لا يعدِلون برفدهم عن سائل ... عَدلَ الزمانُ عليهمُ أوْجَارا .
فإذا الصَّريخُ دعاهُمُ لمُلمَّةٍ ... بَذلوا النفوسَ وفارقوا الأعمارا .
وإذا زنادُ الحَربِ أخمِد نارُها ... قَدَحوا بأطرافِ الأسِنَّةِ ناراً .
الحَجّافُ .
أنشدني أبو الفضل يحيى بن نصرٍ البغداديُّ قال : أنشدني هذا البدويُّ لنفسه من قصيدةٍ : .
سَرى طيفُها والصُّبحُ قَد طَرَّز الدُّجى ... كما طُرزت غُبرُ المهامةِ بالآلِ .
الأمير نورُ الدَّولةِ .
أبو الأعزِّ دُبيسُ بنُ عليِّ بنِ مزيدٍ .
خدمته ببغداد وعبرتُ إليه أخت بده الجواد أعني دجلة وهي زاخرة الأمداد وأنشدته أرجوزةً قلتها فيه فإذا باحه للطارقين مباحة وراحه في كدها للعفاة راحة وقباب التفت بها غابُ القنا واشترك مع أسودها الناس في فرائس الغنى . وذاكرتُ وزيره الملقب بالمهذب فأنشدني لذي أمره نتفة من شعره وهي : .
حلمي يُخيَّلُ للعدوِّ ... م إذا اعتدى أني أجزتُ .
يا دولة الملك المُحجّب ... لستُ نوركِ إن عَجِزتُ .
المنيع الهمذاني .
أنشدني له بعض الأشراف الطارئين علينا من مدينة الرسول A قال : ورد علينا هذا الغُليمُ وهو مشغوفٌ بابنة عمّ له تُسمى ذؤابة فأنشدنا لنفسه أبياتاً فيها وهي : .
خَليليَّ مالي وكيفَ احْتيالي ... وبي من ذؤابةَ شِبهُ الخَبالِ .
غَزالٌ يُراعى رِمالَ الفَلا ... بجيدِ الغزالِ ورِدفِ الرِّمالِ .
كأن ذُؤابَةَ في القَزِّ تَمشي ... رَبيبُ مَهاً يَرتدي بِالظِّلال .
أبو الفضل جعفر بن الحسين .
الشَّبيبيُّ المكيُّ .
شابٌّ حسنُ الدواء الرُّواية رأيتهُ بين يدي الشيخ عميد الحضرة مُدلياً إليه بحرمة العربية مدلاً عليه الدالية السنية يطرب الحاضرين ينشدها يرقص ذوائبهم بأغاريدها فمها التقطته منها أبيات في المديح معسولة إن كانت من الصنعة مغسولة وهي : .
تَولاّكَ بالإحسانِ عَن حُسنِ خِبرةٍ ... وأعطاكَ ما لم يُعطَه أحدٌ بَعدُ .
وحُمِّلتَ ما حُمِّلتَ لا ناهِضاً بِهِ ... سِواكَ وللأثْقالِ بازِلُها النَّهدُ .
فأنتَ بحمدِ اللهِ أثبتُ وطْأةً ... وأصدقُ بأساً حينَ تُستنطَقُ الهِندُ .
وما قَدرُ مُلكٍ فاتَهُ منكَ حَظُّهُ ... إذا ما عَدِمتَ السيفَ لم يَنفعِ الغِمدُ .
فَأبشرْ بتصريفِ الأمورِ ودولةٍ ... نَظمتَ معانِيها كما نُظمَ العِقد .
كأنِّي بِكَ استوليتَ من كلِّ وُجْهةٍ ... عَليها كما اسْتولى على الجَسَدِ الجِلد .
ما أحسن ما جعل إحاطته بالبلاد كإحاطة الجلود بالأجساد .
فدُونَكَها من رُتبةِ عَضُدِيَّةٍ ... بِها أمرُ الملكِ واستَحكمَ العقْد .
تُجِلُّكَ ساداتُ البريَّةِ كلُّها ... ويأتي إليكَ الوفدُ يَتبعُهُ الوَفد .
وتَبلغُ أَقصى ما تُريد مُيسَّراً ... وما لكَ عن شيءٍ تُحاولُه رَدُّ .
وعِشْ وابقَ في عزِّ وفي ظِلِّ نِِعمةٍ ... وقَدرٍ رفيعٍ ما يحيطُ بهِ حَدّ .
وجَرِّز ذُيولاً من بُرودٍ أحوكُها ... من الشِّعرِ ما يَحكي مَحاسنها بُرْد .
يَروحُ بِها مثنٍ عليكَ ويَغْتدي ... ويَرتاحُ مَن يَشدو إليها ومَن يَحدو .
وأنشدني لنفسِه من قصيدةِ قالها في الشيخ العميد أبي الفضل الخشاب : .
تَولَّى الصبرُ تَتْعُبه الدموعُ ... لِتُرجِعَه وقد عَزَّ الرُّجوعُ .
وطارَ بمهجتي لِلبينِ حادٍ ... يُقصِّرُ دونَه الوَهم السَّريعُ .
وأوَحشني الخَيالُ وكانَ أُنسي ... لَوَ أنَّ العينَ كان لها هُجوع .
أرى أُدمَ الظباِْ لها امتناعُ ... وأطيبُ ما يُفازُ بهِ المَنوع .
هذا كما يقال : الممنوع متبوع والمبذول مملول : .
وفي العُشّاقِ مَفتونُ بِمعنىّ ... ومَوضعُ فِتنتي منك الجميعْ