إن بيتاً أنت ساكنه ... غير محتاج إلى سرج .
ثم ابتلي بفراقه فقال : .
يا وحشتي لفراقكم ... أترى يدوم علي هذا .
الموت والأجل المتا ... ح وكل معضلةٍ ولا ذا .
الدوري الواعظ محمد بن علي بن نصر بن البل الدوري ابو المظفر الواعظ .
ولد بالدور من نواحي دجيل ودخل بغداد في صباه واستوطنها وسمع الحديث الكثير وقرأ الفقه والأدب وسلك طريق الوعظ وحفظ المجالس وتكلم على رؤوس الناس ولم يزل إلى أن علت سنه وتعصب له الناس وصار يتكلم في التعازي المتعلقة بدار الخلافة والأكابر وأذن له في الجلوس بباب التربة الجهنية عند قبر معروف كل سبت .
وكانت بينه وبين أبي الفرج ابن الجوزي منافرات ومناقرات .
ولم يزل كذلك إلى أن جرت لولده مخاصمة مع غلمان أم الناصر فمنع من الجلوس وأمر بلزوم بيته . . ولم يزل كذلك حتى مات سنة إحدى عشرة وست مائة ومولده سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة .
وأورد له ابن النجار : .
يتوب على يدي قومٌ عصاة ... أخافتهم من الباري ذنوب .
وقلبي مظلم من طول ما قد ... جنى فأنا على يد من أتوب ؟ .
كأني شمعةٌ ما بين قومٍ ... تضيء لهم ويحرقها اللهيب .
كأني مخيط يكسو أناساً ... وجسمي من ملابسهم سليب .
مهذب الدين ابن الخيمي محمد بن علي بن علي بن علي - ثلاثة - ابن المفضل بن القامغار - بالقاف وبعد الألف ميم بعدها غين معجمة بعدها ألف بعدها راء - الأديب الكامل مهذب الدين ابن الخيمي الحلي العراقي الشاعر شيخ معمر فاضل .
قال ابن النجار : كتبت عنه بالقاهرة وله مصنفات كثيرة سمع وروى وتوفي سنة اثنتين وأربعين وست مائة .
من شعره : .
أأصنام هذا الجيل طراً أكلكم ... يعوق أما فيكم يغوث ولا ود .
لقد طال تردادي إليكم فلم أجد ... سوى رب شأن في الغنى شأنه الرد .
ودعوى كرامٍ يستحيل قبولها ... ويقبل إذ حد الحسام لها حد .
ومنه : .
جننت فعوذني بكتبك أن لي ... شياطين شوقٍ لا تفارق مضجعي .
إذا استرقت أسرار وجدي تمرداً ... بعثت عليها في الدجى شهب أدمعي .
ومنه : .
قالت وقد رأت المشيب : تجاف عن ... مسي بشيبك فالمشيب أخو البرص .
إني لأكرهه إذا عاينته ... يقظى وألقى دون رؤيته الغصص .
وأظنه كفني وقطن لفائفي ... حملته غاسلتي وجاءت في قفص .
ومن تصانيفه : كتاب حرف في علم القرآن أمثال القرآن كتاب الكلاب استواء الحاكم والقاضي رد على الوزير المغربي المقايسة لزوم الخمس الملخص الديواني في الأدب والحساب المقصورة المطاول في الرد على المعري في مواضع سها فيها ستة اسطرلاب الشعر شرح التحيات الأربعين والأساميات الديوان المعمور في مدح الصاحب الجمع بين الأخوات والمحافظة عليهن وهن مسيئات صفات القبلة مجملة مفصلة رسالة من أهل الإخلاص والمودة إلى الناكثين من أهل الغدر والردة .
ولد في الثامن والعشرين من شوال سنة تسع وأربعين وخمس مائة بالحلة المزيدية وتوفي يوم الأربعاء العشرين من ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وست مائة بالقاهرة ودفن من الغد بالقرافة الصغرى .
قال ابن خلكان : وحضرت الصلاة عليه وكان إماماً في اللغة وراوية للشعر والأدب وكان اجتماعنا بالقاهرة في مجالس عديدة وأنشدني كثيراً من شعره وشعر غيره انتهى .
قلت : ومن شعره الأبيات المشهورة وهو ما كتبه لولده وقد عصر : .
عصروك أمثال اللصو ... ص ومكنوا منك الإهانه .
فإذا رجعت فخنهم ... إن السلامة في الخيانه .
وافعل كفعل بني سنا ... ء الملك في مال الخزانه .
يقال أن هذه الأبيات لما شاعت أمسك بنو سناء الملك وصودروا بسبب هذه الأبيات .
وقال قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان C تعالى : أنشدني مهذب الدين ابو طالب ابن الخيمي وأخبرني أنه كان بدمشق وقد رسم السلطان بحلق لحية شخص له وجاهة بين الناس فحلق بعضها وحصلت فيه شفاعة فعفي عنه في الباقي فعمل فيه ولم يصرح باسمه بل رمزه وستره وهو : .
زرت ابن آدم لما قيل قد حلقوا ... جميع لحيته من بعد ما ضربا