عجبتُ لنَظْمٍ صاغَهُ شرُّ ناظِمِ ... قضى هاذياً فيه قضيّةَ ظالمِ .
يُفضّلُ عُبّادَ الصليب سَفاهةً ... بفيه الثَّرى فيما افْترى من عظائم .
مَحَجّةُ دينِ الحقّ لاحت بحُجّةٍ ... فدينوا بها أو فالحقوا بالبهائمِ .
ويا صاحب الروم انتبه قبل ركضنا ... ومن قبل أنْ تلقى نَديمَ المَنادم .
لَعَمري لئنْ أعرضتَ عرَّضتَ أمّةً ... ونفْسَكَ للخِزْي المقيمِ المُلازم .
لقد وضحتْ للروم أنْ رامَتِ الهُدى ... دلائلُ حَقٍّ ثابتاتُ الدعائمِ .
تُجرِّعكم قَهراً طُعومَ عَلاقِمٍ ... وتَسْقيكُمُ قَسراً سُمومَ أراقِمِ .
فكمْ نائحاتٍ للنُّحورِ ضَواربٍ ... وكم صائحاتٍ للخُدود لواطِمِ .
أبو مُضر أحمد بن علي بن شُعيب .
بن ما هانَ البخاريّ .
أنشدني الحسن بن المحدّث السمرقنديّ قال : أنشدني هذا المذكور لنفسه يَرثي مروان بن محمد C تعالى : .
مروانُ مَرَّ وآنَ لي من بعده ... أنْ أستعِدَّ لِما إليه المَرجِعُ .
مَروانُ أفْردَني فصِرتُ كأنّني ... غِمدٌ بلا نَصلٍ فأنّى أقطَعُ .
المفضّل بن محمد الصَّغَانيّ .
كتب إلى الحاكم أبي سعد بن دوسْتْ . يستهديه الرَّواصير : .
حُبُّ الملاحِ الغَواني ليس يفعلُ بي ... ما كان يفعله حَبُّ الرّواصير .
إنْ كان عندكَ ما أصبحتُ أطلُبُهُ ... فامنُنْ عليّ به من غير تقصير .
فأجاب : .
النَّظمُ والنَّثرُ في حُبّ الرواصير ... أبهى وأحسنُ من دُرِّ التقاصير .
والخطُّ في حُسنه يَحكي مُخَدَّرةً ... مَقْصورةَ الحُسن في بعض المَقاصير .
أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد .
العامريّ الشاشي .
قال يمدح فخر الدولة : .
زمانُ الوصْل خَلسٌ واختصارُ ... أعاركَهُ الشياي المستعارُ .
فرَكضاً في مَيادينِ التَّصابي ... أحَقُّ الخيل بالركض المُعارُ .
وأيسَرُنا هوىً من حازَ دَمعاً ... يَفيضُ جَوىً وقلباً يُستطارُ .
ديارٌ قد كرُمْنَ على الليالي ... فما يمحو محاسِنها القِطارُ .
تمرُّ بها الحوادثُ مُطرقاتٍ ... وفيها عن مَعالمها ازْوِرار .
ولو علمتْ بأيسرَ ما لقَينا ... بَكَتْنا فوقَ ما تَبكي الديار .
ومنها : .
وما بي حُبُّ غانيةٍ ولكنْ ... طِرازُ الشِّعرِ شَوقٌ وادِّكارُ .
وهل من همّتي فضلٌ لقلبي ... فتسكنَهُ سعادٌ أو نَوارُ .
يَعزُّ على القَنا وعلى يَميني ... إذا شَغلتْ أناملَها العُقارُ .
نعمْ لي من كؤوسِ العَزمِ خَمرٌ ... ستُسكرُني وللعيش الخُمار .
هي الدُّنيا تخيَّر مَن أرادتْ ... وليس لنا على الدُّنيا الخِيارُ .
ولو قُسمتْ بقَدْر السَّعْي فينا ... لكان بزَنْدِ أكدَحِنا السِّوارُ .
على هذا مضَوا وعليه نَمْضي ... لآخرنا وأوَّلنا اعتبار .
يقولون : اقتصِرْ تستبقِ ذُخراً ... فعَنْ شَرفِ الفتى ينشو افتقارُ .
وكيفَ يعيشُ مقتصراً لبيبٌ ... له الدنيا وما فيها اقتصار .
فلو نادى بدولته الليالي ... أتتْ وخُطا حوادثها قِصار .
وفي مِرطِ الحياء لها تَهادٍ ... وفي قيد الخُضوع لها عِثار .
تَغايرُ فيه عيدٌ كسْرويٌّ ... وشَهرٌ حبلُ تَقواهُ مُغار .
فعُدِّلَ أُنسُ ذاك بنُسْكِ هذا ... وصَحَّ الوَزنُ واعتدلَ العِيار .
الإمام عبد الرزاق بن محمد الأندرابيّ