وقد طبع الخيال على مثالي ... كما طبع الجمال على مثاله .
ولما أن رأى تدليه عقلي ... وشدة حرقتي ورخاء باله .
تبسم ضاحكاً عن برق ثغر ... يكاد الودق يخرج من خلاله .
وقوله : .
إن كنت ترغب في الخلاص من الأذى ... والكون في صف السلامة فارفق .
واطلب لنفسك منزلاً متوسطاً ... بين الخصاصة والغنى واستوثق .
فالحر لولا ماله لم يهتضم ... والعود لولا طيبه لم يحرق .
وله في خاله الشيخ الإمام الموفق : .
قل للإمام أبي محمد الذي ... من نوره غرر المعالي تقبس .
جددت للتدريس رسماً دارساً ... لا زلت تدرس والأعادي تدرس .
القاضي أبو بكر أحمد بن منصور الشرمقاني .
أنشدني الأديب يعقوب قال : أنشدني أبو القاسم هبة الله له فيما كتب إليه : .
أترى يذكرني القا ... ضي كما أذكره .
أم تراه ناسياً لي ... وكذا أحزره .
قال هبة الله : فأجبت عنه بقولي : .
حشو قلبي سر شوق ... وأنا استره .
إن عندي للإمام الفرد ما أشكره .
لست أنساه حياتي ... فمتى أذكره .
ساعة ما غبت عنه ... فمتى أحضره .
هكذا قال وهو أبو العباس وأخوه أبو سعيد محمد الشرمقاني .
الدهخدا أبو سعد الفضل بن سعد .
بن محمد الأشقاني .
شاب كثر الله فضائله وجمع أسباب السعادات له . ربي في حجر الرئاسة وغذي بدر الفضل وحمل على كاهل المجد . وله أدب غض ولشعره من الملاحة حظ . وأبوه الدهخدا أبو الوفا زفت إليه عرائس الكرم بالبنين والرفاء . وهذا الفاضل متحل بخلاله ومتزين بخصاله وحق على ابن الصقر أن يشبه الصقر . أنشدني لنفسه من خدمة نظامية : .
أشاقيك ظيان الشفير ورنده ... وكيف وقد حل الحمى من توده .
خوى منهم سفح المحجر فاللوى ... وغص بهم غور العراق ونجده .
ومنها : .
فلما أذيلت للجناب ذيوله ... وليل موج لا يرى الجزر مده .
يراقبنا جرس الحلي وقرعه ... ويغري بنا نشر الكباء ووقده .
ومنها : .
وفتية حرب لا يرام حماهم ... يظلهم طول الوشيج وقصده .
تراضع در الموت قبل فطامها ... ويشغلها عن هازل الطعن جده .
فما برقت في عارض الموت ضربة ... تأجج إلا وهي في الضيق رعده .
وله من أخرى : .
يجل قدرك عن سعيي وذات يدي ... أدعو لك الله بالنعمى إلى الأبد .
شمس الكفاة نظام الملك قول فتى ... لسانه عن طريق النصح لم يحد .
إن الوزارة كانت في الألى سلفوا ... أمّاً تعيش وتبقى جمة الولد .
لكن بمثلك في بدو وفي حضر ... مذ سارت الدهر لم تحبل ولم تلد .
يا من يقصر في تاريخ سيرته ... دع الهوى عنك واقلع ناظر الجسد .
وارم التواريخ من عرب ومن عجم ... واكتب عليهن : ما بالربع من أحد .
قلت : قد فرغت من أسفرائين واستفرغت طبقتها وجئت جوين فنشرت ورقتها وكان من حقها أن يكون صدر موكبها الإمام أبو محمد عبد الله بن يوسف . فإنه الشمس الذي يضيء به الزمن البهيم والبحر الذي يرتوي به العطاش الهيم . غير أني جملت بذكره الكورة وسوغتها فضائله المذكورة ومحاسنه المشهورة . وادخرت لها الوزير أبا القاسم علي بن عبد الله وأسندت إليه من شعره ما دلتني الرواة عليه . والله D أعلم .
الوزير أبو القاسم علي بن عبد الله