أغشى الملوك كما أري ... د ولا أحاشي رد حاجب .
وأرد بالرأس السدي ... د السمر في صدر النوائب .
ومراكبي بسماتها ... تزهى على كل المراكب .
وحسان دراي مثل ... بحذاء وجهي كالكواكب .
لما تغيرت الأمو ... ر وعطلت تلك المراكب .
بسحاءة قيدت ثم حبست في بيت العناكب .
وأنشدني أيضاً لنفسه من أبيات كتبها إلى الأديب البارع الزوزني وهو بماثيرناباذ عند الأمير أبي المظفر : .
لولا مكانك من دار يحل بها ... أبو المظفر بانيها وعامرها .
لطمت بالعذل وجهاً أنت مطلعه ... ولمت بالسب نفساً أنت عاذرها .
وأنشدني لنفسه أيضاً : .
لئن كرهت نفسي رضاك فلقيت ... فراق صديق أو فراق حبيب .
وإن تهو شيئاً غير ما تستحبه ... فبات همومي في هموم مشيب .
وإن لذّ عيني لذة لا تلذها ... فلا لقيت سعدى بغير رقيب .
فلا تعجبن مما ذكرت فإنني ... أدل بعهد في هواك عجيب .
قال رحمة الله عليه : أنشدوني بيت الحماسة : .
بقيت وفرى وانحرفت عن العلا ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس .
فاستحسنت إقسامه حتى عارضت بأبياتي هذه أقسامه .
الرئيس أبو الحسين عفيف بن محمد البوشنجي .
أنشدني القاضي أبو جعفر البحاثي قال : أنشدني العبد لكاني قال : أنشدني عفيف هذا لنفسه : .
أقمنا بين ريح في ... ذرى خصب من العيش .
إذا قابلنا الصيف ... بما عبى من الجيش .
هزمناه بجيشين ... بيوت الماء والخيش .
أبو سعد يحيى بن يحيى بن منصور .
المطوعي البوشنجي .
أنشدني القاضي البحاثي قال : أنشدني العبد لكاني قال : أنشدني المطوعي لنفسه : .
سفينة قد شحنت ... بالهزل والجد معا .
كفلك نوح كان فيه كل شيء جمعا .
المظفر بن أحمد الطيب البوشنجي .
بدن المرء إذا ما ... لم يساعده بقاؤه .
كلما زيد غذاءً ... زاده شراً غذاؤه .
الشيخ أبو علي الشبلي .
من رؤساء بوشنج . واردته مدة على الخدمة النظامية بهرات واستفدت من محاضراته ما لم أجد عند غيره من ذلك الصنف واقتبست من مذاكراته جملاً ملأت بها الكنف . وكان الغالب عليه النثر ولرسائله عذوبة هي بين الكتّاب أعجوبة . ولم يبلغني من شعره إلا ما أنشدنيه له الأديب عبد الصمد الأزدي وهو قوله : .
نزحوا وقربت المكاره بعدهم ... فهلكت في يد نازح وقريب .
هبني على المكروه أصبر جاهداً ... من أين لي صبر عن المحبوب .
أبو منصور عبد الرزاق بن الحسين البوشنجي .
غره جبن ناحيته وطراز كمّ بلدته . من لم أر مثله في فنه وأسلوبه وغزارة سجله وذنوبه وكأن فضله اعتذار الدهر عن ذنوبه . وكان بباخرز في جملة الشيخ أبي نصر أحمد بن الحسين مدة وأقام عنده حيناً من الدهر يزوجه عرائس خواطره ويرتزق من المهر . وأنا يومئذ صبي غر وأيامي بمجالسة الفضلاء محجلة غر . ووالدي رحمة الله عليه في الأحياء وحياة الآباء من أمتع الأشياء سقى الله تلك الأيام ولا أدري ما الذي ألوى بها فما ألوى أطارت بها العنقاء أم سبقت جلوى وانتقل هذا الفاضل من جوارنا بعد الواقعة بالشيخ أبي نصر إلى زوزن واختلط بالفضلاء المرتبطين بحبالة الشيخ أبي القاسم عبد الحميد بن يحيى رحمهم الله لهم عامة وله خاصة ما شاؤوا من معايش خضر ونعم بيض ونعم حمر . ثم انقطع عن زوزن رفقه ورزقه فسار يطوي البلاد طياً ولا يهدأ ليلاً ونهاراً حتى أناخ بعقوة الأمير أبي الأسوار بطنجة . وما زال بها يتصرف على عمل القضاء إلى أن أدركه سوء القضاء . فدفن بها رحمة الله عليه . له شعر غلبت عليه الصنعة حتى خفت رقته وجفت ريقته . فمما أنشدنيه لنفسه قوله من قصيدة يمدح بها الشيخ أبا نصر أحمد بن الحسن ويفضله بها على الشمس وهي : .
وما اسم الشمس ليس الشمس إلا ... أبا نصر فصنه عن اشتراك .
تود الشمس لو تمسي شراكاً ... لنعليه وطوبى للشراك .
أيا شمس الضحى شمس المعالي ... أبو نصر فردي من ضحاك