وعنست عنهن نفسي فحين ... خضبت العذار خطبت العذارى .
القاضي أبو القاسم هبة الله .
بن محمد الرافعي .
فاضل بحقه خازن لدر الشعر في حقه . مذكور بين الفضلاء مشهور بين الشعراء حافظ للأشعار البدوية والحضرية جامع كالسفينة النوحية . وليس يحضرني من شعره إلا بيتان كتب بهما إلى الأديب يعقوب يستعيره كتاب " جونة الند " من تصنيفه وهما : .
قد ند عني " جونة الند " ... وما لها في الكتب من ند .
فجد في إسعاد جدي بها ... فإن نيل الجد بالجد .
محمد بن عبد الملك الشالنجي .
هو بلدي القاضي أبي القاسم هبة الله . كتب إليه حين ورد الخبر عليه بقدوم عميد الحضرة : .
وقالوا تدانى العميد الجديد ... فهلا وقفت لتلقى العميدا .
فقلت : كفاني الإله العميد ال ... قديم ويكفي العميد الجديدا .
وعلى ذكر العميد فقد كان بناحية باخرز عميد يمدحه والدي رحمة الله عليه . فلا يتقدم إليه بإنعام ومع ذلك يصادره كل عام . فلما شفاه الله من ألمه بأن سقى الأرض من دمه قال فيه : .
يقال : عميدكم قد ذاق حتفاً ... فقلت : مصيبة لم تبك طرفا .
أيعوزني عميد كل عام ... يصادرني على عشرين ألفا .
أبو القاسم بن أبي العباس الأسفرايني .
أنشدني الشيخ أبو سعيد الطبسي الحماسي قال : أنشدني أبو القاسم لنفسه في أبيه : .
لقد أربى أبو العباس جوداً ... على جود الربيع لمجتديه .
ففي إحدى يديه ممات قوم ... وفي أخرى الحياة لمعتفيه .
لقد خضعت له الدنيا ودانت ... فهل مرقى سواه فنرتقيه .
وأقبل نحوك الإقبال حتى ... غدا بصراً وأنت النور فيه .
فنورز ألف نيروز سعيداً ... رفيع الجد في عيش رفيه .
الشيخ أبو الحسن محمد بن أبي الحسين .
بن طلحة .
أوحد خراسان يصرف كيف شاء قلمه واللسان ويحفظ من الأشعار ما لا يحد ويروي من الأخبار ما لا يعد . فهو صدر لا يتسع لمثل محفوظاته صدر . فكأن نحره بما استودع فيه بحر . وله بيت في السيادة قديم ومخ في الرئاسة صميم . وقد طالما جاذبته أهداب الآداب فبلت يداي منه بالمحض اللباب الذي يعشو إلى ضوء ناره أولو الألباب . وكتبت إليه قصيدة موسومة باسمه منسوبة في طرازه معمولة برسمه وهي : .
نسيم الصبا زادك الله نفحه ... ورشت عليك يد العمر رشحه .
ففي حركاتك للمستهام ... سكون وسقمك للجو صحه .
وأنت تؤدي سلام الحبيب ... بلفظ يفهمنا الحب شرحه .
وأنت تجر زمام السفين ... فتنقاد في لجة البحر سمحه .
ومنك تعلم قدّ القضي ... ب أن يتمايل في كل لمحه .
كأن هبوبك وقت الصباح ... على الروض من ريش جبريل مسحه .
لذكرتني نشوات الصبا ... بذي الطلح لا عضد الفاس طلحه .
ليالي مرعى الهوى مونق ... خصيب يسيم به اللهو سرحه .
ومنها في التخلص إلى المديح : .
ألا إن لي في ضمان الزما ... ن وعداً سيرزقني الله نجحه .
وما ذاك إلا لقاء الذي ... لقيت مناي من الشعر مدحه .
أبي الحسن السيد الأريحي ... محمد بن الحسين بن طلحه .
والقصيدة طويلة تلتفت إلى الخمسين غير أني اقتصرت منها على هذه الأبيات . فمما أنشدني لنفسه وله : .
وذي نخوة قد عاب فضلي لنقصه ... وألقى على مجدي المؤثل بأسه .
تجافيت عنه إذ بلوت جفاءه ... وخففت رجلي حين ثقل رأسه .
وقوله : .
رجوت أبا سهل لدفع ملمة ... فحل رجائي في أذل مكان .
وكنت كحاضي الكلب جوزي فعله ... بتمزيق أثواب وعض بنان .
وقوله : .
إذا لم يجد جون السحاب بقطرة ... فسوف يندي الروض برد ظلاله .
كذلك جاه الحر يحيا به الفتى ... وإن لم يفده الوفر من عرض ماله .
ومما لم يسبق إلي في الاقتباس من كلام رب الناس قوله : .
بنفسي من سمحت له بروحي ... فلم يسمح بطيف من خياله