سيثري زماناً أو سيرمل تارةً ... ولم تنقطع في حالتيه نوافله .
وله : .
إذا المرء لم يبرح يماري صديقه ... ولم يحتمل منه فكيف يعايشه .
وأنى يدوم العهد والود بينه ... وبين أخ في كل ذنب يناقشه .
محمد بن علي المعروف بخميس .
مؤدب الشيخ أبي سعيد الخداشي وهو في الشعر من المقلين ولولا المحاباة لقلت من المخلين . ولم أجد له إلا هذه الأبيات : .
يا كاتباً قد عد واحد عصره ... ببيانه وبنظمه وبنثره .
فاق الأنام فصاحةً وحصافةً ... وعلا النجوم بجاهه وبقدره .
فجميل نقش الصين أقبح خطه ... وثمين در السمط أحقر دره .
صنعت له كرماً رياض محاسن ... تحكي محاسنها الربيع بزهره .
من يكتني بالنصر أصدق كنية ... لنضارة موجودة في بشره .
يا كاتب الشيخ العميد وعونه ... ولسانه حقاً وصاحب سره .
لا زلتما للملك من بين الورى ... ركنين معمورين مدة دهره .
قد جاء خادمك المطيع بخدمة ... بدوية نطقت بطاقة يسره .
إن كنت ترضاها له وتشيدها ... تجد السبيل إلى تمهد عذره .
كيما تجد يداً بذلك عنده ... غراء يشكرها ليالي عمره .
الله صانك سائراً ومخيماً ... أبداً وزادك من عوائد بره .
الحاكم الخطيب أحمد بن الحسن بن الأمير .
حاكم باخرز وخطيبها ومن به حسنها وطيبها . جامع بين وقار الشيب وظرف الشباب ضارب بالسهم الأوفر في فنون الآداب .
فتى لم ينكبه الشباب عن الحجى ... ولم ينس عهد اللهو والشيب شامله .
وفتيانيه الظرفاء بغير تيه وأبهة الكبير بغير كبر . وهنالك ما شئت من حبر وسبر . وهذه ملح له رائقة من كل فن فمنها في الغزل قوله : .
غزال هواه مبدئ ومعيد ... وحب جناه سطوة ووعيد .
وكنيته بؤس وعيد كلاهما ... ويوماي بؤس في هواه وعيد .
وإني لذو طورين طوراً بهجره ... شقي وطوراً بالوصال سعيد .
وله في فقيه له ابن شاطر : .
لست أرضى من الفقيه بهذا ... كنت أرجوه قيماً وملاذا .
فهو يهدي الأنام علماً رضياً ... وابنه يسلب القلوب لماذا .
وله في المجون : .
أحب النيك إن النيك حلو ... لذيذ ليس فيه من حموضة .
يهش إليه من في الأرض طراً ... إذا ما ذاقه حتى البعوضة .
وله من الطوالات قصيدة قالها في حسام الدولة وذم فيها فناخسرو . وفيها : .
سيعلم أولاد البغايا وحزبهم ... وشيعتهم أي الفريقين أبصر .
إذا اسودت الرايات واحمرت القنا ... وضاق من الخيل الحضيض وعرعر .
شرابهم زرق النصال وخمرهم ... دماء الأعادي غير أن ليس يسكر .
وأسيافهم فوق المناكب جردت ... وشيمتهم عند البراز التبختر .
يرون قتال الديلمية مفخراً ... ويرجون رب العرش يعفو ويقدر .
وددت وما تغني الودادة أنني ... ملكت عنان الخيل ساعة عبروا .
وكانوا رأوا بأسي وصبري ونجدتي ... وإن كان موتي فيه والموت أعذر .
وإن كنت فيما قلت لست بصادق ... فلا نال يوماً قط رجلي منبر .
ولا كان في عنقي الحمائل والظبى ... ولا كبر المحراب خلفي مكبر .
قلت : هذه والله يمين لائقة بالحال منه مثبتة عليه بصدق المقال والشيخ أبو منصور الثعالبي أورد ذكره في كتاب تتمة اليتيمة والحسن بن الأمير الذي تقدم ذكره جد هذا الحاكم . فكأن أهل بيته تنازعوا الفضل بينهم قسماً طول حياتهم وتوارثتها أعقابهم حصصاً بعد وفاتهم .
أبو نصر منصور بن عبد الله البكسارغي