هبة الله بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عمر بن هارونَ المجلي أبو نصرٍ من أهل باب البصرة قرأ بالروايات على الحسن بن غالب بن المبارك والحسن بن أحمد بن البنّاء ومحمد بن علي بن مُوسى الخيّاط وأحمد بن الحسن بن أحمد اللحياني وأحمد بن الحسين القطان المقدسي وغيرهم وسمع الكثير من الشرفاء أبي الحسين محمد بن علي بن المُهتدي وابي الغنائم عبد الصَّمد بن علي بن المؤمون وابي نصرٍ محمد بن محمد بن علي الزينبي وجماعة وأكثر عن أصحاب أبي الحسن بن مَخلدٍ وابي علي بن شاذان وأبي القاسم بن بشران وعمن دونهم من أصحاب أبي طالب بن غيلان وأبي القاسم التنوخي وأبي محمدٍ الجوهري وجمع مجموعات كثيرةً في فنون عديدة وأشأ خُطَباً وحدث باليسير ومات شاباً سنة ثمانٍ وثمانين وأربعمائة ومولده سنة ثلاث واربعين وأربعمائة وله من الكتب : " كتاب الخُطب من إنشائه " " كتاب مُسند الشعراء " . " كتاب أخبار الخليل بن أحمد " " كتاب كتمان السرّ " .
الشُرَيحيّ البزّاز .
هبة الله بن علي بن سعيد بن خَلَفٍ الشُرَيحي أبو تُراب البزاز سمع القاضي أبا العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وأبا علي الحسين بن الحسين بن دُرما النِّعالي وغيرهما وكان أديباً شاعراً وحدث باليسير وتوفي سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وكان يتشيّع ومن شعره : .
إن كان قيسُ بنُ المُلوّح غالَهُ ... في حبِّ ليلَى العامِريّة غُولُ .
فلقد لَقِيتُ بحبِّ مَن سَفَكَت دَمي ... بلحاظِها ما الخَطبُ فيه يطول .
أبكي كما تبكي ويسمَحُ خاطري ... نظماً ونثراً في الهوى فأقول .
ونجا من العُذال منها هارباً ... وأقام عندي كاشحٌ وعَذول .
؟ أوحد الزمان الطبيب .
هبة الله بن علي بن مَلكا أبو البركات الطبيب الفاضل كان يهودياً وسكن بغداد وأسلم في آخر عُمره خدم المستنجد ودخل يوماً على الخليفة فقام الحاضرون سِوى قاضي القضاة فإنه لم يقُم له فقال : يا أمير المؤمنين إن كان القاضي لم يوافق الجماعة لِكوني على غيرِ ملتِه فأنا اُسلِم ولا يَنقِصني فأسلم وكان له اهتمامٌ بالغٌ في العلوم وفطرةٌ فائقة وكان مبدأ تعلمه الطبَّ أن أبا الحسن سعيد بن هبة الله كان له تصانيفُ وتلامذةٌ وكان لا يُقرىء يهودياً وكان أوحد الزمان يشتهي أن يقرأ عليه وثقل عليه بكل طريقٍ فما مَكَّنه وكان يتخادم للبواب ويجلس في الدهليز فلما كان بعد سنةٍ جرت مسألة وبحثوا فيها ولم يتّجه لهم عنها جوابٌ فدخل وخدم الشيخ وقال : يا سيدنا بإذنك أتكلم . فقال : قل فأجاب بشيءٍ من كلام جالينوس و قال : يا سيدنا هذا جرى في اليوم الفلاني في ميعاد فلان فاستعلم حاله فأوضحه فقال : إذا كنتَ كذا فما نَمنَعُك فقرَّبَه وصار من أجلّ تلامذته وكان في بغداد مريضٌ بالمالنخوليا يعتقِدُ أن رأسه دَنّاً وأنّه لا يفارقه فيتحايد السُّقوفَ القصيرةَ ويُطَأطىء رأسَه فأحضرَه أبو البركات عنده وأمر غلامَه أن يرمِي دَنَّا بقرب رأسه وأن يضربه بخشبةٍ يكسره فزال بذلك الوَهمُ عن الرجل وعُوفي وأصرَّ أبو البركات في آخر عمره وكان يُملي على الجمال بن فضلان وعلى ابن الدهان المنجم وعلى يوسف والد عبد اللطيف وعلى المهذب النقاش " كتاب المعتبَر " وهو كتاب جيد وله مقالة في سبب ظهور الكواكب ليلاً وخفائها نهاراً واختصار " التشريح " و " كتاب القارباذين " ومقالة في الدَّواء الذي ألفه وسمّاه بَرشَعثاً ورسالة في العقل وغير ذلك ومن تلامذته : المهذَّب بن ميل وتوفي في حدود الستيّن وخمسمائة وقد مرَّ ذِكرٌ في ترجمة ابن التلميذ هبة الله بن صاعد وعاش ثمانين سنةً وكان كثيراً ما يلعَنُ اليهودَ فقال مرة بحضور ابن التلميذ : لعن الله اليهود فوجم لذلك وعرف أنه عناهُ .
مجد الدين أستاذ دار ابن الصاحب