ما هاجتِ الذكرى بَلا ... بِلَ قلبه إلاّ رقَص .
ما مدّتِ الأيامُ حَبْ ... لَ إساءةِ إلاّ قلَص .
ما مسَّ بالإنسان ضرْ ... رٌ مسُّه إلا نقَصْ .
قد كنتَ تقتنصُ الملو ... كَ فصِرتَ أنتَ المُقتنصْ .
لا تيأسَنْ من رضوْح مَن ... يُدني الخَلاصَ من القَفَص .
ما دام جَدُّك صاعداً ... وجَناحُ مَجْدكَ لم يُقَصّ .
سيعود مُلكُكَ خاتماً ... وتعودُ نفسُك فيه فَصّ .
السيد الرضيّ الموسوي .
Bه له صدر الوسادة بين الأئمة والسادة . وأنا إذا مدحته كنت كمن قال لذُكاء : ما أنوركِ ! .
ولخُضارة : ما أغزرك ! .
وله شعر إذا افتخر به أدرك من المجد أقاصيه وعقدَ بالنجم نواصيه . وإذا نسب انتسب رقَّة الهواء إلى نسيبه وفاز بالقِدحِ المُعلَّى في نصيبه حتى إذا أنشدني الراوي غَزلياته بين يدي العِزْهاة لقال له : من العزِّ هاتِ . وإذا وصف فكلامه في الأوصاف أحسنُ من الوصائف والوصّاف . وإنْ مدحَ تحيّرتْ فيه الأوهام من مادحٍ وممدوح له بين المُتراهنين في الحلبتين سبقُ سابحٍ مَروحٍ . وإن نثَرَ حمدتَ منه الأثر ورأيتَ هناك خَرَزاتٍ من العقْد تنفضّ وقطرات من المزن ترفضّ .
ولَعَمري إنْ بغداد قد أنجبتْ به فبوّأتْهُ ظِلالها وأرضعتْه زُلالها . وأنشقتْه شمالها . وورد شعره دجلتها فشرب منها حتى شرق وانغمس فيها حتى كاد أن يقال : غرق . فكلما أُنشدتْ محاسن كلامه تنزّهت بغداد في نَضرة نَعيمها وانشقت من أنفاس الهجير بمُراوح نسيمها . فمن عُقَد سِحره وعقود دُرّه قوله في مطلع قصيدةٍ له : .
وظَبيةٍ من ظباء الإنس عاطلةٍ ... تستوقف العينَ بين الخمْص والهَضَمِ .
لو أنها بفناء البيتِ سانحةٌ ... لصِدتُها وابتدعتُ الصيدَ في الحرَم .
قدرتُ منها بلا رُقبى ولا حذَر ... على الذي نام عن ليلي ولم أنم .
بِتنا ضَجيعين في ثوبَي هوىً وتُقىً ... يلفُّنا الشوقُ من فَرقٍ إلى قَدَم .
وأمستِ الريحُ كالغَيرى تُجاذبنا ... على الكثيب فُضولَ الرَّيْط واللمَم .
يَشي بنا الريحُ أحياناً وآونةً ... يُضنينا البرقُ مُجتازاً على إضَم .
وبات بارقُ ذاك الثغرِ يوضح لي ... مواضع اللثم في داجٍ من الظُّلم .
قلت : أخذه من سيدوك الواسطي : .
ألثمه في الدُّجى وبرقُ ثنا ... ياه يُريني مواقع اللثم .
وله أيضاً عُفي عنه : .
ليس الفناء بمأمونٍ على أحدٍ ... ولا البقاء بمقصورٍ على رجُلِ .
تعزَّ ما اسْطَعتَ فالدنيا مفارقةٌ ... والعمر يُعنِق والمغرور في شُغُل .
والعقلُ أبلغُ من عزّاكَ عن جَزَعٍ ... والصبر أذهبُ بالبَلوى من الوجَل .
وله أيضاً : .
صحِبتُ الرجالَ الخابطين إلى العُلا ... فثبّطي لؤمُ الزمان وأسرعوا .
تَردُّ سهامي الحادثاتُ طوائشاً ... وفي قوس عَزْمي لو تنوّعُ مَنزعُ .
أصرُف فهمي والمقاوِلُ سُرَّعٌ ... وأملك حِلمي والعوامل شُرَّعُ .
وله أيضاً : .
رأت شَعَراتٍ في عذاري طفلةٌ ... كما افترَّ طفلُ الروض عن لؤلؤ الوَسْم .
فقلتُ لها : ما الشَّعر سالَ بعارضي ... ولكنّها نَبتُ السيادة والحِلمِ .
يَزيدُ به وَجْهي ضِياءً وبهجةً ... وما تُنقِصُ الظلماء من بهجة النَّجم .
وله أيضاً : .
جنى وتجنّى والفؤادُ يُطيعه ... فيأمنُ أنْ يُجنى عليه كما يَجني .
إلى كم تُسيء الظَّنَّ بي متجرِّماً ... وأنسُبُ سوءَ القول فيكَ إلى الظنِّ .
ووالله لا أحببت غيركَ واحداً ... ألِيَّةَ بَرٍّ لا يخاف فيستنثي .
فإنْ لم تكُنْ عِندي كسمعي وناظري ... فلا نَظَرَتْ عَيني ولا سَمِعتْ أُذْني .
وإنّكَ أحظى في جفوني من الكرى ... وأعذبُ طَمعاً في فؤادي من المن .
وله أيضاً : .
عَطَونَ بأعناق الظِّباء وأشرقتْ ... وجوهٌ عليها نَضرةٌ ونَعيمُ