وله : .
المرء يعرف بلسانه ... وبصدق لهجته وحسن بيانه .
فإذا تكلم يستبين كماله ... لذوي النهى والفضل من نقصانه .
وله أيضاً : .
علمي إذا ما نشطت ألهاني ... وهو متى ما اغتممت أسلاني .
ودفتري والجليس يخذلني ... خير جليس وخير ندمان .
الشيخ أبو الحسن علي بن يحيى الكاتب .
النائب في ديوان الرسالة عن كمال الدولة أبي الرضا والكاتب عن الحضرة الملكية بيراع كالحسام المنتضى . وهكذا كانت أحواله من قبل إذ لم تنقشع الغمائم الطغرلية والعضدية ولم ينقطع ذلك الوبل ولا أدري : خطه أحسن أم لفظه أزين وفكرته أدق أم عشرته أرق ونهجه في فغمض عينك وضع اليد عليه . وقد نطقت تتمة اليتيمة بذكر أخيه أبي الوفا ذلك الذي قصده زمان السوء بالجفا ونبه عليه لصوصاً نزعوا من خواتيم حياته فصوصاً . فوجدوه بمعزل عن الطريق مقتولاً " ليقضي الله أمراً كان مفعولاً " . أنشدني سميي ووليي سقاه الله الوسمي والولي لنفسه من قصيدة نظامية : .
لقد أحسن العذر عما جنى ... زمان وفى بعد ما قد جفا .
وأثمر أشجار روض السرور ... وأسفر بالنجح ليل المنى .
وعاد إليه العود ماء الشباب ... فجدد عندي عهد الصبا .
وكنت قصير الخطا في السباق ... فصرت أسابق ريح الصبا .
وكنت نزلت بدار الهوى ... فطنبت عزي فوق الربا .
ومنها في المدح : .
رضي الإمام وغوث الأنام ... وأقوى قوام لدين الهدى .
وأحكم من ساس أمر العباد ... وأكرم من سار فوق الثرى .
أخوه الشيخ أميرك الكاتب .
أبو عبد الرحمن أحمد بن يحيى .
هو أبو عبد الرحمن أحمد بن يحيى بن يحيى بن سلمة وله بيت في الفضل قديم ومنح في الكتابة صميم ؛ فأما أبوه يحيى بن سلمة فمورق السلمة مونق الكلمة وأخوه الذي تقدم ذكره أعني أبا الوفا وافي الفضل وافر العقل . والشيخ أميرك ثالثهم والثالث خير وابنه أبو الحسن من أديمه سير وأقرانهم بالإضافة إليهم غرير أو كسير . وقد عاشرت أبا الوفا وهو كاتب الأمير أبي الفضل بل الكاتب الأمير على الفضل وصاحب الفضل والأدب الجزل والقول الفصل . غير أنه كما وصفت لك اختصر في الفتنة أكمل ما كان في الفطنة . وأما لشيخ أميرك هذا فمنخرط في ديوان رسالة عميد الحضرة مؤيد الملك ذي السعادات أطال الله بقاءه مدرع لرداء الصيانة مضطلع بأعباء الأمانة . وابنه الحسن أيده الله تعالى در انتزع من تلك الأصداف وخلف أحيا رمائم الأسلاف .
أنشدني الشيخ أميرك لنفسه جواباً عن أبيات لبعض القضاة خاطبه بها : .
ألا يا أيها القاضي المرجى ... لقاؤك كالسلامة للسليم .
لك الآداب محكمة عراها ... وعز البيت في النسب القديم .
وجدتك في المودة مستقيماً ... وغيرك فيه ليس بمستقيم .
وقد أوردت ذكري في قريض ... نفيس القدر كالدر اليتيم .
خلعت به علي لباس عز ... كذا دأب الكريم بن الكريم .
وكتب إلي متفضلاً : .
أبا قاسم يا كريم الخصال ... سمي الوصي عديم المثال .
رزقت العلو وفوق العلو ... ونلت الكمال وفوق الكمال .
فلا زلت تعلو علو السماء ... ولا زلت تبقى بقاء الجبال .
وأبقاك ربي بقاء الزمان ... ووقى كمالك عين الكمال .
ابنه .
أبو أحمد الحسن .
أنشدني لنفسه من قصيدة نظامية : .
ولما رأيت الدهر أشرق وجهه ... وأنجز وعداً لم ير الخلف واعده .
صرفت عنان القصد عن كل وجهة ... إلى من قلوب الآملين قواصده .
أقر له أهل الزمان بأنه ... بلا مرية فرد الزمان وواحده .
هزبر هياج ما تكل نبوبه ... وبحر نوال ما تجف موارده .
وله في تهنئة الصاحب نظام الملك بالقدوم من قصيدة أولها : .
عاد الزمان منوراً بإيابه ... وتلألأت غرر السعود لنابه .
عالي المحل مشيد بنيانه ... نزلت نجوم الأفق تحت قبابه