فيا طيب آمال نأت ليتها دنت ... فيدنو من العيش الهني بعيده .
عقدت لها عيني بالنجم في الدجى ... ودمعهما انحلت عليه عقوده .
وإن يك في هجري من الصبر مكثراً ... فإني قليل الصبر فيه زهيده .
ومن أخرى أولها : .
ألم تر غصن العيش أصبح مورقاً ... وقابلنا وجد المسرة مشرقا .
أساقينا صفف أباريق قهوة ... تريك سناً من لمعة البرق أبرقا .
وبادر إلى اللذات قبل فواتها ... وجدد رسوم اللهو واسق المعتقا .
أمط كدر الأشجان عنا وهاتها ... على نغم الأوتار صرفاً مروقا .
إذا مزجت فاحت فخلت نسيمها ... بأخلاق مولانا الوزير تعبقا .
وكتب إلى الشيخ أبي عامر الجرجاني يستزيره ليلة عيد الفطر : .
حنانيك استقل الصوم عنا ... وصاح بنا المدام من القلال .
فهل يبدو لنا بدر الأماني ... فيكفينا مراقبة الهلال .
وله أيضاً : .
عرضن لعين فازوررت مفكراً ... أأدخل باب العشق أم أتوقف .
تشوفت يوماً نحوهن وها أنا ... يعذب نفسي بعد ذاك التشوف .
عذيري من طرف متى رام قتلنا ... يعاونه صدغ كالهلال معقف .
ترشفت فاك العذب بالله خبري ... أريقك أم مشمولة الراح أرشف .
وخود يراها ذو الجلال ظريفةً ... فكيف ترى حين ازدهاها التظرف .
أرى الحلي يكسوها الجمال كأنما ... تقلد من ألفاظها وتشنف .
الأديب أبو عبد الرحمن بن أبي بكر .
الخوسري البلخي .
قال في تشبيب قصيدة مدح بها الصاحب نظام الملك أدام الله علاه وأتم عليه نعماه : .
قفا نبك من معسولة الثغر معهدا ... وقلّ له منا البكاء تعهدا .
أطل عليه السحب تلطم خده ... شآبيبها حتى غدا متجددا .
ترحلن فانحلت عقود المدامع ... تكاثر جود الساريات المدامع .
تراءت على خدي حمراً كأنها ... سبت لون ورد صنه في البراقع .
وأجرد تحكي الغاديات فعاله ... بتفتيقه في الطرس نور البدائع .
إذا اهتز للتحرير خلت لسانه ... سنان كمي في القتال مماصع .
ومنها في الشكاية : .
وظلت نيوب النائبات ينشنني ... وتنهشني الأحداث نص الخوامع .
وذاك لأني لم أغمض على القذى ... ولا ذل للواكي الغشوم أخادعي .
وللموت خير للغريق وقل يمت ... ولا يستغث من عاجزات الضفادع .
وله من قصيدة : .
إذا الضجيع نضاها من غلالتها ... تزاحم الأضعفان الفرع والعكن .
ظلت تصيد لبيب القوم لحظتها ... وبعد من شفتيها يرشح اللبن .
لما تمنت أسارى الحب رؤيتها ... جاءوا وفي حضن كل منهم كفن .
كتمت حبي ومن نمت مدامعه ... فسره أبداً بين الورى علن .
عبد الجبار بن عبد الجليل .
وكنيته أبو المظفر شاب حسن الوجه ارتبطه الصاحب أبو عبد الله الحسين بن علي بن ميكال لكتابته في ديوان رسالته . وكنا نحن ثلاثتنا هو وأبو منصور الحلاج وأنا فهو منخرط في سلك الكتّاب لنجابته وأبوه إلى أصحاب المراتب على الباب بحكم حجابته وكان مزجى البضاعة في الصناعة . وجدته في الأدب شادياً يخبر بمسحة ملاحته إذ كان في صباه شادناً . أنشدني لنفسه ونحن في مجلس الأنس بين يدي الصاحب بالري سنة أربع وأربعين وأربعمئة : .
أشتهي نوماً ونيكاً معه ... إنما النوم مع النيك يطيب .
هو دائي ودوائي عندكم ... هل لدائي سادتي فيكم طبيب .
قلت : هذا الفاضل صادق الاشتهاء أفضح عند الطبيب بالدواء ولم يسر الحسو في الارتغاء غير أن الطبيب هاهنا كناية عن القواد للبغاء وما أطيب ما اشتهى ! .
! .
والعجب أنه ما بكى فهو ما وصفت به نفسي حيث قلت : .
يا قوم إني رجل فاضل ... وليس في فضلي من شك .
أهوى كؤوس الراح مملوءة ... وأشتهي الإيلاج في الترك .
وأقضم القند ولا أشتكي ... وآكل التمر ولا أبكي