بحيث اتخذنا الروض جاراً تزورنا ... هداباه في أيدي الرياح النواسم .
تبلغنا أنفاسه فتردها ... بأعطر أنفاساً وأذكى لناسم .
تسير إلينا ثم عنا كأنها ... حواسد تمشي بيننا بالنمائم .
وبتنا ولا واشٍ يحس كأننا ... حللنا مكان السر من صدر كاتم .
وقيل أن سبب اشتهار ابن حاج هو أن الوزير ابا بكر ابن عمار كان كثير الوفادة على ملوك الأندلس لا يستقر ببلد وكان كثير التطلب لما يصدر عن أرباب المهن من الأدب الحسن فبلغه خبر ابن حاج قبل اشتهاره فمر على حانوته وهو آخذ في صناعة صباغه والنيل على يده وقد غشاها فأخرج زنده ويده بيضاء من غير سوء وأراد أن يعلم سرعة خاطره فأشار إلى يده وقال : .
كم بين زندٍ وزند .
فقال ابن حاج : .
ما بين وصلٍ وصد .
فعجب من بادرته وجذب بصبغه وبالغ في الإحسان إليه . ودخل ابن عمار إلى سرقسطة فبلغه خبر يحيى القصاب السرقسطي فمر عليه وبين يديه لحم جزور فأشار ابن عمار إلى اللحم وقال : .
لحم سباط الخرفان مهزول .
فقال : .
يقول يا مشترين مه زولوا .
فأعجبه ذلك وأحسن إليه .
وينسب إلى ابن عمار وقيل لغيره : .
غنى أبو الفضل فقلنا له ... سبحان مخليك من الفضل .
غناؤه حدٌ على شربها ... فاشرب فأنت اليوم في حلّ .
ومن شعر ابن عمار C تعالى : .
سل الركب إن أعطاك حاجتك الركب ... من الكاعب الحسناء تمنعها كعب .
أحبك وداً من يخافك طاعةً ... وأعجب شيءٍ خيفةٌ معها حب .
ومنه : .
إني لممن إن دعاك لنصرتي ... يوماً بساطاً حجةٍ وجلاد .
أذكيت دونك للعدى حدق القنا ... وخصمت عنك بألسن الأغماد .
ابن عمران .
قاضي المدينة محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عيد الله التيمي ابو سليمان قاضي المدينة الذي حكم بين المنصور والجمالين من الطبقة الخامسة من أهل المدينة .
أمه أسماء بنت سلمة بن عمر بن أبي سلمة وأمها حفصة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب وأمها أسماء بنت بن زيد بن الخطاب .
قضى لبني أمية ثم للمنصور على المدينة كان مهيباً صليباً قليل الحديث اتفقوا على صدقه وثقته وديانته وورعه ونزاهته كان له من الولد عبد الله وعبد العزيز لما بلغ موته سنة أربع وخمسين بعد المائة ابا جعفر قال : اليوم استوت قريش .
الأنصاري الكوفي محمد بن عمران بن أبي ليلى الإمام الأنصاري الكوفي .
روى عنه البخاري في كتاب الأدب وابن أبي الدنيا وغيره وروى عنه الترمذي .
توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين .
الأصبهاني الشاعر محمد بن عمران الأصبهاني الشاعر .
هو القائل : .
سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما ارى حتى يلين قليلا .
إذا لم أجد يوماً إلى الإذن سلماً ... وجدت إلى ترك المزار سبيلا .
أورده ابن المرزبان في معجم الشعراء . له .
أبو جعفر النحوي المؤدب محمد بن عمران بن زياد الضبي ابو جعفر النحوي الكوفي .
كان الغالب عليه الأخبار والأدب وكان ثقة فيما ينقل شيخاً حلواً وكان قبل أن يؤدب المعتز يعلم الصبيان فلما اتصل بالمعتز جعله على القضاة والفقهاء فاجتمعوا إليه يوماً فنعس ثم لما فتح عينيه قال : تهجوا ! .
فضحكوا .
وحفظ عبد الله بن المعتز سورة النازعات وقال له : إذا سألك أمير المؤمنين في أي سورة أنت فقل له : في السورة التي تلي عبس فسأله ابوه ذلك فقال : من علمك هذا ؟ قال معلمي فأمر لع بعشرة آلاف درهم .
توفي سنة خمس وخمسين ومائتين .
المرزبان الكاتب محمد بن عمران بن موسى بن عبيد ابو عبيد الله المرزبان الكاتب البغدادي العلامة .
حدث عن أبي القاسم البغوي وابن دريد ونفطويه وغيرهم وكان أخبارياً راوية للآداب صنف في أخبار الشعراء وفي الغزل غير أن كتبه أكثرها لم تكن معه مما سمعه بل بالإجازة فيقول أخبرنا ولا يبين وكان يضع المحبرة وقنينة النبيذ فلا يزال يكتب ويشرب وكان معتزلياً صنف في أخبار المعتزلة .
وتوفي سنة أربع وثمانين وثلاث مائة . وكان ثقة قال ابن الخطيب : وليس حاله عندنا الكذب وأكثر ما عيب عليه المذهب وروايته بالإجازة ولم يبينها