خا ... شِعةً بتَعفيرِ الخُدود .
يسألنَ مُلكَكَ أنْ يُبَلَّغ مَن مَشى فَوقَ الصَّعيد