وإن تعدى فكن منه على حذر ... وإن تكامل قبل السخط في أدبه .
لا يخدعنك منه لين جانبه ... فحين يغضب يشكو سوء منقلبه .
وأنشدني لنفسه أيضاً : .
إني إذا أمكنتني ساعة سعة ... زينت بالبذل أو صافي وأحوالي .
ولم أرد وإن أصبحت ذا ضجر ... من الخصاصة بي آمال سؤالي .
أما الشكور فزين لي إعانته ... أو الكفور فعرضي صنت بالمال .
وله أيضاً من قطعة : .
لا كان في عيني مجال للسنة ... وجعلت عرضي عرضة للألسنة .
إن ذقت طعم العيش بعدك ساعةً ... ورأيت يوم البين إلا كالسنة .
وأنشدني أيضاً لنفسه : .
عركتني الأيام عرك الأديم ... وتجاوزن بي مدى التقويم .
وغضضن اللحاظ مني إلا ... عن هلال يرنو بمقلة ريم .
لحظه سقم كل قلب صحيح ... ثغره برء كل جسم سقيم .
ومن غزلياته الرقيقة قوله : .
سقطت لحيني في فراشي لزمته ... أضم إلى قلبي جناح مهيض .
وما مرض بي غير حبي وإنما ... أدلس فيكم عاشقاً بمريض .
وأنشدني أيضاً والدي C له : .
طالع يومي غير منحوس ... فسقني يا طارد البوس .
كأساً كعين الديك في روضة ... كأنها حلة طاووس .
وله أيضاً فيما يتصل بالخمريات : .
هذه ليلة لها بهجة الطا ... ووس حسناً واللون لون الغداف .
رقد الدهر فانتبهنا وسارق ... ناه حظاً من السرور الشافي .
بمدام صاف وخلّ مصاف ... وحبيب واف وسعد مواف .
وفي قريب منه : .
ويوم سعد حسن البشر ... عذب السجايا يا طيب النشر .
لم تقذ عيني بأذاه ولم ... يطر فؤادي بيد الذعر .
فلم يرعني لا ولا ساءني ... كعادة الأيام في الشر .
شبهته منتزعاً من يد ال ... أحداث ذات الشر والضر .
باللبن السائغ ذاك الذي ... من بين فرث ودم يجري .
وكتب إلى أبي نصر سهل بن الورزبان وقد لسعته عقرب على قدمه . فلما وجدت وقتلت زال الوجع وحصل الشفاء المرتجع : .
يا عمدة الأمراء والوزراء ... يا عدة الأدباء والشعراء .
يا غرة الزمن البهيم وناظر ال ... كرم الصميم وأوحد الفضلاء .
أرأيت همة عقرب دبت إلى ... قدم بها تحظو إلى العلياء .
لما ارتقت باللسع أعظم مرتقى ... أخنت عليها رتبة العظماء .
إن ذقت ضراء العقارب فابقين ... بعقارب الأصداغ في سراء .
يا طيب لسعة عقرب ترياقها ... ريق الحبيب بقهوة عذراء .
وله يصف فرساً أهداه إليه ممدوحه : .
يا واهب الطرف الجواد كأنما ... قد أنعلوه بالرياح الأربع .
كالجاحم المشبوب أو كالهاطل ال ... مصبوب أو كالباشق المتفرع .
لا شيء أسرع منه إلا خاطري ... في شكر نائلك اللطيف الموقع .
وأنشدني أيضاً لنفسه : .
ألا يا أخا الدنيا تشمر لرحلة ... وإن أبطأت لا ريبة في اقترابها .
وكم من حريص يستلذ بحبها ... شدائد ما يعتاده في طلابها .
وكم قانع لم يختدعه نعيمها ... لإيقانه علماً بوشك دهابها .
فأغنته عن كد الطلاب قناعةً ... وكان الغنى عنها يفوق الغنى بها .
وأنشدني أيضاً لنفسه : .
مكرم الدنيا توقف ... فهي ليست بكريمه .
لا ترم فيها مقاماً ... فهي ليست بمقيمه .
وأنشدني أيضاً لنفسه : .
كم فقير بحرصه ... وهو في ماله سعه .
وغنى بلا يسا ... ر ولكن بمقنعه .
من كفاه من الغنى ... ما كفاه وأشبعه .
وهو راض بما كفا ... ه فكل الغنى معه .
الشيخ أبو منصور .
عبد الملك بن محمد بن إسماعيل .
الثعالبي النيسابوري