الأستاذ الأوحد إبراهيم بن عبد الله .
الطائي الكاتب .
سقط ذكره عن مكانه فاستدركته في غير أوانه . أنشدني له الأديب يعقوب بن أحمد في الوزير ابن مصعب وقد دخل طبرستان طالباً تصرفاً فجره فيه على شوك المطال أحوجه إلى مثل هذا المقال : .
إن ابن مصعب صعب في شكيمته ... من حيث يولي فلا يرجوه راجيه .
والمصعبيات في أحراحهن ندى ... ما رامه نايك إلا راعى فيه .
لو كان للشيخ يوماً جود طلته ... لعاد ملكاً إلى مغناه عافيه .
وله أيضاً : .
بنيمان له دعوى عريضه ... كفايته لدعواه نقيضه .
فنتف سباله حتم علينا ... ونيك عياله عندي فريضه .
أبو الحسن الأرباعي .
رأيته شاباً آخذ بمجامع القلوب ظرفاً وممتزجاً بأجزاء النفوس لطفاً . جمع بين قلمي النظم والنثر ونظمهما معاً في سلك السحر . أنشدني أبو محمد الحمداني قال : أنشدني لنفسه : .
وزير الشرق زنت الأرض عدلاً ... وفضلاً وازدهى بك مشرقاها .
بقدح سخاوة ما إن يضاهى ... وقسط شجاعة ما إن يباهي .
وفضل علاً تعالى من براه ... وجود يد تبارك من براها .
الشيخ أبو القاسم بكر بن المستعين الكاتب .
كان محرراً في ديوان الرسالة للأمير محمد بن محمود بن سبكتكين وصاحب الديوان يومئذ العميد أبو بكر القهستاني وهناك ما شئت من همة تنطح عنان السماء وحشمة تنتطق بمعالق الجوزاء وبلاغة تغبر في وجه عبد الحميد وتفتل في ذروة ابن العميد . أما أبو القاسم فقد كان الملجأ والسند والمؤتمن والمعتمد . وما زال كذلك حتى آل الأمر إلى ركن الدين طغرل بك . فانتضي لكتابته وارتضي بكفايته . ونظمني وإياه الديوان في أيام الصاحب أبي عبد الله الحسين بن علي بن ميكائيل . فكنا فرسي رهان وشريكي عنان . وكان يفيدني في السلطانيات ويستفيد مني في الإخوانيات . ومما دار بيني وبينه قولي منه : .
شرفت ببكر ثم إني بجاهه ... أنوه لا لا تنكروا شرف البكري .
إذا صغت مدحاً فيه حمحم صاهلاً ... جوادي إعجاباً به ورغى بكري .
أظن مداداً سائلاً من يراعه ... دم العذرة المسفوح من لفظه البكر .
ومما استحسنت من الفاظه المنثورة قوله وقد استهداه الشيخ أبو منصور الثعالبي وهو بأسفرايين غاشية . فكنت أحملها إليه وبين يديه . وأبطأ عليه كتاب استعاره منه عميد الملك أبو نصر C فقال : .
يا مخلف الوعد في كتاب ... حاشاك يا أوحد الكتائب .
الخلف عيب وليس يخفى ... أنك عار من المعايب .
ومما أنشدني من شعره قوله : .
تمتعت بالإقبال عصر شبيبتي ... ولذة عمر المرء عصر شبابه .
فلما تولى وانثنت دولتي به ... فككت فؤادي من إسار اكتئابه .
وعدت إلى بيتي وعذت بعقوتي ... وودعت باب الملك بعد انتيابه .
فيا طيب عيش المرء في صحن داره ... على كفه عن كرمه من شرابه .
وله أيضاً كتب بها إلى بعض صنائعه : .
نسيت عمري أو تناسيته ... كلاهما منك لعمري قبيح .
أحين هبت ريح إقبالكم ... صرت كقصر الريح فحواك ريح .
غيري المعلى سهمه في المنى ... فكم يرى سهمي منها المنيح .
أمط همومي بصراحية ... إمساكها دوني تخل صريح .
وكان له في ديوان الرسالة تلميذ يقال له : أبو الفتح الصباحي وكنت كتبت إليه والحضرة بأستراباذ في عنفوان نزولنا بها أبحث عن محط رحاله ومطرح أثقاله ومناخ جماله : .
لو كان يدري بأي برج ... قد حلت الشمس لارتقبنا .
إلى سنا نورها ولكن ... حال التنائي فما التقينا .
فأشار على تلميذه الصباحي بإجازة هذين البيتين فأجازهما بقوله : .
لا زال في عز وفي نعمة ... وفي رضاه يقر عينا .
فخير مسعاتنا مرداً ... نيل رضاه إذا سعينا .
أبو نصر الجميلي الكاتب