متى ترجو خلوص الود مني ... ولم يك في اصطناع منك همه .
فلا تطلب لدي لسان صدق ... وجاوزني عساك تنال ثمه .
وقرأت له فصلاً كتبه تحت أبيات شعر له كتبها على ما سمح به الخاطر لا للحكم لأنه نادر ورجوت أن يذكرني بها ذاكر . وهذا كما حكي عن بعض أهل الأبلة أنه غرس ودية واحدة في موضع منها مع كثرة نخيلها وأشجارها وخضرها وأنهارها وكتب عليها : " هذا ما أمكننا " فصار ذلك الموضع من أعجب منتزهاتها وأطيب جنانها .
القاضي أبو سعد علي بن عبد الله الناصحي .
جرت بينه وبين الحاكم أبي سعد بن دوست رحمهما الله مبادهة . فقال القاضي : .
وما وصل الكتاب إلي حتى ... أجبت إلى الذي استدعاه مني .
فقال أبو سعد : .
جزاه الله عن مولاه خيراً ... وخفف ثقل هذا الشكر عني .
فقال القاضي : .
وأولى الشيخ عزاً مستفاداً ... وحقق فيه مأمولي وظني .
فكم لي نعمة من غير ذكر ... وكم لك منة من غير منّ .
الشيخ أبو علي الحسن بن عبد الله العثماني .
واسطة عقد نيسابور وأول دستها ووجه تختها وعين إنسانها . لا بل إنسان عينها والمخصوص بزينها والمنصوص من بينها . وكلماته كلها حكم وأمثال وإن عزت لها أشباه وأمثال وبيني وبينه ودان موروث ومكتسب وسبب من آصرة الأدب كأنه في الآمتزاج والاتشاج نسب وكان والدي C مفتوناً به مشغوفاً بأدبه . وكتب إليه جواباً عن رقعة طواها على خطبة مودته . فنشرها والدي عن صدق رغبته . أما رغبته في خطبة مودتي سراً وجهراً ورهبته عن الوقوع دون واجبها براً ومهراً : .
فقد خاطبته فيها ... ليكفي المهر ترفيها .
فنفس الشاطر الجنة ... لا الزوجة تسفيها .
وإن سفه رأي جا ... هل بالطرف تسفيها .
وكتب هو إلى والدي رحمها الله : .
إن كلام أبي أحمد الحسن ... أسا كلام الهموم والحزن .
سحر ولكن يحكي الصبا سحراً ... عن نشره غب عارض هتن .
أنشدني بعض من يصاحبه ... شعراً له ارتحت حين أنشدني .
ما أنشد الشعر بل ضللت من ال ... بهجة أسنى علق فأنشدني .
وكتب إليه : .
الله يعلم أنني متبجح ... بمحاسن الحسن بن عبد الله .
كم للظريف أبي علي نكتة ... غريب فلم تدر الخلائق ما هي .
كجواهر الأصداف بل كزواهر ال ... أسداف بل عظمت عن الأشباه .
شاهت وجوه الطالبين لشأوه ... فهم البياذق وهو مثل الشاه .
فأجاب عنها بأبيات قال في أثنائها : .
يا هدهداً هو للفيوج بحمله ... في هامة الرأس الكتاب مضاه .
اذهب إليه بالكتاب فألقه ... بالقرب منه وإن نهاك الناهي .
وتول عنه فانظرن في خفية ... ثم اذكر الحسن بن عبد الله .
فأجبت عنها بأبيات على غير رويها وهي : .
تلك الجنان قطوفهن دوان ... تشدو حمائمها على الأغصان .
أم صدغ معشوق تصولج مسكه ... من ورد وجنته على ميدان .
أم روضة بيد السحاب مروضة ... لنسيمها لعب بغصن البان .
أم شعر أظرف من مشى فوق الثرى ... الحسن بن عبد الله ذي الإحسان .
فأجاب عنها بأبيات وهو بقرية يان من ناحية أرغيان : .
عثمان يوم الدار لم يك جازعاً ... جزعى لحرقة فرقة العثماني .
ريح الصبا خلي قضيب البان ... هبي على قلبي بقرية يان .
هبي عليه سحرةً قولي له : ... كم ذا المقام كذا بدار هوان .
قد كنت تولع بالبديع وشعره ... فارجع فقد وافى بديع زماني .
أين البديع من الظريف الفاضل اب ... ن الفاضل الفرد البديع الثاني .
ومنها وقد ختم بهذه الأبيات : .
سلسل خطوطك ما غدا متسلسلاً ... شاطئ الجمام الزرق بالأغصان .
واسجع بشعرك ما شدا متصلصلاً ... شادي الحمام الورق في الغيطان