أبو حنيفة البنجدهي .
أنشدني القاضي أبو جعفر البحاثي قال : قال العبشمي : أنشدني أبو حنيفة لنفسه في غلام إسكاف : .
فديت قامة إسكاف أمر به ... فيستوي قائماً والطرف ينكسه .
كأن ألحاظه أشفاه في يده ... وقلبي الجلد فهو الدهر ينخسه .
قلت : وهذا الإسكاف في سلب الفؤاد كاف ومقال هذا الشاعر في أشفاه بيان شاف .
الحكيم أبو بكر الخسروي السرخسي .
هو في شعراء العجم من الأئمة المذكورين وفي ذلك العلم من الأعلام المشهورين . وكانت له وظائف في كل سنة من الأمير شمس المعالي قابوس بن وشمكير والصاحب أبي القاسم إسماعيل بن عباد تدر عليه وتتسابق إليه وقرأت في ديوان الأستاذ أبي بكر الخوارزمي قصيدة رثاه بها ومطلعها : .
طوت المنون محاسن الدهر ... بيدٍ لها طيّ بلا نشر .
صبحت يد الدنيا أبا بكر ... كأس سيغبقها أبو بكر .
أبو نصر أحمد بن إبراهيم الطالقاني .
المعروف بالدغلابادي من مداح الصاحب نظام الملك حرس الله أيامه . أورد أبياتاً ثلاثة من قصيدة له وهي فيه : .
وخوطب بالوزارة من تناهى ... إليه المجد واجتمع الفخار .
نظام الملك ملك أبي شجاع ... وزير لا يشق له غبار .
لعضد الدولة الملك المفدى ... على ماضي الملوك به افتخار .
ولولا تقدم قدمه في الفضل لما كانت هذه التي وصفت حاله أيام حياته وبعد وفاته . وما كان عندي أنه ذو لسانين وأنه يرجع من العربية والفارسية إلى إحسانين حتى أنشدني له بعض من أثق به من أهل بلدته هذه الأبيات : .
عجبت من ربي وربي حكيم ... أن يحرم العاقل فضل النعيم ! .
ما ظلم الباري ولكنه ... أراد أن يظهر عجز الحكيم .
تخلل حاجتي واشدد قواها ... فقد أضحت بمنزلة الضياع .
إذا أرضعتها بلبان أخرى ... أضر بها مشاركة الرضاع .
إشارة إلى قول القائل : .
وأرضع حاجة بلبان أخرى... .
لا يكن برقك برقاً خلباً ... إن خير البرق ما الغيث معه .
لا تهني بعدما أكرمتني ... فشديد عادة منتزعه .
وله أيضاً : .
اليوم قرّ وعندي من مصالحه ... سبع تقلم ناب البرد إن نهسا .
حروف كافاتها فيها مقدمة ... لمن تأملها في السطر أو درسا .
كن وكيس وكانون وكاس طلاً ... مع الكتاب وكس ناعم وكسا .
فلو عرتني جبال الثلج لم ترني ... أقول : أجحف هذا البرد بي وأسا .
عبد الله الرزجاهي .
عليكم بغاة الفقه كتب ابن شافع ... وعضوا بأضراس عليها قواطع .
رأيت لأهل الفقه كتباً كثيرةً ... فلم أر كتباً مثل كتب ابن شافع .
حوت كتبه الفقه المبين فأصبحت ... تضيء كإيماض البروق اللوامع .
براهينه في كل شيء يقوله ... زواهر بيض كالنجوم الطوالع .
أبو عمرو محمد بن عبد الله الرزجاهي .
أنشدني القاضي أبو جعفر البحاثي قال : أنشدني الأستاذ أبو محمد العبد لكاني قال : أنشدني الرزجاهي لنفسه : .
وقالوا : عزيز أن نراك مع الكبر ... بلا ولد أنثى ولا ولد ذكر .
وذكر الفتى يبقى له بعد موته ... فقلت : دعوني إن ذا كله سمر .
ونسلي إذا ما مت غرّ قلائد ... بثثت من المنظوم والعلم والخبر .
خوالد لا أخشى عليهن موتها ... إذا خيف موت أو عقوق من البشر .
فكم نسب من كل عيب مطهر ... ملاه بنو السوأى من العارو العرر .
محمد بن علي الغالبي السرخسي .
هو في شعر العجم من الأئمة وفي ذلك العلم من الأعلام المشهورين . وكانت له وظائف . مدح الصاحب نظام الملك على باب جزيرة ابن عمر في رمضان سنة ثلاث وستين وأربعمئة بهذه القصيدة : .
أمن أجل أحباب ثووا لك في الغرب ... جرى الدمع من عينيك غرباً على غرب .
أم الركب هاجت من دموعك ساكباً ... عشية بان الإلف عنك مع الركب