أيّها المالكُ الذي حاز رقِّي ... بهواهُ كُنْ أمِناً من إباقي .
لا تخفُ أنْ يُقادَ بي فلقَد طُلْ ... لَ بحُكم الهوى دمُ العشّاقِ .
وأنشدني له أيضاً : .
أظبيةُ وادٍ أنتِ يا عذْبة اللِّمى ... أبيني لنا أم أنتِ حيّةُ واد .
ألستِ التي صَيَّرتِ غَرْزَ مَطيَّتي ... طوافي وأوْجَ المِرزَميْنِ عِمادي .
وإني على ما كان منكِ لمُشفِقٌ ... عليكِ ورامٍ نحوكُمْ بقِيادي .
أعوِّذُ نونَي حاجِبيكِ من الردى ... بِنونٍ وصادَيْ مُقلتيْكِ بِصادِ .
أبو منصور عليّ بن الحسن .
ابن الفضل الكاتب البغدادي . أنشدني له الشيخ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني لنفسه من قصيدة مدحَ بها رئيسَ الرؤساء أبا القاسم علي بن الحسين C تعالى : .
نَوَدُّ الُّغور ونَهوى الخُدودَ ... ونعلمُ أنّا نُحبُّ المَنونا .
ودون الوَصاوِصِ مَكحولةٌ ... تُعلِّم طَبْعَ السهام العُيونا .
ومنها في المدح : .
ولن تستطيل المَدى أيْنُقٌ ... بمدح جمال الورى قد حُدينا .
وجَدْنَ لديه ربيعَ الثَّنا ... ء غضّاً وماء المَعالي مَعينا .
تبوّأ من المجد بُحْبوحةً ... على مِثلها يُكمِدُ الحاسدينا .
يُنادي النجاحُ بأبوابه : ... ألا نِعمَ ما قَرَع الطارقونا .
بكا محلِّ بها سَجدةٌ ... تُسابقُ فيها الشِّفاه الجَبينا .
تركتَ الخلافة في عصرنا ... تُفاخر مأمونها والأمينا .
وجاهدْتَ فيها جِهادَ امرئٍ ... له جمعَ الله دُنيا ودِينا .
ولا بُدَّ في الشام من غَزوةٍ ... تُحذِّر زَمْزَمُ منها الحَجوبا .
وأخرى بمصرٍ تَخُطُ الرُّواةُ ... على الرِّقِّ فيه الحديثَ الشُّجونا .
وختم القصيدة بقوله : .
دعاءٌ إذا سمعتُهُ العِدا ... ةُ قالت على الرغْم منها : أمينا .
وأنشدني له أيضاً قال : أنشدنيه لنفسه من قصيدة عملها في عميد العِراقين أبي نصر أحمد بن علي المُستوفيّ أولها : .
أعادَ وأبدى ثم قام فسلَّما ... خَيالٌ سَرى وَهْناً إذا الليلُ أظلما .
تأوَّبني بعد العشيّة طارقاً ... وحَيّا فأحيا مستهاماً مُتيَّما .
تَطاوَلَ ليلي بالعراق ولم يكن ... يطول مداه في مَغانيك بالحِمى .
غَنيتُ بها أيام هندٍ وإنها ... مُنعَّمةُ الأطراف منّاعة اللِّمى .
تُريك صباحاً مسفِراً وَجَناتها ... تُجاوب ليلاً من دجى الفَزْع مُظْلما .
سئمت لذيذ العيش بعد فِراقهم ... وحقَّ لمثلي أن يَمَلَّ ويَسأما .
ويظلمني صَرفُ الزمان بحُكمه ... ونفسي تأبى عِزّةً أن تظلَّما .
أرى الليلَ دِرعي والنجومَ أسنّتي ... وصارمي الصُّبح المنير إذا سَما .
أبو علي بن شبل البغدادي .
رأيته ببغداد سنة خمس وخمسين وأربعمائة فوجدته وقد شدّ على الأدب الجزل أزرار ثيابه وجمع أقسام الفضل مِلءَ إهابه . وذكرته في خُطبة هذا الكتاب عند ذكر السادة الأرباب . وفرغتُ ثم مما يليق بهذا الباب . وقد كان أعارني صدراً صالحاً من فوائده وأهدى إليّ قدْراً كافياً من فرائده . ولم تُمتِّعني الأيام بها وزاحمتني الحوادث فيها حتى عدمت من فضل ربيعها زهراً ووَرْداً وبقيتُ بعدها كالسيف فرْداً .
فمما أنشدني لنفسه قوله : .
قالوا : المشيبُ فقلت صب ... حٌ قد تنفّس في غياهب .
إنْ كان كافور التجا ... رب ذُرَّ في مسْك الذوائب .
فالليل أحسن ما يكو ... ن إذا ترصّع بالكواكب .
قلت : كنايته عن الشعر الشائب بكافور التجارب من النوادر والغرائب وأختها غبار وقائع الدهر . وأنشدني لنفسه أيضاً : .
وحتْمٌ قسمةُ الأرزاق فينا ... وإنْ ضَعُفَ اليقينُ من القلوب .
وكم من طالبٍ رِزقاً بعيداً ... أتاه الرزق من أمدٍ قريبِ