منازلَ ما إن زِلتُ فيها مُنعَّماً ... أجَرِّرُ من سُكرِ التصابي بها بُردا .
سقى الله أرضاً حَلَّها وجهُ شادنٍ ... كبدْر الدُّجى بُدِلتُ من قُربه بُعدا .
قال : وأنشدني له أيضاً : .
وقالوا : التحى من قد بَراك بحبّه ... وعمّا قليلٍ سوفَ عنكَ يُفرَّجُ .
فقلتُ لهم : إني تعشّقتُ روضةً ... بها نرجسٌ غَضٌّ وورْدٌ مضرَّجُ .
وقد زاد فيها بعد ذاك بنفسجٌ ... أأتركه أنْ زاد فيه البنفسجُ .
وله أيضاً : .
لئن ملكَ الدنيا على الجَور قبلَنا ... ملوكٌ فما في العالمين لما مثلُ .
وإنّ سُقاةَ الشَّرب لا عن كرامة ... إذا دارَتِ الصهباء تشرب من قبل .
عز الدولة أبو منصور بختيار بن معزّ الدولة .
يقول في صفة دولاب : .
اشربْ على قَطْر السماء القاطر ... في صحن دِجلة واعْصِ زَجرَ الزاجر .
مَشمولةً أبدى المِزاجُ بكأسها ... دُرّاً نَثيراً بين نَظْم جواهر .
والماء ما بين الغُروب مُصفِّقٌ ... مثلَ القِبان رقصْن حول الزامِرِ .
تاج الدولة أبو الحسن أحمد بن عضد الدولة .
سلامٌ على طيفٍ ألمَّ فسلَّما ... فأبدى شُعاع الشمس لمّا تكلّما .
بدا فبدا من وجهه البدرُ طالعاً ... لدى الروض يَستعلي قَضيباً مَنعَّما .
وأحسَبُ هاروتاً أطاف بطرفه ... فعلَّمَه من سحره ما تعلَّما .
ألمَّ بنا في دامِسِ الليل فانجلى ... فلمّا انثنى عنا وودَّع أظلما .
وله أيضاً : .
سَقاني سَحَراً خَمْره ... وقد لاحت لِيَ النَّثْرهء .
غزالٌ فاتنُ الطَّرف ... مليحُ الوجه والطُّرَّه .
أنا الملكُ وقد ملَّكْ ... تُ قلبي صاحب الوَفْره .
وقد زَرْفَنَ صُدغَيه ... على أبهى من الزَّهْره .
فمن أسْودَ في أبيضَ ... في أحمرَ في صُفْرهْ .
إذا حاول أن يهج ... رَ أو تبدو له نفْره .
أعان الشيخُ إبليسٌ ... عليه فأتى مُكْرَهْ .
فَنَّا خُسرو بن أبي ظاهر بن بهاء الدولة .
أنشدني أبو الفضل يحيى بن نصر السعدي البغدادي أنه قال : وهو اليوم في الأحياء متصلاً بسيف الدولة إبراهيم بن نبال . وكانت هذه الرواية سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة : .
ما عِلّتي والشبابُ يُسعدني ... أنْ لا أكون الممنَّعَ البطلا .
أحْيِ بقتل الأعراب سُنَّتنا ... وكنْ كشابور في الذي فَعَلا .
ولا تخَفْ فالسماءُ لو علمنْ ... أنّا غِضابٌ لأُمطرتْ نُصُلا .
فخلِّها والفِجاج خابِطةٌ ... براكبيها الوِهاد والقُللا .
حتى تَنال العُلا فتخبطَها ... بوخْدِها أو تصادفَ الأجلا .
وكلُّ من بات دون بُغيتِهِ ... مُشمِّراً نحوها فقدْ وَصَلا .
هذا مثل قولهم : .
ومُبلَغُ نفْسٍ عذرَها مثلُ منجَحِ .
ذكر الشيخ أن هذا شعر قديم .
الحاجب أبو الحسين بن نعمان .
أنشدني الشيخ أبو محمد الحمدانيُّ قال : أنشدني عزُّ المعالي له : .
قضيتُ الغَواني غيرَ أنّ غَوايةً ... لِذَلْفاءَ ما قضَّيْتُ آخرها بعدُ .
فإن تَدَعي نَجْداً أدعْه ومن به ... وإن تَسكُني نجداً فيا حبّذا نَجدُ .
فيا ربْوةَ الرَّبعيْنِ حُيِّيتِ منزلاً ... على النأي منّي واستهلَّ بكِ الرَّعدُ .
ذو السعادات أبو السعادات .
الوزير ابن فَسانْجِس المخزومي .
قاد إليه الفصاحة بخوامه وسُدَّ حيازيمه في الفضل على تثبت وحَزامه . وكنت عثرتُ بنبذٍ من أشعاره في تتمة اليتيمة فصرفتُ وجه الهمّة إلى تحصيل أخوات لما في التتمة .
أنشدني الأديب أبو يعقوب بن أحمد النيسابوري قال : أنشدني أبو طاهر القصاري قال : أنشدني علي بن إبراهيم المبدع له وكان في حبس العالي العادل صاحب الملك أبي كاليجار : .
أنا كالسُّماني المقتنصُ ... أرجو الخلاصَ من القَفَصْ