قال الشيخ شمس الدين : فلما كان بعد ذلك بنى الصاحب تقي الدين توبة بن علي بن مهاجر التكريتي في حيطان التربة خمس دكاكين وادعى أنه ابن عمه .
قال أبو المظفر ابن الجوزي : بلغ قيمة ما خلف الصاحب كمال الدين ثلاث مائة ألف دينار وأراني الملك الأشرف سبحةً فيها مائة حبة مثل بياض الحمام يعني من التركة .
وكانت وفاته في سنة أربع وثلاثين وست مائة .
سبط الشاطبي محمد بن علي بن شجاع محيي الدين ابو عبد الله القرشي سبط الشيخ الشاطبي صاحب القصيدة .
كان عنده أدب وله فضل ونظم ونثر حسن الأخلاق طيب العشرة ووالده الحاج كمال الدين الضرير كان من الصلحاء الفضلاء .
توةفي محيي الدين بالقاهرة سنة ست وسبعين وست مائة ودفن بالقرافة الصغرى ومولده سنة أربع عشرة وست مائة .
الشيخ محيي الدين ابن عربي محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الشيخ محيي الدين أبو بكر الطائي الحاتمي الأندلسي المعروف بابن عربي صاحب المصنفات في التصوف وغيره .
ولد في شهر رمضان سنة ستين وخمس مائة بمرسية . ذكر أنه سمع بمرسية من ابن بشكوال وبإشبيلية وبمكة كتاب الترمذي وسمع بدمشق وبغداد .
وسكن الروم يقال : أنه ركبه صاحب الروم يوماً فقال : هذا بدعوة الأسود فسئل عن ذلك فقال : خدمت بمكة بعض الصلحاء فقال يوماً : الله يذل لك أعز خلقه أو كما قال . وقيل : إن صاحب الروم أمر له بدار تساوي مائة ألف درهم على ما قيل فلما كان يوماً قال له بعض السؤال : شيء لله ! .
فقال : ما لي غير هذه الدار خذها لك ! .
قال ابن مسدى في جملة ترجمته : كان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الاعتقادات وكتب لبعض الولاة ثم حج ولم يرجع إلى بلده وروى عن السلفي بالإجازة العامة وبرع في علم التصوف وله فيه مصنفات كثيرة ولقي جماعة من العلماء والمتعبدين وأخذوا عنه .
قال الشيخ شمس الدين : قال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام : هذا شيخ سوء كذاب يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجاً هكذا حدثني شيخنا ابن تيمية الحراني به عن جماعة حدثوه عن شيخنا ابن دقيق العيد أنه سمع الشيخ عز الدين يقول ذلك وحدثني بذلك المقاتلي ونقلته من خط أبي الفتح ابن سيد الناس أنه سمعه من ابن دقيق العيد انتهى .
قلت : وقفت على كتابه الذي سماه الفتوحات المكية لأنه صنفه بمكة وهو في عشرين مجلدة بخطه فرأيت أثناءه دقائق وغرائب وعجائب ليست توجد في كلام غيره وكأن المنقول والمعقول ممثلان بين عينيه في صورة محصورة يشاهدها متى أراد أتى بالحديث أو الأمر ونزله على ما يريده وهذه قدرة ونهاية إطلاع وتوقد ذهن وغاية حفظ وذكر ومن وقف على هذا الكتاب علم قدره وهو من أجلّ مصنفاته .
وأخبرني الشيخ فتح الدين إجازة ومن خطه نقل قال : سمعت شيخنا الإمام أبا الفتح القشيري يقول : سألت الشيخ عز الدين ابن عبد السلام عن الشيخ أبي بكر ابن العربي فقال فقال : شيخ سوء كذاب مقبوح يقول بقدم العالم ولا يرى تحريم الفرج فسألته عن كذبه فقال : كان ينكر تزويج الإنس بالجن ويقول : الجن روح لطيف والإنس جسم كثيف لا يجتمعان ثم زعم أنه تزوج امرأة من الجن وأقامت معه مدة ثم ضربته بعظم جمل فشجته وأرانا شجة بوجهه وبرئت .
وسمعته يقول : خرج ابن العربي وابن سراقة من هذا الباب على هذه الهيئة انتهى . وقد ذكر فيه في المجلدة الأولى عقيدته فرأيتها من أولها إلى آخرها عقيدة الشيخ أبي الحسن الأشعري ليس فيها يخالف رأيه وكان الذي طلبها مني بصفد وأنا بالقاهرة فنقلتها أعني العقيدة لا غير في كراسة وكتبت عليها : .
ليس في هذه العقيدة شيءٌ ... يقتضيه التكذيب والبهتان .
لا ولا ما قد خالف العقل والنقل الذي قد أتى به القرآن .
وعليها للأشعري مدارٌ ... ولها في مقاله إمكان .
وعلى ما ادعاه يتجه البحث ويأتي الدليل والبرهان .
بخلاف الشناع عنه ولكن ... ليس يخلو من حاسدٍ إنسان