ذهبا إلى معنى يبتزه يسلبه وكل منهما وافق في هذا مذهب خصمه مذهبه وموطن سؤالهما الغريب إعراب قوله " ما فيه من بطش وعود صليب " لم يختلفا في نصبه بل خلفهما فيما انتصب به فذهب أحدهما إلى أنه بدل اشتمال من الهاء المنصوبة في يبتزه وله على ذلك استدلال وذهب الآخر إلى أنه مفعول ثان ليبتزه وجعل المفعول الهاء واختلفا في ذلك وقاصديكم جاءا وقد سألا الإجابة عن هذه المسألة فقد اضطرا في ذلك إلى المسألة : فكتب الشيخ كمال الدين C الجواب ونقلته من خطه وهو : الله يهدي إلى الحق كل من المختلفين المذكورين قد نهج نهج صواب وأتى بحكمة وفصل خطاب ولكل من القولين مساغ في النظر الصحيح ولكن النظر إنما هو في الترجيح وجعل ذلك مفعولاً أقوى توجيهاً في الإعراب وأدق بحثاًً عند ذوي الألباب أما من جهة الصناعة العربية فلأن المفعول متعلق بالفعل بذاته التي بوقوع الفعل عليه معنية والبدل مبين بكون الأول معه مطرحاً في النية وهذا الفعل بهذا المعنى متعد إلى مفعولين و " ما فيه من بطش " هو أحد ذينك الاثنين لئلا يفوت متعلق الفعل المستقل والبدل بيان يرجع إلى توكيد بتأسيس المعنى مخل وأما من جهة المعنى فلأن المقام مقام تشك وأخذ بالقلوب وتمكين هذا المعنى أقوى إذا ذكر ما سلب منه مع بيان أنه المسلوب . فذكر المسلوب منه مقصود كذكر ما سلب وفي ذلك من تمكين المعنى ما لا يخفى على ذوي الأرب ووراء هذا بسط لا تحتمله هذه العجالة والله تعالى أعلم كتبه محمد بن علي .
قلت : لا أعلم أحداً يأتي بهذا الجواب غيره لمعرفته بدقائق النحو وبغوامض علمي المعنى والبيان ودربته بصناعة الإنشاء وأما صورة الخط الذي نقلت منه هذه الفتيا فما كانت إلا قطعة روض تدبجت أو هوامش عذار على طرس الخد تخرجت C تعالى وأكرم مثواه وجعل الجنة منقلبه وعقباه .
ابن العديسة المحدث محمد بن علي بن العديسة الشيخ شهاب الدين قارئ الحديث . توفي سنة ست وثلاثين وسبع مائة .
وأظن مجير الدين الخياط فيه يقول : .
في الدهر شيء عجيب ... مرآه يقذي اللواحظ .
ابن الرزيز خطيب ... وابن العديسة واعظ .
علم الدين الدميري محمد بن علي بن عبد الرحمن هو علم الدين ابن بهاء الدين ابن الإمام محيي الدين عرف بابن الدميري .
مولده سنة خمس وسبعين وست مائة بدار الزعفران بزقاق القناديل بمصر . توفي... أجاز لي C .
تاج الدين طوير الليل البارنباري الشافعي محمد بن علي الإمام الفاضل الفقيه النحوي الأصولي تاج الدين البارنباري الشافعي .
أخبرني من لفظه العلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي قال : قرأ المذكور على الشيخ حسن الراشدي القراآت السبع بالفاضلية وقرأ المعقول على الشيخ شمس الدين الأصبهاني وحفظ التعجيز وكان يستحضره إلى آخر وقت ويعرفه جيداً وحفظ الجزولية واستمر على حفظ القرآن إلى أن مات سنة سبع عشرة وسبع مائة .
وكان جيد المناظرة متوقد الذهن في الفقه والأصولين والعربية والمنطق وكان عديم التكلف في ملبسه ولم يكن بيده غير فقاهات المدارس وكان يلقب بطوير الليل .
بدر الدين ابن غانم محمد بن علي بن محمد بن غانم الشيخ بدر الدين ابن الشيخ علاء الدين .
كان من جملة كتاب الإنشاء بدمشق وكان متشدداً لا يكتب إلا شيئاً يوافق الشرع وإن كان غير ذلك لم يكتبه طلب الاعفاء من كتابة الإنشاء وسأل أن يكون نظير معلومه على الجامع الأموي للأشغال فأجيب إلى ذلك .
كان يدرس بالقليجية الشافعية وكان قليل الكلام ملازم الصمت منجمعاً عن الناس منقبضاً لا يتكلم فيما لا يعنيه مكباً على الاشتغال يكرر على محفوظاته الليل والنهار يحب الكتب ويجمعها خلف لما مات ألفي مجلدة وكان معه عدة وظائف يباشرها بما يقارب الألف درهم في كل شهر .
توفي في شهر جمادى الأولى سنة أربعين وسبع مائة .
بهاء الدين ابن إمام الشمهد محمد بن علي بن سعيد المعروف بابن إمام المشهد .
مولده في ذي الحجة سنة ست وتسعين وست مائة قرأ القرآن الكريم وأتقنه بالروايات السبع واشتغل بالعربية على الشيخ مجد الدين التونسي والشيخ نجم الدين القحفازي وقرأ الفقه على الشيخ برهان الدين ابن الشيخ تاج الدين وكتب الخط المليح الظريف