أنشدني القاضي أبو جعفرٍ البحائي رحمة الله عليه قال : أنشدني القاضي حَمْدُ بن محمد التوَّزيُّ لوزير عزيز مصر الملقَّب بالمهذَّب في مدح المرتضى الموسَوي البغدادي من قصيدةٍ يقول فيها : .
تختالُ بينَ السُّمر وهْيَ شواجِرٌ ... هل يُفزعن أسدَ العرين عَرين .
أبو الطالب الوحيد المِصري .
أنشدني الشيخُ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني غرس النعمة له : .
ضَنَّ الزمان بنيّة الإخلاص ... عني وجاءَ بوُدِّه المعتاضِ .
ما سرَّ يومٌ منه إلاّ ساءَني ... غَدُه فأيامي جُروحُ قصاصِ .
ومن العجائب أن كلَّ بلاغةٍ ... جمحتْ تُطاوعني وحظّي عاصِ .
والطيرُ أجناسٌ تطير وإنما ... للُغاتهنّ حُبسن في الأقفاص .
ابنُ بابا .
باب الأدب عليه مفتوح ودَسْت الفضل له مطروح وزَنْد الشعر به مقدوح . قال يمدح الصاحب نظام الملك حرس الله أيامه على باب قِنَّسرين من الشام سنة ثلاث وستين وأربعمائة .
يمينُك أندى العارضَين سَحاباً ... وعزمُك أمضى الصارمين ذُبابا .
وأنت أعمُّ الناس طَوْلاً وسُؤدَداً ... واطيبهم جُرثومةً ونِصابا .
وأسرعهم في النائبات إغاثةً ... وأمرعُهم يومَ العطاء جَنابا .
شهادةُ بَرٍّ لا تُحابى بمثلها ... ألا ربما كان السحابُ يُحابى .
يقولون : إن المُزن يحكيك صوبُهُ ... مجاملةً ها قد شهدْتَ وغابا .
وكم أزمةٍ عمَّ البريّة برسُها ... فهل ناب فيها عن نداك منابا .
هَمَتْ ذهباً فيها يداك عليهم ... وضَنَّتْ يَداه أن تَرُشَّ ذِهابا .
ولو كان للأسياف عزمك ما نَبَتْ ... ولا ناطَ بالخصرِ النِّجادُ قِرابا .
وما زلتَ تُرضي اللهَ في نصرِ دينه ... بمألُكَةٍ نُزجي الأُسود غِضابا .
إذا طُويتْ كانت وغىً وقساطِلاً ... وإنْ نُشرتْ كانت ظُبىً وحِرابا .
وما حملتْ غير السيوف رسالةً ... ولا طلبت غيرَ الرؤوسِ جَوابا .
قد اخترطتْ أيدي الخِلافة منكُمُ ... سيوفاً على هام العداة غضابا .
ومن بات عن قوس السعادة رامياً ... نُحورَ أعاديه رمى فأصابا .
دعاكَ على شَحْط المَزار ابنُ صالحٍ ... فلم ترضَ إلاّ أن تكون جَوابا .
غدا طالباً في ظلّ مُلككَ عيشةً ... فوافاه أحظى الوافدين طِلابا .
وكان إلى نيلِ السلامة سُلّماً ... لنا وإلى باب السعادة بابا .
هو الجَدُّ فليُمْسِ الفتى في ظِلاله ... فلو أخطأ المجدود قيل : أصابا .
سقى حلباً من جود كفِّكَ ماطرٌ ... إذا لم تَصُبْ فيها المواطِرُ صابا .
سَموتَ بها نحوَ السماء كأنّما ... ضربتَ عليها بالنجوم قِبابا .
فإنْ ناسبت منها الصقور فطالما ... رفعتَ عليها باللواء عُقابا .
قلت : لله دره في الجمع بين الصقر والعُقاب بهذا المعنى المقرطيس لهدف الصواب : .
بحقّ تولّيتَ الخلافة معتقاً ... برأيكَ من رقِّ الخلاف رقابا .
نظمتَ نظام الملك منثور مجدها ... عُقوداً على لَبّاتها وسِخابا .
وجلّيتَ يا شمسَ الكُفاةِ غَياهباً ... برأيٍ غدا في النائبات شِهابا .
غَصبتَ على المجد الرجالَ فسُدتَهم ... غِلاباً ومنهم من يسود خِلابا .
وأطلعتَ سُحباً من بنانك ثرةً ... تُفيضُ عليهمْ نائلاً وعِقابا .
وسَهَلْتَ من بؤس الليالي شَدائداً ... وذلّلْتَ من شوس الخُطوب صعابا .
أعدتَ إلى الدُّنيا نضارةَ حُسنها ... وأبدلتَها بعدَ المَشيبِ شَبابا .
عبد الله بن جابر .
من مُدّاح الصاحب نظام الملك حرس الله دولته وقد صقلَ صفائح ثنائه بالشام كما تُصقَل ثغور الغواني بالبشام . فممّا بلغني من مدائحه النظامية قوله : .
أَرَيّاكِ وافى أم صَباً وشَمال ... تأرَّجُ منها يَمنةٌ وشِمال