يا من تخبط في البطالة والصبا ... أزف الرحيل فهل لديك عتاده .
قدم لنفسك زادها تسعد به ... إن الموفق من تقدم زاده .
لا يهلك الإنسان غير مراده ... إن كان في ضد الصلاح مراده .
الأمير أبو نصر .
أحمد بن علي بن إسماعيل الميكالي .
قال الحاكم أبو سعد بن دوست : قرأت هذه الأبيات من خط أبي بكر النحوي للأمير أحمد هذا فكتبها عني ابنه الأمير أبو الفضل : .
باني العلا والفضل والإحسان ... والمجد والمعروف أكرم بان .
ليس البناء مشيداً آجره ... إن البناء مشيد الإحسان .
الجود رأي مسدد وموفق ... والبذل فعل مؤيد ومعان .
والبر أكرم ما وعته حقيبة ... والجود أفضل ما حوته يدان .
وإذا الكريم مضى وولى عمره ... كفل الثناء له بعمر ثان .
الأمير أبو إبراهيم نصر بن أحمد الميكالي .
ولا أعرف صفة للفضائل التي اجتمعت فيه أوجز من أن أشبهه بأبيه أو أخيه . وكان رحمة الله عليه أعلم بأصول الأدب الجزل من أخيه أبي الفضل . وأبو الفضل أجمع منه لثمار الفضل . أنشدني له الأديب يعقوب قال : وهو مما أملاه علي وأهداه إلي : .
يا لبرد قد أفقد الماء حتى ... بلة الوحل في طريق السوق .
يعهد الماء باثقاً لسكور ... وهو الآن ساكر لبثوق .
جمد الدمع في الشؤون كما قد ... جمد الماء في مساغ الحلوق .
وأنشدني أيضاً له قال : أنشدنيه لنفسه : .
قالوا : تمهل في الذي ترتجي ... بلوغه من نافع الأمر .
قلت : التأني مظفر بالمنى ... لكنه يجحف بالعمر .
وله أيضاً : .
يا قومنا لا تضيعوا ... ذمام كل حميم .
ولا تحلوا جحوداً ... بكل حق قديم .
وذكروا النفس وعظاً ... بقول رب رحيم .
إني أخاف عليكم ... عذاب يوم عظيم .
وله أيضاً : .
عليك أرى القصيدة تستطيل ... وعما ترتضيه تستحيل .
إذا ما كنت منها مستغيثاً ... فأنت حليلة وهي الحليل .
قلت : الحيلة الحيلة في المخلص من هذه الحيلة . واختر لنفسك أن تكون بعيدة عن العقود مع هذه القصيدة ولا يعجز عن عرسه إلا الذي يلؤم في غرسه ومن وضعت طلته من قدره فلا أفلحت مطلته على صدره .
وله أيضاً : .
بلينا بقوم إذا ما عددت ... آباءهم لم تجد غير أب .
حسيباً ولا بقديم الغنى ... فكلهم قاعد في النسب .
وله أيضاً يهجو : .
عصيت على المناصح والمشير ... كأنك لست تؤمن بالنشور .
حويت لبوب أوقاف اليتامى ... وآثرت اليتامى بالقشور .
لذذت السحت حتى صار أشهى ... بحلقك من جنى أري مشور .
خوانك كالمصاحف للنصارى ... عليه الخبز أمثال العشور .
الأستاذ أبو عبد الرحمن .
محمد بن عبد العزيز النيلي .
C رأيته شيخاً قد أخذت منه الأعصر . يمشي فيقعس أو يكب فيعثر . وكتبت منه الحديث ورويت عنه الشعر . لا بل استمليت منه السحر جامعاً منهجاً بين التحجيل والغرة وقارناً بهما الحج إلى العمرة . فما ذنب به إملاؤه ما أنشدنيه لنفسه وهو : .
أشفقت لما حل أصداغه ... ساحة خد جمره محرق .
فانقلبت أصداغه كلها ... سالمة واحترق المشفق .
البيت الأخير ينظر إلى قول المتنبي : .
وبسمن عن برد خشيت أذيبه ... من حر أنفاسي فكنت الذائبا .
وأنشدت بيتيه أبا نصر الجرسوري فكان من محسني شعراء العجم مختلطاً بأسود ذلك الأجم . فترجمهما على نفس لم يقطعه وريق لم يبلعه بقوله : .
سخت بترسيدم آز زلف ترا ... زاتش رخسار تو جون بر فروخت .
زلف تو بركشت بى آزار ازو ... وانكه همى ترسيد ازوى بسوخت .
فجاء وكأن الأول والثاني مصبوبان في قالب واحد . وأنشدني أيضاً لنفسه في مجلس إملائه بنيسابور يوم الجمعة بعد الصلاة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة : .
إذا اتخذت أخا فاجتزه في غضبه ... فإن يكن منصفاً فاركن إلى سببه