فلم أر النصف محلوقاً فعدت له ... مهنئاً بالذي منها له وهبا .
فقام ينشدني والدمع يخنقه ... بيتين ما نظما ميناً ولا كذبا .
" إذا أتتك لحلق الذقن طائفةٌ ... فاخلع ثيابك منها ممعناً هربا .
وإن أتوك وقالوا أنها نصف ... فإن أطيب نصفيها الذي ذهبا .
ابن الشيخ علي الحريري محمد بن علي هو ابن الشيخ علي الحريري رجل صالح دين خير ومن محاسنه أنه كان ينكر على أصحاب والده ويأمرهم باتباع الشريعة ولما مات أبوه طلبوا منه الجلوس في المشيخة فشرط عليهم شروطاً لم يقدر أصحابه على اشتراطها فتركهم وانعزل عنهم .
وتوفي بدمشق في سنة إحدى وخمسين وست مائة ودفن عند الشيخ رسلان عاش سبعاً وأربعين سنة .
أبو الفتح الأنصاري المقرئ محمد بن علي بن موسى شمس الدين ابو الفتح الأنصاري لم يشتهر إلا بكنيته .
كان فاضلاً عارفاً بالقرآن تفرد بذلك في وقته وكان يقرئ بتربة أم الصالح بدمشق .
توفي سابع عشر صفر سنة سبع وخمسين وست مائة وانتفع الناس به .
نجيب الدين السمرقندي الطبيب محمد بن علي بن عمر السمرقندي نجيب الدين .
قال ابن أبي أصيبعة : طبيب فاضل بارع له كتب جليلة وتصانيف مشهورة قتل مع جملة من الناس الذين قتلوا بهراة لما دخلها التتار وكان معاصراً لفخر الدين الرازي ولنجيب الدين السمرقندي من الكتب كتاب أغذية المرضى قسمه على حسب ما يحتاج إليه في التغذية لكل واحد من سائر الأمراض كتاب الأسباب والعلامات جمع لنفسه ونقله من القانون لأبي علي ابن سينا ومن المعالجات البقراطية وكامل الصناعة كتاب الأقراباذين الكبير وكتاب الأقراباذين الصغير انتهى كلامه ولم يذكر وفاته .
الحاكمي الخوارزمي محمد بن علي بن أحمد الحاكمي الخوارزمي ابو عبد الله .
مات في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة فقيه خطيب واعظ شاعر كاتب أديب أريب صنف كتاب فتح منقشلاغ ومدح فيه الملك المظفر أتسز خوارزمشاه ووصف أخلاقه ومحاسنه .
ومن شعره : .
أيحسب الناس أن المجد مجان ... وهل يملك بالمجان مرجان .
ما أعوز المجد مجاناً بلا ثمنٍ ... المجد علقٌ وللأعلاق أثمان .
المجد أبعد شأواً أن يفوز به ... بغير وكدٍ وكد النفس إنسان .
بأين عدوك تسلم من غوائله ... بالبعد لا تحرق الأشياء نيران .
ولا يغرنك إطراقٌ يريك به ... تناوماً فضجيج الحقد يقظان .
ولا تفه بكلام لست تأمنه ... فربما كان للحيطان آذان .
واجز الكريم إذا أسدى إليك يداً ... وإن الجزاء على الإحسان إحسان .
الصاحب فخر الدين ابن حنا محمد بن علي بن محمد بن سليم المصري الشافعي هو الوزير فخر الدين ابو عبد الله ابن الصاحب بهاء الدين ابن القاضي السديد ابن حنا .
سمع من أبي الحسن ابن المقير وحدث ودرس بمدرسة والده وعمر رباطاً كبيراً بالقرافة ووقف عليه ما لم يقم بالفقراء وكان ديناً فاضلاً محباً للخير وهو والد الصاحب تاج الدين وقد مر ذكره وشيعه خلق كثير روى عنه الدمياطي وكانت وفاته سنة ثمان وست مائة .
وله نظم من خط شمس الدين الجزري : ومن نظم الصاحب فخر الدين ما أنشدنا شيخنا شرف الدين الدمياطي قال : أنشدنا المذكور لنفسه : .
من يسمع العذل في من وجهها قمرٌ ... فذاك عندي ممن لبه فقدا .
لو شاهدت عذلي ما تحت برقعها ... من الجمال لماتوا كلهم شهدا .
روحي الفداء لمن عشاقها قتلت ... فكم أسيرٍ لها ما يفتدى أبدا .
من علم الغصن لولا قدها ميساً ... وعلم الظبي لولا جيدها غيدا .
وأنشدنا له : .
أنا مرسلٌ للعاشقين جميعهم ... من مات منهم وافياً من أمتي .
فله الشهادة كلها ولي الهنا ... إذ كان ممن قد غدا في زمرتي .
قلت : ولما مات رثاه البوصيري قيل أنه كتبها على قبره هي : .
نم هنيئاً محمد بن عليٍ ... لجميلٍ قدمت بين يديكا .
كنت عوناً لنا على الدهر حتى ... حسدتنا يد المنون عليكا .
أنت أحسنت في الحياة إلينا ... أحسن الله في الممات إليكا