إذا حلَّ فالجوزاء دستٌ وإن سرى ... فموكبه الأقدارُ والسعد مركب .
فمن مبلغٌ أقلامَه أنّ ريقَها ... سِمامٌ ودرياقٌ معاً حين تكتب .
وأنّ المنايا الحُمر منهنّ تُستقى ... وأن العطايا البيض منهنّ تُكسب .
إليك نظام الملك قادنيَ الهوى ... وجِدٌّ له بين الجوانح ملعب .
أغِثني وغِثني واصطنعني من الردى ... فكلُّ امرئٍ يولي الجميلَ محبَّب .
إبراهيم بن عبد الرحمن المعرّي .
هو في الفضلاء من أوساط الجمهور والوسط خير الأمور . ولو لم يكن باع الفضل للأوساط منبسطاً لما قال الله تعالى D : " وكذلك جعلناكم أمةً وسَطا " . وهو من مدّاح الصاحب نظام الملك قصده بهذه القصيدة : .
يا عالماً غودِرَ في رَقدةٍ ... هُبّوا فكم يُدعى بكُم هثبّوا .
قد ظهر الحقُّ وبان الهدى ... لمن له عينانِ أو قلبُ .
مثل ظهور الشمس من حُجْبها ... إذ رفعت من نورها الحُجْبُ .
بالمَلِك الأعظم مستبشرٌ ... شرقُ بلادِ الله والغربُ .
أقطارها ترتجّ من ذكره ... وجيشُهُ ضاق به الرَّحْب .
فإنْ تدُر للحرب يوماً رحىً ... فهو لها من دونهم قُطب .
كالأسَدِ الوَردِ يُرى خادراً ... وكلُّ من عتنده كلب .
وصَحبُه الأشبال من حوله ... مُلبِدةً يُخشى لها وثْب .
أنيابها نُشّابها والظُّبى ... أظفارها إنْ سُئِمَ النشْبُ .
عودهُمُ لَينٌ لسلطانهم ... وهو لمن عاداهُمُ صُلْب .
يا ملك الأملاك بل لبّها ... شهادةٌ صدّقها اللُّبّ .
نصرتَ حزبَ الله يا منْ له ... ربُّ البرايا أبداً حزب .
يا ملكَ الإسلام يا من له ... ذكرٌ بأفواههم عذب .
ما نُدب المُلكُ إلى ماجدٍ ... إلاّ وأنت الماجدُ النَّدب .
ذاد خُطوبَ الدهر عن ساحتي ... فلا عَراه أبداً خَطْب .
قلتُ وقد أمطر أرضي الغِنى ... وشرّد الجَدْبَ بها الخِصب : .
من لم يُعد رِفده مُتْرباً ... فإنه أوْلى به التُّرب .
الحسين بن عبد الله العبادوسي .
خدم الحضرة النظامية حرسها الله متيمّماً بشفته صعيد تُرابها مستلذاً لما يقطعه من جنى جَنابها . وقد مرّت بي حكمةٌ له ميمية اخترتُ منها هذه الأبيات الثلاثة : .
قد مرَّ نقدُ أياديه بكلّ يدٍ ... ولذَّ نشر مَعاليه بكلّ فم .
تمضي أوامره في كل محتشمٍ ... ويتبع الحقَّ فيهمْ غير محتشِم .
يذِلّ كلّ عزيزٍ عند سَطوته ... ويَكتفي منه قبلَ الكَلْم بالكَلِم .
علي بن عبد العزيز بن عمرو المعريّ .
خدم الصاحب نظام الملك على باب ميّافارقين في صفر سنة ثلاث وستين وأربعمائة بهذه القصيدة : .
حَيِّ الديار برامةِ الجَرعاء ... فهُناك أهل مودّتي وصَفائي .
أيام كنتُ بها مقيماً ناعماً ... أختال بين ضراغمٍ وظباء .
حورٍ نواعمَ ما وسُمْنَ بريبةٍ ... ما بين كاملةٍ إلى عذراء .
يُخجلن بدرَ التّمّ في غَلَسِ الدجى ... ويذرنَ نور الشمس كالظلماء .
ومنها في المديح : .
لمّا وفدْتَ على الشآم تباشرتْ ... أقطارها بمفرِّجِ الغَمّاء .
وأنار عدلكَ في دياجي أرضها ... وجرى إليهم مثل جريِ الماء .
وتسامعتْ صيدُ الملوك بنعمةٍ ... مُلِّيتَها من مسبِغ النَّعماء .
أنصبتُ قصداً نحو جودك أيْنُقي ... متحقِّقاً أني أنال رَجائي .
خُذها إليكَ قصيدةً من ناطمٍ ... زهراء مثل الروضة الزهراء .
غرّاءَ تُزهر كالربيع نضارةً ... جمعتْ صفات خليقةٍ غَرّاءِ .
السيد أبو الحسين الطَّوْلَقي .
هو من المغاربة ضرير مقرئ حسن التصرف في الشعر والنحو . سمع قول الشيخ أبي بكر القهستاني في الأتراك :