دق عظمي عن الدقيق وشعري ... صار كالقطن من غلاء الشعير .
هذه سفرة أعيذك منها ... أسفرت لي عن معضلات الأمور .
سفر كاسمه المصحف إلا ... أنه جنة بقرب الوزير .
وقال في السفر على لسان فرسه وأنشد بين يدي الصاحب : .
مراكب مولانا وأنتم أعزة ... سمان وما عز الشعير لديكم .
ونحن عجاف هدنا السير والخوى ... ولا يستوي منا القياس إليكم .
فإن كنتم منا فسيروا بسيرنا ... وإلا وقفنا والسلام عليكم .
قلت وأنا بعد أرجع إلى ناحية خواف أصل قوادمها وخوافيها وأبدي خافيها وأقفو قوافيها وأرد صوافيها واسحب ضوافيها وأبتدي من طبقتها بالأديب : .
علي بن محمد الباسفري .
وباسفر من قرى خواف . هو في العصريين من السابقين الأولين إلا أن المصنفين أغفلوا ذكره وخلوا أدراج الرياح شعره . فاستدركت عليهم في كتابي هذا ما فاتهم من تلك المحاسن وأحرزتها في ذخائر هذه الخزائن . وقد رأيت ديوان شعره على حروف المعجم وفي خزانة كتب الشيخ الفقيه ناصح الدولة أبي محمد الفندورجي بتفسير الخارزنجي . فالتقطت منه هذه الملح وهي : .
سماعك يا در أحلى سماع ... ووجهك كالبدر تحت القناع .
أعرت المسامع أغنية ... كسجع الحمام وصوت اليراع .
كأن أصابعك القابضات ... على قبضة العود فوق الشراع .
أساريع لما بدت في النقاء ... تدلت عليهن سود الأفاعي .
وله : .
شهر المحرم أيما شهر ... أيامه فتقت عرا الدهر .
يا نعمة فيه وموهبة ... مربوطتين بواجب الشكر .
وعطيةً عمت مواهبها ... خص الأمير بها أبو نصر .
وهب الإله له بقدرته ... ولداً كريم الأصل والنجر .
ابناً كماء المزن ممتزجاً ... بالمسك والماذي والخمر .
في الليلة الظلماء غرته ... وفي غير وقت الفجر كالفجر .
كقضيب آس أو كنرجسة ... زهراء بين رياضها الخضر .
أو غصن بان حركته صباً ... فاهتز في ورق له نضر .
مثل الهلال إذا بصرت به ... أيقنت أن سناه للبدر .
أو كالحسام إذا اعتصبت به ... أرضاك من صقل ومن أثر .
أو كالغمامة في تصرفها ... تحيي نبات الأرض بالقطر .
يا ليلة أزفت لمولده ... ما كنت إلا ليلة القدر .
وله من قصيدة فريدة أولها : .
أجارتنا بخواف عمي صباحاً ... وحيي زائريك على رذايا .
فقد لغبوا ولا قوا في سراهم ... ليالي دعبل في جرجرايا .
ومنها في صفة الأقلام وقد أحسن فيها كل الإحسان : .
وهيف من بنات الماء ملس ... رقيقات حواشيها سبايا .
كسين وهن أنضاء دقاق ... جلود الأرقمية والعظايا .
إذا ذبحت أرنت ثم عاشت ... ولما تدر ما غصص المنايا .
يرقن دموعهن بلا عيون ... وهن الضاحكات بلا ثنايا .
حكت أطرافها آذان خيل ... وآذان الرجال لها مطايا .
تزف إلى بيوت الساج ليلاً ... وتكثر عندها طرف الهدايا .
وتسمع ما تقول لها فتمضي ... وتكسبك المواهب والعطايا .
تقلدت الحكومة في صباها ... وتسريب الكتائب والسرايا .
فتعذل مرة وتجور أخرى ... ويؤخذ حاملوها بالخطايا .
فلم أر مثلها صمتاً وخرساً ... تبين عن المسائل والقضايا .
أبو الحسن بن أبي سهل .
بن أبي الحسن اللاذي .
ولاذ : قرية من قرى خواف . أنشدني القاضي أبو جعفر البحاثي ما اختار من قصيدة له : .
تشم الأنوف الشم عرضة داره ... وأعجب بأنف راغم فاز بالفخر .
الحاكم أبو سعيد الحكم بن محمد السراوندي .
وسراوند من خواف يقول من أبيات له : .
صغت القصيدة باسم من صاغ الكرم ... بين المعالي وهي في حال العدم .
وعلا بهمته الفراقد والسهى ... ومعاقد الأفلاك طفلاً ما احتلم