وعليَّ أنْ أسعى وأطلبَ مَكسباً ... والرزقُ ما قَسَم الإلهُ وما قَضى .
وله أيضاً من قصيدة أولها : .
البيدَ يا أيدي المِهارِ البِيدا ... حتى يَصيرَ لك الكلال قُيودا .
لا ماءَ إلا باللغُويَرِ ودونَنا ... عشرُ يعودُ بِها الدَّليلُ بليدا .
واستَبعَدتُ أرضَ السماوَةِ والذي ... في الرَّحلِ ليس يَرى السماءَ بَعيدا .
قواه : والذي في الرحل يعني نفسه وقريب منه قول المتنبي : .
ومَن خُلقتْ عيناكَ بينَ جُفونِهِ ... أصابَ الخدورَ السَّهل في المُرتقى الصَّعبِ .
وقوله المتنبي : .
ما الخِلُّ إلا من أودُّ بقلبِهِ ... ويَرى بطرفٍ لا يَرى بسوائِهِ .
عود إلى السعر : .
يا سعدُ سعدَ بني سُليمٍ لا تُنِخْ ... حتى تَرى أعلامَهُنَّ السُّودا .
وتنوفَةٍ مجهولةٍ جَونُ القَطا ... فيها يحارُ إذا أرادَ ورُودا .
قطعتْ مناكبُها مناكب جَسرةٍ ... جَسَرتْ فصيّرتِ الجِبالَ صَعيدا .
ولطالما رفَّهتُها بمؤدَّبٍ ... في الجَريِ أن يُرى مَكْدودا .
متمرِّدٍ في الركضِ لا يَسطيعُه ... فَخِذاكَ إلاّ أن تكونَ مَريدا .
يُغنيكَ عن حَملِ الزِّنادِ بأربعٍ ... تَطِسُ الصّفا فَترى لهنَّ وقودا .
ومُسايرٍ حُلوِ الحديثِ إذا انتشى ... فيه ظَننتَ حديثَه تَغُريدا .
يَمتارُني ما يَشتهي ويُمِيرني ... منه حَديثاً تارةً ونَشيدا .
هذا وباديةٍ حَللنا فيهمُ ... لا طالبينَ قِرىً ولا تَزويدا .
نحروا لنا الخيلَ الإناثَ وأَصبحوا ... رَجلى وكانت عدةَ وعَديدا .
وكريمةٍ مِن قَومِها استنقذتُها ... والطعنُ يَخرقُ لَبّةً ووَريدا .
أصحَبتُها كلتا يَدَيَّ وما رأتْ ... عَينايَ منها مِعْصماً ونُهودا .
وضممتُ هودَجَها وقلتُ لصاحبي : ... سِرْ بَينَنا حتى تكونَ شَهيدا .
ما كنتُ في هَذي العَشيرةِ كُلَّها ... مُذ كنتُ إلاّ واحداً ووَحيدا .
علي بن علي بن حسان .
قال : وهو مما عملته ببغداد أيام الصِّبا . قال السيد الأجل شرف السادة : وأشعار الصبا هي التمر باللبا .
سَقياً لأيامِ التَّصابي ... مَعَ كلِّ خَرعَبةِ كَعابِ .
إذْ نحنُ نرتعُ في الهَوى ... ونَدرُّ أرديةَ الشبابِ .
والدهرُ عنّا غافِلٌ ... كالسيفِ يُؤْمَنُ في القِراب .
فاسْتَنهِزوا فُرصَ المُنى ... فالعُمرُ يركُض كالسَّحابِ .
وتَناقَلوا الكاساتِ مُتْر ... عةَ تَرامى بالحَباب .
ما ذاقها مُتعِّبدٌ ... إلاّ وزَلَّ عنِ الصَّواب .
وترى البخيلَ إذا احتسا ... ها عن طَريقِ البُخلِ نابِ .
وله أيضاً : .
يا حَبَّذا الخَدُّ المورَّدْ ... والعِطفُ في الصُّدغِ المُجعَّدْ .
والمَبسِمْ العذبُ الرُّضا ... ب وحسنُ لؤلئه المُنَضَّد .
قمرٌ أقامَ قِيامَتي ... بقَوامِهِ لمّا تَأوَّد .
قَد سلَّ من أَجْفاِنهِ ... سَيفاَ على ضَعفي مُجرَّد .
لما تَطاولَ هَجرُه ... وخَشيتُ أنَّ العُمرَ ينفدْ .
خَلّيتُ عنهُ يدَ الهَوى ... وتركتُهُ والهَجرُ في يَدْ .
وحَلَفتُ حِلفةَ صادِقٍ ... باللهِ والبَيتِ المُشَيَّد .
لا عُدتُ أولعُ بالهَوى ... عُمري ولو قلبي تَقدَّدْ .
وله أيضاُ : .
وكيفَ أرجو راحةً في هوىَ ... كلَّفني بَلواهُ ما لا أطيق .
بينَ ضلوعي زَفرةٌ كلَّما ... أخفيتُها نَمَّ عليَّ الشَّهيقْ .
وَيْلي على قَلبي وما نالَهُ ... من حُبِّ ظبيٍ لم يَكُنْ بي رَقيق .
رَمى فُؤادي بِسامِ القِلى ... ولم أكُنْ منهُ بِهذا حَقيق