هبة الله بن علي بن هبة الله بن محمد بن الحسن مجد الدين أبو الفضل بن الصاحب أُستاذ دار المستضيء بأمر الله انتهت غليه الرئاسة في زمانه وولي حجابة الباب في أيام المستنجد وبلغ رُتبة الوزراء ووُلي وعُزِل وماج الرفضُ في أيامه وشَمَخَت المبتدِعة ولما بويع الناصر قرّبه وحكّمه في الأمور ثم إن بعض الناس سعى به فاستُدعِيَ إلى دار الخلافة وقُتِل بها في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وعُلِّق رأسُه على باب داره وكان سيىء الطريقة يرتكب المعاصيَ بخيلاً خسيسَ النفس ساقِطَ المروءة مذموم الأفعال كان إاذ رجع من متصيِّده وقد صحبه شيء من لحوم الصيد قطع راتبَه من اللحم واجتزأ بلحم الصيد عنه ولم يقدر أحٌ على أن يأكل له لقمةً ولا ينتفع من ماله بشيء ولما هلك خَلَّف من الأموال شيئاً كثيراً وكان رافضياً محترفاً شديدَ التعصّب لهوائه مُعلناً بغُلَوائِه ظهر بسببه سبُّ الصحابة Bهم على السنة الفَسَقة الرافضة مُجهراً في الأسواق وفي المشاهد والمزارات ولم يجسُر أحدٌ من أهل السنّة إنكار ذلك لا بيده ولا بلسانه خوفاً من بَطشه وبأسه قال محب الدين بن النجار : أنشدني أبو الفتوح عبدُ الواحد بن عبد الوهاب شيخ الشيوخ من حفظه قال : أنشدني ابو الفضل هبة الله بن علي بن الصاحب أُستاذ دار العزيزة هذه الأبيات وقال : أنشدها للملك صلاح الدين صاحب الشام : .
خطبتَ إلى قلبي الوفاء وإنَّني ... بع عند غَدر النائبات كفيلُ .
وأوليتَني الوُدَّ الذي أنتَ أهله ... وما الناسُ إلاّ قاطعٌ ووصول .
فدونك وُداً لا تزالُ غصونُه ... تميدُ اشتياقاً نحوكم وتميل .
إذا غيرُهُ أبدَى الخفاء تَطَلَّعَت ... له غُرَرٌ ما تنقضي وحُجول .
يَزيدُ على مَرّ الليالي تَجَدُّداً ... ويبقى على الأيام وهي تَزول .
وحُكى أنه رُئيَ في المنام في الليلة التي قُتل في صبحيتها كأنه يَشبِر عُنقَه ويقدرها بيده فأصبح وقصّ منامه على رجلٍ ضريرٍ كان يعبر الرؤيا ولم يقل له : أنه رآه بنفسه فقال له : إنّ هذا الرائي لهذا المنام يُقتل وتحَزُّ رَقبَتَهُ لأن الله تعالى يقول : " فقُتِل كيف قَدَّر ثم قُتل كيف قَدَّر " .
أبو الغنائم بن أثُردي .
هبة الله بن علي بن الحسين بن أثردي الطبيب البغدادي وهو أبو علي بن هبة الله بن أثردي الطبيب وقد تقدم ذكره في حرف العين وهذا هبة الله أبو الغنائم من أهل بغداد متميّزٌ في الطِّب والحكمة فاضلٌ في صناعته مشهورٌ بجودة العلم والعمل له تعاليق طبيّة وفلسَفِية وله مقالة في أن اللذّة في النوم أي وقتٍ توجد .
البُوصيري .
هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت بن هاشم بن غالب بن ثابت الأنصاري الخزرجي أمين الدين أبو القاسم وأبو الكرم البوصيري ويُدعى سيّد الأهل كان أديباً كاتباً له سماعات عالية ورواية تَفَرَّد بها وألحق الأصاغر بالأكابر في عُلوّ الإسناد ولم يكن في آخر عصره في درجته مثله وسمع بقراءة الحافظ السِلفي وإبراهيم بن حاتم الأسدي على أبي صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني إمام الجامع العتيق بمصر وسمع عليه الناس واكثروا ورحلوا إليه وكان جدّه مسعود قدم من المُنَستير إلى بوصير فأقام بها إلى أن عُرِف فضله في دولة الفاطميين فطُلِب إلى مصرَ وكتب في ديوان الإنشاء ووُلِدَ أبو القاسم المذكور سنة ست وخمسمائة . وتوفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ودفن بسفح المقَطَّم .
ابن عَرّام .
هبة الله بن عليّ بن عَرام بعين مهملة مفتوحةٍ وراءٍ مشدّدةٍ وبعد الألف ميم أبو محمد الرَّبَعي الأُسواني كان أشعرَ من ابن عمّه السديد وكان فهماً جريئاً ماضيَ العزم ذكره العماد الكاتب في الخريدة وابن ميسَّر في تاريخ مصر وتوفي سنة خمسين وخمسمائة ومن شعره : .
كم عَذَلوه على بِغاه ... شُحّاً عليه فما أصاخا .
ولو رأى في الكنيف أيراً ... لغاصَ في إِثرِهِ وَساخا .
أَعياهُمُ داؤُه صَبِياً ... واستيأَسوا منه حين شاخا .
ومنه : .
إذا حصَلَ القُوتُ فاقنَع به ... فإنّ القَناعةَ للمَرءِ كَنزُ .
وصَن ماءَ وجهِك عن بَذلِهِ ... فإنّ الصِّيانةَ للوجه عِزّ