وتَنقادُ الملوكُ لكَ اعتقاداً ... وما انقادوا لغيرِك باعتقادِ .
ملكتَ رِقابَهم بأساً وجُوداً ... فهُمْ مُلكُ السيوفِ أو الأيادي .
إذا استعرضتَ جَيشَ الرأي لَيلاً ... جَعلتَ عطاءَهُ طولَ السُّهادِ .
إذا أدَّرعوا الدُّجى والهَولُ بادٍ ... سَروَا ونُجومهمْ غُرَرُ الجِيادِ .
فبالسُّمرِ اللَّدانِ إذا تَمادَوا ... ألنتَهُمُ وبالبيضِ الحِدادِ .
وأنشدني القاضي أبو جعفر محمد بن إسحاق البحائي قال : أنشدني حمد ابن محمد الثوريُّ قال : أنشدني الكافي أبو علي أبزون بن مهفرد المجوسي لنفسه : .
تأبى قَبوليَ أيُّ أرضٍ زُرتها ... قَدَمي رَجائيَ وافتقاريَ سائِقي .
فكأنَّما الدُّنيا بَدا مُتَحرِّز ... وكأنَّني فيها ودَيعةُ سارِقِ .
وانصرف يوما من الصيد ونضد ما حصل منها بين يديه . وقال والكأس نهزُّ عطفيه .
فَهجَرنا القَنا وزُرنا القَناني ... وشتغَلنا عنِ الظُّبى بالظِّباءِ .
وله من قصيدة غير قصيرة : .
فلا ملّتْ مُعاتَبتي فإنّي ... أعدُّ عتابَها إحدى الهَدايا .
وله قصيدة أخرى : .
فَخُذي إلى ديوانِ عَطفِك وَقِّعى ... يُكتب لنا من مُقلتيكِ أمانُ .
ثابت بن هارون الرِّقيُّ النَّصرانيُّ .
هذا ممن شذَّ عن الثعالبيِّ ذكره وذهب عنه شعره . وإذا كان المتنبي في طبقات يتيمته من العصريِّين فالذي بعده ممّن يُهدي المرثية إليه وينوح ورق الحمائم عليه أولى بأن يعد من الطبقة .
وقد عرض على أبي للشيخ أبي الحسن علي بن يحيى الكاتب في ديوان الحضرة ديوان المتنبي محلى الظهّر بتوقيعين له خطهما بيمينه وأثبت بهما سماع هذا الفاضل أشعاره منه مرتين وعرضه مجموعها على سمعه كرَّتين وجرى بعد حصوله تحت كلاكلِ الأجل المُتاح وتصديقه قوله في ترك مهجته سائلة على الأرماح على فضية كرم العهد واستئثار الأمير عضد الدولة والدين على فاتك وبني أسد بقوله : .
الدَّهرُ أغدرُ والليالي أنكَدُ ... مِن أنْ تَعيشَ لأهلِها يا أحَمدُ .
قَصدتكَ لمّا أنْ رأتكَ نَفيسَها ... بُخلاً بِمثلكَ والنفائسُ تُقصَدُ .
ومنها : .
دقتَ الكريهةَ بَغيةً وفَقدتَها ... وكريه فقدِك في الورى لا يُفقَدُ .
ما كانَ تارككَ الزمانُ لأهِله ... إنَّ الزمانَ على الغريبةِ يُحسدُ .
قُل لي إنِ اسطَعتَ الخِطابَ فإنني ... صَبُّ الفؤاد إلى خِطابِك مُكمَد : .
أتركتَ بعدكَ شاعراً واللهِ لا ... لم يبقَ بعدكَ في الزمانِ مقصِّد .
إنَّ العلومَ فإنَّها يا ربَّها ... تَبكي عليك بأدمعٍِ ما تَجمُد .
غَدرَ الزمانُّ به فخانَ ولم تزلْ ... أيدي الزمانِ بِبأسِهِ تَستنجِدُ .
لقيَّ الخطوبَ فبذَّها حتّى جرى ... غَلطُ القضاءِ عليهِ وهو تَعمد .
ومنها : .
صَه يا بَني أسَدٍ فلستِ بنجدةٍ ... أثَّرتِ فيهِ بلِ القضاءُ يقيِّدُ .
يا أيُّها الملكُ المؤيَّد دعوةً ... ممَّن حَشاهُ بالأسى يتوقَّد .
هَذي بن أسَدٍ بِضيفكَ أوقعت ... وحَوت عطاءَك إذ حَواهُ الفَرقَدُ .
وله عليكَ بقصده يا ذا العُلا ... حَقُّ التحرم والذِّمامُ الأوكَد .
فازعَ الذِّمامَ وكن لضيفِكَ طالباً ... إنَّ الذمامَ على الكريمِ مُؤيَّد .
اِرعَ الحقوق لقصده وقصيدهِ ... عَضُدَ الملوك فليسَ غيرُكَ يُقصَد .
وإذا المكارمُ والمحامدُ أسنِدت ... فإلى الأميرِ أبي شجاعٍ تُسنَدُ .
محمد بن عبيد الله بن محمد .
الكاتب النصيبي .
القول فيه كالقول في الرقِّيِّ الذي سبقت قوافيه . قال يرثي المتنبي ويستجيش عضد الدولة على مد حضي قدمه مريقي دمه : .
قَرَّتْ عيونُ الأعادي يومَ مَصرَعهِ ... وطالما سجِنتْ فيهِ مِنَ الحسَدِ .
يا يومَ صافيةِ الكّدراءِ قد كَدرتْ ... مَشاربي بعدَ مقتولٍ بلا قَوَد