له لطافة أخلاقٍ تعلم من ... لا يعرف الوجد كيف الذل والحرب .
ولحظه الضيق الأجفان وسع لي ... هموم وجدٍ لها في أضلعي لهب .
سيوف أجفانه المرضى إذا نظرت ... تفري الجوانح لا الهندية القضب .
إذا انثنى سلب الألباب معطفه الب ... ادي التأود لا الخطية السلب .
وإن بدا فبدور الأفق من خجلٍ ... ترخى على وجهها من سحبها نقب .
يا برق لا تبتسم من ثغره عجباً ... قد فات معناك منه الظلم والشنب .
ويا قضيب النقا لو هز قامته ... لكنت تسجد إجلالاً وتقترب .
شمعي ضيا فرقه والورد وجنته ... والريق خمري لا ما يعصر العنب .
ومذ رشفت لماه وهو مبتسم ... ما راق لي بعده خمرٌ ولا حبب .
؟ ابن عبد الهادي .
المسند شمس الدين ابن قدامة محمد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المسند شمس الدين أبو عبد الله المقدسي أخو العماد . كان شيخاً معمراً أجاز له السلفي وشهدة الكتابة وهو آخر من روى عنها بالإجازة روى عنه الدمياطي وغيره .
وتوفي سنة ثمان وخمسين وست مائة شهيداً بيد التتار في قرية ساوية من نابلس ودفن بها وقد نيف على المائة .
ابن عبد الواحد .
صريع الدلاء محمد بن عبد الواحد صريع الدلاء وقتيل الغواشي والثاني عندي أحسن لأمرين : لأنه في الغواشي ما في الدلاء من المعنى المراد ولأن الغواشي أكثر شبهاً في اللفظ بالغواني من الدلاء لأنهم قابلوا به صريع الغواني وهو مسلم بن الوليد الشاعر الفحل كما قالوا صر بعر مقابلة لصر در .
ذكره ابن النجار فقال : بصريّ سكن بغداد وكان شاعراً ماجناً مطبوعاً يغلب على شعره الهزل والمجون عارض مقصورة ابن دريد بمقصورةٍ مجن فيها جاء منها : .
من لم يرد أن تنتقب نعاله ... يحملها في كمه إذا مشى .
من دخلت في عينه مسلةٌ ... فاساله من ساعته عن العمى .
من أكل الفحم تسود فمه ... وراح صحن خده مثل الدجا .
من صفع الناس ولم يدعهم ... أن يصفعوه فعليهم اعتدى .
من ناطح الكبش تعجر رأسه ... وسال من مفرقه شبه الدما .
من طبخ الكرش ولا يغسله ... سال على شاربه منه الخرا .
من فاته العلم وأخطاه الغنى ... فذاك والكلب على حدٍ سوى .
من طبخ الديك ولا يذبحه ... طار من القدر إلى حيث يشا .
قال بعضهم : إن هذا البيت خير من مقصورة ابن دريد فإنه حكمة بالغة .
والدرج يلفى بالغشاء ملصقاً ... والسرج لا يلصق إلا بالغرى .
والذقن شعرٌ في الوجوه نابتٌ ... وإنما الاست التي تحت الخصى .
توفي سنة اثنتي عشرة وأربع مائة . ومن شعر صريع الدلاء يمدح فخر الملك : .
كيف نلقى بؤساً ودولة فخر ال ... ملك فينا تعم بالإنعام .
هكذا ما بقي الجديدان يبقى ... للتهاني مملكاً ألف عام .
كل يومٍ لنا بنعماك عيدٌ ... لا خلت منه سائر الأيام .
فله الأنعم الجسام اللواتي ... هي مثل الحياة في الأجسام .
لم يزل يطلب المحامد والعل ... ياء بين السيوف والأقلام .
فلقد نال بالعزائم مجداً ... لم ينل مثله بحد الحسام .
أدرك النجم قاعداً وسواه ... عاجزٌ أن يناله من قتام .
لم يزل جوده يعطعط بالإف ... ضال مذ كان في قفا الإعدام .
فهو في حبه المكارم والجو ... د يرى الآملين في الأحلام .
قد كفتنا غيوث كفيه أن نبسط كفاً إلى سؤال الغمام .
ورضعنا لديه در الأماني ... ونظمنا لديه در الكلام .
قلت : مديح جيد وشعر عذب .
أبو صاحب الشامل محمد بن عبد الواحد بن محمد أبو طاهر البيع البغدادي المعروف بابن الصباغ الفقيه الشافعي . قال الخطيب : كتبنا عنه وكان ثقة درس الفقه على أبي حامد الأسفراييني وهو والد أبي نصر صاحب الشامل .
توفي سنة ثمان وأربعين وأربع مائة