ومن شعره أورده ابن أنجب في كتاب لطائف المعاني : .
نفسي الفداء لبيضٍ خردٍ عربٍ ... لعبن بي عند لثم الركن والحجر .
ما استدل إذا ما تهت خلفهم ... إلا بريحهم من طيب الأثر .
غازلت من غزلي منهن واحدةً ... حسناء ليس لها أختٌ من البشر .
إن أسفرت عن محياها أرتك سناً ... مثل الغزالة إشراقاً بلا عثر .
للشمس غرتها لليل طرتها ... شمسٌ وليلٌ معاً من أحسن الصور .
فنحن في الليل من ضوء النهار به ... ونحن في الظهر في ليلٍ من الشعر .
قال ابن النجار : اجتمعت به بدمشق في رحلتي إليها وكتبت عنه من شعره ونعم الشيخ هو ذكر لي أنه دخل بغداد سنة إحدى وست مائة فأقام بها اثني عشر يوماً ثم دخلها ثانياً حاجاً من مكة مع الركب سنة ثمان وست مائة . وأورد له : .
أنا حائر ما بين علمٍ وشهوةٍ ... ليتصلا ما بين ضدين من وصل .
ومن لم يكن يستنشق الريح لم يكن ... يرى الفضل للمسك الفتيق على الزبل .
أبو العشائر ابن التلولي محمد بن علي بن محمد ابن التلولي اللبان أبو العشائر من أهل قطفتا .
حفظ القرآن وقرأ بالروايات وتمهذب لابن حنبل وسمع الحديث من جماعة وقرأ الأدب على العشاب وصحب ابن العطار صاحب المخزن .
توفي في محبس ابن عباد ناظر واسط سنة إحدى عشرة وست مائة .
أبو منصور القزويني المقرئ محمد بن علي بن منصور بن عبد الملك ابن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الفراء القزويني أبو منصور ابن أبي الحسن .
قرأ القرآن بالروايات على أبي بكر محمد بن علي بن موسى الخياط وغيره وسمع الحديث من أبيه ومن أبي طالب محمد بن غيلان وأبي إسحق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي وأبي محمد الحسن الجوهري وأبي الطيب طاهر الطبري وأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي وغيرهم وروى عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبو بكر المبارك بن كامل الخفاف قال ابن النجار : وشيخنا يحيى بن بوش . وتوفي سنة ست عشرة وخمس مائة .
ابو الحسن الدقيقي محمد بن علي ابو الحسن الدقيقي أخذ عن علي ابن عيسى الرماني وغيره مولده سنة أربع وثمانين وثلاث مائة وله من الكتب المرشد في النحو المسموع من كلام العرب في الغريب .
العمراني المكي محمد بن علي بن أحمد بن هرون العمراني المكي أبو علي الأديب .
توفي سنة نيف وعشرين وخمس مائة قاله أبو محمد محمود بن أرسلان في تاريخ خوارزم وقال : هو شيخ لطيف العبارة خفيف الحركة حاضر الجواب أخذ الأدب عن سليمان بن محمد الدادي .
قال : وسمعت ابنة حجة الإسلام ابا الحسين علي بن محمد يقول : هجا شبل الدولة ابو مقاتل عطية البكري والدي فقال : .
رأيت الفتى المكي أسود حالكاً ... طويلاً نحيفاً يابس الكف والبدن .
فشبهته والثوب يغشاه أبيضاً ... بمحراك تنورٍ تلطخ باللبن .
فأجابه والدي : .
أيا شبل لا تهج السواد فإنني ... رأيت سواد العين أكرم في البدن .
ولا تهجوني بالنحول فإنني ... كبازٍ وإن الدب يوصف بالسمن .
ابن الجبان اللغوي محمد بن علي بن عمر بن الجبان ابو منصور اللغوي من أهل الري .
سكن بأصبهان وكان إماماً في اللغة وله مصنفات حسنة في الأدب وهو من أصحاب أبي علي يالفارسي النحوي قدم بغداد سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة وروى بها كتاب انتهاز الفرص في تبيين المقلوب من كلام العرب من تصنيفه قرأه عليه عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي ورواه عنه وقرئ عليه مسند الروياني وتكلموا فيه من قبل مذهبه كذا قاله ابن النجار قلت : لعله كان معتزلياً .
قال ياقوت : له كتاب أبنية الأفعال وكتاب الشامل في اللغة كبير كتاب شرح الفصيح حسن .
وكان ينخرط في سلك ندماء الصاحب ابن عباد ثم استوحش من خدمته وتمادت به أحوال شتى حتى علق غلاماً من الديلم يقال له البركاني واتفق للغلام أنه أحرم بالحج ولم يجد هو بداً من موافقته ومرافقته حتى بلغا الميقات فلما أخذ في التلبية قال : لبيك اللهم لبيك والبركاني ساقني إليك وكان يواصل إنشاد هذين البيتين : .
مليح الدلّ والغنج ... لك سلطانٌ على المهج