لأجل الترك ما يُدعون تُركاً ... فهم تُركٌ وواحدهمْ تروك .
كذاك الفُعلُ واحدها فعولٌ ... أليس الضحك واحدها ضَحوك .
فأجاب عنه بقوله : .
ألا يا عائب الأتراك مهلاً ... فليس إلى معائبهم سُلوك .
تَلوك القول إفحاشاً وهُجراً ... أتدري لا أبالك ما تَلوك .
فحُرُّّهُمُ على الأحرار مَلْكٌ ... وعبدهُمُ لمالكه مَلوك .
كفى الأتراك أن الناس طُرّاً ... رعاياهُمْ وأنهُمُ ملوك .
قلت : وزاد على القُستهاني بإعناته والتزام اللام والواو في أبياته وقد ملّح العميد القُهستاني في قياسه الترك والتروك على الضحك والضحوك . وللسيد شرف السادة البلخيّ أبيات في الأتراك لم أسمع أحسن منها في معناها وهي : .
عليكَ الترك من هذا الأنامِ ... فهمْ زَينُ المحاضر والمَوامي .
وهمْ مُرُّ الزمان وهم حلاه ... وقد حُمدَ المرارة في المُدام .
بأوساط الفَلاء لهم بيوتٌ ... تحصّنها بأطراف السهام .
وما أحسن ما لفّق بين الأوساط وبين الأطراف . ومثلُ هذه الصنعة في شعر المتنبي : .
تولِّيه أوساط البلاد رماحه ... وتمنعه أطرافهنّ من العزل .
الشريف ابو الحسن المغربي .
الشريف أبو الحسن علي بن أبي طالب بن الحسن المغربي .
أنشدني له وُسْتاسْفُ الأصفهاني حافد الأستاذ أبي عبد الله البنداري الديلمي قال : أنشدني هذا الشريف لنفسه بنصيبين : .
قمرٌ يُسيء إلى القلوب بحُسنه ... وبسُقم ناظره يُصِحُّ ويُسقِم .
الريمُ والغصن الرطيب ونوره ... ألحاظه وقَوامه والمَبسم .
لا فزتُ يوماً من رضامك بمبهجٍ ... إن كنتُ من تعذيب حبكَ أسأم .
أبو الوفا المافَرُّوخيُّ .
أنشدني وُسْتاسْف الأصبهاني الذي سبق ذكره قال : أنشدني أبو الوفا لنفسه في بهرام الطباخ سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة : .
أقِلَّ من صَلَفٍ لم تُؤتِ عن سَلَفٍ ... والقَ الأنامَ على قدر ومعرفةٍ .
فإنّ والدكَ الطَّباخَ أعرفه ... فانشر حديثك عن قِدرٍ ومغْرفةٍ .
الحسين بن الحسن الخَطيبي الأرمَوي .
مدح الصاحب نظام الملك على باب أُشْنَة في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وأربعمائة بهذه القصيدة التي مطلعها : .
خليليَّ جودا بالدموع وأنجدا .
ومنها : .
إذا غامَ خضراء الوغى لطريدةٍ ... تقاطَرَ منها النصلُ والحَينُ والردى .
وإن ظمئت لله خيلُ أخاضَها ... ليَشفي ظماها في نجيعٍ من العِدا .
تُباهي بها تلك الديارُ تفاخُراً ... ويُبدي الثرى منها لُجيناً وعَسجدا .
بَراه إله الخلق رزّاقُ كلّهم ... فقلَّدها النُّعمى تُؤاماً ومفردا .
هو البحر جوداً زُرهُ ما دام ساجياً ... ولا تَلْقَه إن كان يَزْخَر مُزءبِدا .
أعزُّ المعالي سافراتٍ كأنها ... تُنادي بأعلى الصوت هُبّوا إلى الجَدا .
ولولا نظامُ الملك ما نجم العُلا ... وعاد ضياءُ الشرع أغبرَ أرمدا .
ولا رُتِّل القرآن في حِندِسِ الدجى ... ولا شاعَ دين الله غضاً مجدّدا .
عبد الله بن محمد بن بكر الجعفري الوزيري .
ورد على مولانا نظام الملك أدام الله أيامه وحرس على الملك نظامه وهو بالشام في صفر سنة ثلاثٍ وستين وأربعمائة ومدحه بهذه النونية التي أولها : .
الشوقُ فرّق بين الجفْن والوسَنِ ... والسًُّقْمُ أثّر في روحي وفي بَدَني .
ومنها في المدح : .
هو الوزيرُ الذي قد راض مملكةً ... ما راضها قبلَهُ كِسرى وذو يَزَنِ .
دارتْ على فَلَك الإقبال دولته ... شمساً فخرّتْ له الدنيا على ذَقَن .
فالدين من عدله المنشور في خِلَعٍ ... والشِّركُ من بأسه المحذورِ في كفَنِ .
والعبدُ في مُلْكه كالحُرِّ مقتدرٌ ... والحُرُّ من منّه عبدٌ بلا ثمن .
المهذَّب