أبو جعفر محمد بن عبد العزيز يكنى أبا جعفر هجا العباس ابن محمد الهاشمي وكان سميناً ضخماً ومعه أخ له مثل البندقة فشكاه العباس إلى المأمون فأمر بصلبه على خشبة عند الحبس يوماً إلى الليل فصلب فلما أنزل عنها دعا بحمال ليحملها فقيل له : ما هذا ؟ فقال : أول حملان حملني عليه أمير المؤمنين لا أضعيه وحملها فباعها بثلثة دراهم فاشترى منها تيناً وعنباً لصبيانه فرفع خبره إلى المأمون فضحك وأمر له بخمسة آلاف درهم ثم اتخذ اسحق ابن إبراهيم بعد ذلك مؤدباً لولده والشعر الذي هجا به العباس بن محمد هو قوله : .
كتب عند الجسر مختبياً ... حين ولى الليل والغلس .
إذا أتاني راكب عجل ... قد علاه البهر والنفس .
قال هل جازتك قنبلة ... حولها الأجناد والحرس .
قلت مرت بي قلنسوة ... فوق سرج تحتها فرس .
حشوها شونيز معها ... دنفخ في ظهره قعس .
ابن حسون الشافعي محمد بن عبد العزيز بن حسون أبو طاهر الاسكندري الفقيه الشافعي شيخ جليل معمر توفي سنة تسع وخمسين وثلث ماية .
السوسي الشاعر محمد بن عبد العزيز أبو عبد الله السوسي ثم البصري الشاعر كان ظريفاً ماجناً ذكر أنه ورث مالاً جزيلاً من أبيه فأنفقه في اللهو واللعب والعشرة وافتقر وله القصيدة السايرة التي أولها : .
الحمد لله ليس لي بخت ... ولا ثياب يضمها تخت .
كان في الموصل سنة ثلث وخمسين وبعدها موجوداً وهو حي يرزق قال ابن الزمكدم : كان له منظر حسن فلمته على ما خرق بنفسه في قصيدته فقال : اسمع عذري في ذلك وما كان من خبري حتى عملت هذه القصيدة فإني ورثت من أبي مالاً جزيلً فلم أدع فنوناً من اللعب والولع ببغداد إلا دخلت فيها قبيحاً وجميلاً وعاشرت الملوك والرؤساء والخاصة والعامة حتى لم يبق لي درهم ولا دينار ولم يبق لي أثاث ولا عقار فخلوت بنفسي وقلت : أنا شاعر وإن لم أعمل شعراً اختلب به قلوب الخاصة والعامة لم يكن لي ذكر فعملت هذه القصيدة فنفقت على الناس وطلبت وكان سبب ذكري في كل محفل وانتشار اسمي في كل ناد ومجلس وله في صفة الجسر : .
شبهت دجلة واسط ... والجسر فيها ذو امتداد .
بطراز ثوب أسود ... أو مثل سطر من مداد .
ابن الصباح الصوفي محمد بن عبد العزيز بن الصباح أبو منصور .
الهمذاني الصوفي أحد مشايخ وقته كان صدوقاً ثقة أنفق أموالاً لا تحصى على وجوده البر توفي سنة اثنتين وثلثين وأربع ماية .
النيلي الشافعي محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن النيلي الشافعي من كبار أيمة خراسان كان إماماً فقيهاً زاهداً عابداً كبير القدر له شعر عمر ثمانين وحدث عن أبي أحمد الحاكم وغيره وأملي مدة وله ديوان شعر توفي سنة ست وثلثين وأربع ماية ومن شعره .
العجلي المروزي محمد بن عبد العزيز بن أبي سهل أبو طاهر العجلي المروزي البند كاني وبندكاني من قرى مرو كان إماماً مفتياً مناظراً بهي المنظر كثير المحفوظ تفقه على سهل بن عبد الله السرخسي وتوفي سنة ثلث وعشرين وخمس ماية .
ابن المعلم محمد بن عبد العزيز ابن المعلم أوحد وزراء المعتضد ومن شعره ما أورده صاحب الذخيرة : .
لو كنت صادقة رحلت إلى الصبي ... وخضبت شيبي بالشباب كحيلا .
سقياً لعهدك والشباب ملاءة ... تثني عيون الحور عني حولا .
أيام أمرح في الصبابة خالعاً ... رسني وأسحب في المجون ذيولا .
وأصيد بين حمايلي وحبايلي ... صيداً وغيداً ما يدين قتيلا .
منها : .
فارح جيادك فهي اطلاح السرى ... وقد الجيوش إلى العدى أسطولا .
دهماً تخال البيض في أوساطها ... بلقاً وفي أطرافها تحجيلا .
فرعت باسياط الرياح فأسرعت ... في الماء تعمل كلكلاً وتليلا .
ومن شعره : .
نجوم الراح في أفلاك راح ... مشارفها المطرفة الدقاق .
وشذر تسمع الألفاظ منه ... كما نفضت من الدر الحقاق .
وأفصح من أبان السحر عنه ... يد نيطت بها قدم وساق