عَيَّرتْ بالمشيبِ وهْو وَقارُ ... ليتها عيَّرتْ بما هو عارُ .
إنْ تكُنْ شابتِ الذوائبُ مني ... فالليالي تُشيبُها الأقمارُ .
عبد الله بنُ العبّاس الطالبيُّ .
حدثني الشيخ أبو محمد الحمدانيُّ قال : أنشدني الشريف أبو حرب بن الدَّينوريّ النسّابة : قال : حضر هذا الطالبي وهو شيخ أهله باب بعض السادة فعرف الحاجب مكانه وخرج فلمّا رآه أطرق . فقال عبد الله : لو أُذن لنا في الدخول لدخلنا ولو أُمرنا بالانصراف لانصرفنا ولو اعتُذر إلينا لقبلنا فأما الفترة بعد النظْرة والتوقُّف بعد التعرُّف فلا أعرفهما . ثم لوى رأس حماره وهو يقول : .
وما كنتُ أرجو أن تكون مطيَّتي ... مُجدَّعةَ الأُذنين مَبتورةَ الذنب .
ولا عن رضىً كان الحمار مطيَّتي ... ولكنَّ من يمشي سيرضى بما ركب .
أبو الحسن البصْرَوي .
أنشدني الشيخ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني أبو المكارم الفضل بن عبد الله الهاشمي له : .
ولما تعرّضَ لي زائراً ... وما كان عندي لهُ مَوعدُ .
سَهرتُ اغتناماً لليلِ الوصال ... لعِلمي به أنه يَنفدُ .
فقال وقد رقَّ لي قلبه ... وأيقنَ أنّي به مُكمَدُ : .
إذا كنتَ تسهرُ ليلَ الوِصالِ ... وليلَ النّوى فمتى ترقُدُ .
قال : وأنشدني أيضاً له : .
أيا دهرُ ويحك ماذا جميلُ ... فؤادٌ عليلٌ وإلفٌ بَخيلُ .
إذا رمتُ منه بلوغَ المُنى ... فمن دون ذلك خَطبٌ جَليل .
كأنّي أرى شخصه في المِراةِ ... يلوح وما لي إليه سَبيلُ .
وأنشدني الشيخ أبو عامر الجرجاني له قال : وله شعر كثير ورأيت ديوان شعره في خزانة عمِيد الملك في مُجلّدتين : .
يا ليلُ إلاّ انجليتَ عن فَلَقٍ ... ظِلتُ ولا صبر لي على الأرَقِ .
بِتُّ بقلبٍ من الهوى خَرقٍ ... وناظرٍ من مَدامعي شَرقِ .
كأنني صورةٌ مُمثَّلةٌ ... ناظرُها الدهر غير منطبِقِ .
قلت : هذا أحسن ما قيل في معناه وما أراه سُبقَ إليه . وله : .
ومَن طوى هذه الأيامَ مقتنِعاً ... بما رضيتُ به منها فقد فَطنا .
وأنشدني الشيخ أبو الفضل يحيى بنُ نصرٍ السعدي البغدادي له قال : وهو بعد من الأحياء يتماجن بلغة البغداديين وخُرافاتهم بشعر . وإنما قال هذه الأبيات في زامر كان يدبّ إلى أهل المجلس إذا خيطت جُفونُهم بالصهباء ويَسمو إليهم سموَّ حَباب الماء .
قال : وأنشدنيها لنفسه : .
لعنَ الله ليلةَ الساباطِ ... كَسرتْ همّتي وأفنتْ نشاطي .
بطَّ فيها نَصيرةُ الزامر المل ... عون كيسي لا كان من بطّاطِ .
وتعدّى إلى سواه ولكنْ ... ساعدتْهُ نُعومةُ المِشراط .
فاسألوه أليس قد نال ما شا ... ء فلِم خِرقتي بِلا قِيراط .
حَلَّها واستجاب ما كان فيها ... إنّ هذا معْ ما مضى لَتَعاطِ .
لغة الطرّاري ببغداد : استجاب اللصُّ الشيءَ أي إذا أخذه : .
يا ذوي الأهلِ والأقاربِ حاذِ ... روا فقد زارَكم أبو الصَّبّاط .
عينه لا تنام لمن تُراعي ... كيفَ تُرمى العيونُ بالخيّاط .
جاءَ بالناي منه ليلاً فركَّب ... ه على نَفْش باب بيت الضِّراط .
فلو أنّي ممّن يردُّ لقد كا ... ن غريقَ الخَرا إلى الآباط .
إنّ من يدعُهُ فهْوَ غيرُ غَيرا ... نَ على أهله ولا مُحتاط .
البيت مختل الوزن .
ابن الكَنْبَك البغدادي .
أنشدني الشيخ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني الشريف أبو الجوائز الهاشمي له : .
ألا انظُر إلى دَرِّ السَّحاب كأنه ... نِثارٌ وأحداقُ القَرارات تلتقطهْ .
إذا كتبتْ أيدي الرِّياض على الثرى ... بنَوْر فأيدي الغيمِ بالقَطر تنقطُهْ .
أبو غالب بن بِشران الواسطي .
نحوي تشدّ نحوه الرحال ويجثو للاستفادة بين يديه الرجال . أنشدني الشيخ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني الفقيه أبو طالب بن حَمْدٍ خازنُ دار العلم بمدينة السلام ببغداد C له :