شهد فتح القدس مع السلطان صلاح الدين وكان له يومئذ ثلاث وثلاثون سنة واسمه على قبة النسر في التثمين بخط كوفي أبيض وخطب أول جمعة في القدس تلك الخطبة البليغة ولم يكن استعد لها بل خرج إليه وقد أذن المؤذنون على السدة رسالة السلطان أن يخطب ويصلي بالناس وهذا مقام صعب وقد ذكرها ابن خلكان في تاريخه .
وجرت له قضية مع الإسماعيلية بسبب قتل شخص منهم فلذلك فتح له باب سر إلى الجامع من داره التي بباب البريد لأجل صلاة الجمعة .
وكان ينهى عن الاشتغال بكتب المنطق والجدل وقطع مجلدات في مجلسه من ذلك .
وكان قد تظاهر بترك النيابة عن القاضي ابن أبي عصرون فأرسل إليه السلطان صلاح الدين مجد الدين ابن النحاس والد العماد عبد الله الراوي وأمره أن يضرب علي علامته في مجلس حكمه فلزم بيته حياء واستناب ابن أبي عصرون الخطيب ضياع الدين الدولعي وأرسل إليه الخليفة بالنيابة مع البدر يونس الفارقي فرده وشتمه فأرسل إلى جمال الدين ابن الحرستاني فناب عنه ثم توفي ابن أبي عصرون وولي محيي الدين القضاء وعظمت رتبته عند صلاح الدين وسار إلى مصر رسولاً من الملك العادل إلى العزيز ومكاتبات القاضي الفاضل إليه مجلدة كبيرة .
ولما فتح السلطان مدينة حلب سنة تسع وسبعين وخمس مائة أنشده القاضي محيي الدين قصيدة بائيةً أجاد فيها ومنها : .
وفتحك القلعة الشهباء في صفر ... مبشرٌ بفتوح القدس في رجب .
فكان فتوح القدس كما قال لثلاث بقين من شهر رجب سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة فقيل لمحيي الدين : من أين لك ذلك ؟ فقال : أخذته من تفسير ابن برجان في قوله تعالى : " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين " .
ووفاته في سابع شعبان سنة ثمان وتسعين وخمس مائة .
أبو المفاخر النوقاني الشافعي محمد بن علي بن نصر بن أبي سعيد النوقاني أبو المفاخر الفقيه الشافعي .
درس الفقه بنيسابور على محمد بن يحيى وأقام عنده حتى حصل قطعة صالحة من المذهب والأصول والخلاف وقدم بغداد واستوطنها إلى أن مات .
وحضر عنده الفقهاء وعلقوا عنه طريقته في الخلاف وجدلاً ألفه وولي مدرسة أم الإمام الناصر .
وكان عالماً كاملاً نبيلاً له اليد الباسطة في المذهب والخلاف وله يد في التفسير والمنطق وعقد مجالس الوعظ قديماً .
قال ابن النجار : وأكثر الفقهاء والمدرسين ببغداد من الشافعية والحنابلة تلاميذه وكان مع ذلك صالحاً ديناً حافظاً لأوقاته لا يضيع منها ساعة في غير أشغال أو اشتغال أو مطالعة أو نسخ وكان فيه مروءة وسخاء وبذل لما في يده حدث ببغداد بكتاب الأربعين لشيخه محمد بن يحيى .
توفي سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة .
قاضي أسيوط أبو البركات محمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن القاضي أبو البركات الأنصاري الموصلي الشافعي .
ولي القضاء بأسيوط زيادةً على عشرين سنة وبحماة مدة ثمان سنين أيام نور الدين وجمع كتاباً سماه عيون الأخبار وغرر الحكايات والأشعار وجمع أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً في أربعين مدينة وخرج معجم النساء .
وفي سنة ست مائة كانت وفاته .
نظام الدين ابن الخروف محمد بن علي بن يوسف نظام الدين ابن الخروف القيسي القرطبي الشاعر مات في سنة أربع وست مائة متردياً في جب بحلب .
كتب إلى القاضي بهاء الدين ابن شداد يطلب منه فروة : .
طلبت مخافة الأنوا ... ء من نعماك جلد أبي .
حلبت الدهر أشطره ... وفي حلبٍ صفا حلبي .
وبعضهم يقول فيه : علي بن محمد بن علي وسيأتي ذكره في مكانه .
قاضي أربل الكفرعزي محمد بن علي بن محمد بن الجارود أبو عبد الله الماراني - بالنون بعد الألف - الكفرعزي قاضي أربل .
كان عالماً متصوناً جاوز الثمانين ووفاته سنة تسع وعشرين وست مائة . من شعره... .
الصاحب كمال الدين ابن مهاجر محمد بن علي بن مهاجر الصاحب كمال الدين أبو الكرم الموصلي .
قدم دمشق وسكنها وسمع وروى . قال نجم الدين ابن السائق : سكن في دار ابن البانياسي وشرع في الصدقات وشراء الأملاك ليوقفها وكان اتفق مع والدي على عمل رصيف عقبة الكتان وقال : تجيء غداً وتأخذ دراهم لعملها فلما أصبح بعث إليه الأشرف جرزة بنفسج وقال : هذه بركة السنة فأخذها وشمها فكانت القاضية وأصبح ميتاً فورثه السلطان وأعطوا من تركته ألف درهم فاشتروا له تربة في سوق الصالحية