وقَبِلتُ عُذرَ بَني الزَّمانِ لأنَّهم ... سَلكوا طريقَ بني الزَّمانِ الذَّاهبِ .
جُبِلوا على رَفضِ الوفاءِ كَغَيرِهم ... وتَمسَّكوا بالغَدرِ ضَربةَ لا زِبِ .
وله من قصيدة رحمة الله أيضاً : .
إلذمْ جَفاءَكَ لي ولو فيهِ الضَّنى ... وارفَعْ حَديثَ البَينِ عمَّا بَيننا .
فَسُمومُ هَجرِكَ في هَواجِرِه الأذى ... ونَسيمُ وصلِكَ في أصاِئِلِهِ المُنى .
ليسَ التلوُّنُ مِن أماراتِ الرِّضى ... لكنْ إذا مَلَّ الحَبيبُ تَلَوَّنا .
تُبدي الإساءةَ في التيقُّظِ عامِداً ... وأراكَ تُحسِنُ في الكرَرى أنْ تُحسِنا .
مالي إذا استَهْطفتُ رأيَكَ رُمتَ لي ... عَتْبا جَديداً مِن هُناك ومن هُنا .
وله أيضاً من قصيدة أخرى : .
كم تُرسِلونَ أعِنَّةَ الهِجرانِ ... فَقدُ الحَياةِ وهَجْرُكم سِيّانِ .
إني أغارُ عليكُمُ أن تَسلُكوا ... في الودِّ غيرَ طَرائقِ الفِتيانِ .
وأخافُ مُرَّ عِتابكُم ما لم أخفْ ... تحتَ العَجاجِ عَواليَ المُرَّان .
لم أَجْنِ فاستَعطَفتكمْ لكنَّ بي شَوقاَ إلى استعطافِكُمْ أَلجْاني .
وهَبونيَ الجاني ألَستُ شَقيقَكُم ... هَلاّ غفرتُمُ للشَّقيقِ الجاني .
غَطُّوا بأذيالِ التجاوزِ منكُمُ ... هفَواتِ جانِ للنَّدامةِ جانِ .
ولربَّما كرِهَ العُقوبةَ حازمٌ ... كَيما يفوزَ بلذَّةِ الغُفران .
بِبِعادِكم أبغضتُ دارَ كَرامتي ... وبِقُربكم أحببتُ دارَ هَواني .
وله أيضاً C قال : وهو منقول من الفارسية : .
وصَحراءَ ردَّتها الظِّباءُ حَفائِراً ... بأظْلافِها أحسِنْ بها من حَفائِرِ .
فهبّتْ رياحٌ للصَّبا فطمَمْنهُ ... بِمسكٍ فعادَتْ نُزهةً للنَّوظِرِ .
وله أيضاً : .
قد كنتُ أرجوكَ للبَلْوى إذا عَرضت ... فصرتُ أخشاكَ والأيام للغَيرِ .
أخشى وحُكميَ أنْ أرجُو ولا عجبُ ... ورَّبما يتأذى الروضُ بالمطرِ .
قلت : هذا معنى ماله نهاية وغاية في الاختراع ليس وراءها غاية وله أيضاً : .
أراكَ على العِلاَّتِ غيرَ موفَّقٍ ... وما أحسنَ التوفيقَ حيث تكونُ ! .
تريدُ تَلافي الأمر من بعدِ فَوتِهِ ... ولو شئتَ كان العصبُ مِنه يَهونُ .
كلبلهاءِ قومٍ حينَ بَلّتْ طَحينَها ... بدتْ تَنخُلُ المَبلولَ وهوَ عَجيبنُ .
وأنشدني أيضاً له أبو الفضل يحيى بن نصر البغدادي : .
سكنٌ ساِكنٌ سوادَ الفُؤادِ ... مَلَّ قُربي ومالَ نحوَ بِعادي .
قالَ : لِمْ لا تَنامُ قلتُ لإعرا ... ضِكَ وهو الخِلافُ للمُعتادِ .
إنَّما أشتهي الكرى لأرى ... طيفَكَ فيهِ وأنتَ سَهلُ القِيادِ .
فإذا لم يَزُرْ خيالُكَ إلاّ ... مُغضَباً فالكَرى فِداءُ السُّهادِ .
وله أيضاً : .
بِأبي حَبيبٌ كلمَّا عانقتُهُ ... عادتْ إليَّ شَبيبتي بعِناقِه .
كالراحِ يجمعُ بينَ طيبِ نَسيمِهِ ... وبهاءِ منظرِه وطِيبِ مَذاقِهِ .
أخلافُه نُزهُ القلوبِ وبالحَرِي ... أن يستعيرَ الروضُ مِن أخلاقِه .
أيقنتُ أن لا عيشَ غيرَ لقائِه ... أبداً وأن لا موتَ غيرَ فراقه .
وله أيضاً : .
أيُّها العاذِلُ مَهْلاً ... ليسَ هذا العَذلُ شَيّاً .
لا تُكلِّفني سُلُوّاً ... إنَّ ذا لا يَتَهيّا .
وأنشدني الشيخُ أبو عامر الفضل بن إسماعيل التميمي أيده الله قال : أنشدني أبو الحرث الأصفهاني كاتب الحضرة قال : أنشدني أبزون هذا لنفسه : .
لهنِكَ أنَّ مُلكَكَ في ازديادِ ... وأنَّ عُلاكَ وارية الزِّنادِ .
وأنَّكَ مَن إذا وَصفَ الموالي ... مَناقبَه أقرَّبها المُعادي .
حَديثُ قِاكَ مَتَّعَ كلَّ سَمعِ ... وذِكرُ نَداك عطَّرَ كلَّ نادِ