أخالفُكُم في كل شيءٍ لبغضِكُم ... وإنْ كان فيه ما يُوافق إنجاحا .
وأنشدني أيضاً لنفسه : .
وكنتُ من زمني قبلَ الهوى زَمِناً ... فالآنَ بينهما أصبحتُ مُرتَهنا .
لم يُقضَ لي وطرٌ مذ كنتُ في وطني ... فاخترت سرجَ جَوادي والفلا وطَنا .
كأنّ قلبي سَفينُ الهمِّ من قلقٍ ... وأنّ صبريَ مُرسىً يَرفأُ السُّفُنا .
وكان لأبي الشرف هذا أخٌ من أبيه يُكْنى أبا السماح فحدّثني أنّ أباه هجاه بهذه الأبيات : .
دَعاوي الناس في الدنيا فُنونُ ... وعلمُ الناسِ أكثره ظنونُ .
وكم من قائلٍ أنا منْ فُلانٍ ... وعندَ فُلانةَ الخبر اليقينُ .
ورأيتُ في ديوان أبي الفرج أبياتاً أظنُّ أنه خاطبَ بها أبا السماح ابنه بوصيّة وهي : .
صَدِّقْ أباكَ أبا السَّما ... ح فقدْ كَناكَ أبا السَّماح .
اسمحْ بمالِكَ للعُفا ... ةِ وحُرِّ وجهِكَ للكِفاحِ .
اِفعلْ فإنّكَ حامدٌ ... لسُراكَ في فلقِ الصباح .
أبو حنيفة محمد بن محمد الراميني .
الأستراباديُّ .
إنسان كله إحسان . أنشدني له الشيخ أبو عارم قال : أنشدني لنفسه : .
هل عَثرتْ أقلامُ خطِّ العِذارْ ... في مَشْقها فالحالُ نَضْحُ العِثارْ .
قلت : تلفيقه بين الخطّ والأقلام واشتقاقه الخالَ من العِذار وتسميته إياه " نَضحَ العثار " سحر وليس بشعر : .
أوِ استدارَ الخطُّ لمّا غدتْ ... نُقطتُه مركزَ ذاكَ المَدارْ .
قلت : وجمعه بين النقطة والدائرة بكتةٌ في أفواه الرواة سارية سائرة : .
وريقُهُ الخمرُ فهل ثغرُهُ ... درُّ حَبابٍ نظمَتْه العُقار .
قلت : وهذه هي الصنعة الثالثة والثالثة خير وهذه الأبيات كلها خير ومَيرٌ . قال : الشيخ أبو عامر : ومن شعره الذي أنشدنيه لنفسه وقد رأيتُ له جيمية في نهاية الحُسن وهيَ : .
أذكى الخُزامى سَرعانُ الدُّجى ... ألطفَ ما أذكى وما أرَّجا .
وافْترَّ ثغرُ النجمِ مستغرباً ... يتلو الصباحَ الأزهرَ الأبلَجا .
فأشبها مبسمه والدُّجى ... أشبَهَ أيضاً صُدغَهُ إذْ دَجا .
وهوَ وإنْ أبدى مخدَّيه لي ... بَدراً هدى ساريَهُ المُدْلجا .
فوَّتّني الشمسَ التي اعتضتُها ... منه فديتَ المُحزِنَ المبهِجا .
بَدْري اجتوى الجَوَّ وغَمّاءه ... فاستوطنَ الكِلّة والهَودجا .
وشادني عافَ الفَلا عِزّه ... فشيَّدَ القصرَ له تَوْلجا .
ي صُدغِه المُرخى على خطّه ... مقيِّداً بالخال حَرفَ الهِجا .
كأنّما أرَّجَ حُسبانَهُ ... كاتبه أحسَنَ ما أرَّجا .
ما ليَ والدرعُ صًوانُ الورى ... صرتُ بدرع الصُّدغ المستدرَجا .
وحفَّني دامي دُموعي فلِمْ ... ضرَّجَ من خَدَّيه ما ضَرَّجا .
أخسَرني مالي وعقلي الهوى ... وما بيَ المالُ بُعيدَ الحجى .
إذ هوَّنَ المالَ لسُؤّاله ... شمسُ الكُفاة المَلكُ المُرتجى .
يُعيرُ بُرجَ المشتري سَرجُهُ ... إذا امتطى مَركوبَه المُسرَجا .
جالتْ به الأفراسُ سَيّاحةً ... كالشمس إذ ناوَبَتِ الأبْرجا .
ومنها : .
يا خَيرَ مَن وُلّيَ مُسْتوزَراً ... مملكةً أشرفَ من تَوَّجا .
هُوَ اجتباه واجتوى غيره ... ومَن هوى العودَ نفى العَرْفَجا .
فرَّجَ عن أهل التُّقى كَربَهم ... لله ما جَلّى وما فرَّجا .
من طبَّقَ المفضِلَ إمّا برى ... وغرَّق المُنصُلَ إما وَجا .
أخدمتُ أشعاريَ باباً أبى ... على قَضايا الجودِ أن يُرتجا .
في حُللٍ بالمدح موشِيّةٍ ... لم تَعْهدِ المِنوالَ والمِنْسَجا .
فلْيحْظَ وليسعَدْ بأيّامه ... عيّدَ أو نَورزَ أو مَهْرجا .
قلت : وأنشدني لنفسه من قصيدة في الشيخ العميد أبي بكر القُسِتاني :