يا ذا الذي بعذابي ظَلَّ مُفتخراً ... هل أنتَ إلاّ مليكٌ جارَ فاقتَدَرا .
لولا الهَوى لتجارَينا على قَدَرٍ ... وإن أُفق مرةً منه فسوف ترى .
وقال ابن أكتم : ما أحسنَ أحدٌ إلى آل أبي طالب ما أحسن إليهم الواثق ما مات وفيهم فقير وكان ابن ابي دُؤاد قد استولى على الواثق وحمله على التشدّد في المحنة بالقول بخلق القرآن ويقال : إن الواثق رجع قبل موته عن القول بخلق القرآن وقال عبيد الله بن يحيى : إبرؤاهيم بن أسباط السَّكَن قال : حُمِل ممن حُمِل رَجُلٌ مكبَّلٌ بالحديد من بلاده فاُدخِل فقال ابن أبي دُؤاد : تقول أو أقول ؟ قال : هذا من أوّل جوركم أخرجتم الناسَ من بلادهم ودعوتموهم إلى لا شيء لا بل أقول قال : قل والواثق جالس فقال : أخبرني عن هذا الرأي الذي دعوتم إليه الناسَ أعلمه رسول الله A فلم يدعُ الناسَ إليه أم شيء لمم يعلمه قال : فبُهِتُوا واستضحك الواثق وقام قابضاً على فمه ودخل بيتاً ومدّ رِجلَيه وهو يقول : وسعَ النبي A أن يسكت عنه ولم يَسَعنا فأمر أن يُعطى ثلاثمائة دينار وأن يُردَّ إلى بلده وقال زُرقان بن أبي دُؤاد : لما احتُضِر الواثق جعل يردِّد هذين البيتين : .
الموت فيه جميعُ الخَلق مشترِكٌ ... لا سُوقةٌ منهُمُ يبقى ولا مَلِكُ .
ما ضرَّ أهل قليل في تفاقُرهم ... وليس يُغنى عن الأملاك ما مَلكوا .
ثم أمر بالبُسُط فطُوِيَت من تحته وألصق خدَّه بالأرض وجعل يقول : يا من لا يزول مُلكُه وكان في سنة اثنتين ومائتين قد صادر الدواوين وسَجَنهم وضرب أحمد بن أبي إسرائيل ألف سَوطٍ وأخذ منه ثمانين ألف دينار ومن سليمان بن وهب كاتب الأمير أيتاخ أربعمائة ألف دينار ومن أحمد بن الخصيب وكاتبه ألف ألف دينار ويقال إنه أخذ من الكتّاب في هذه السنة ثلاثة آلاف ألف دينار : وقال محمد بن عبد الملك يرثي الواثق : .
سَقَى قَبرَك الهاطل المُسبَلُ ... وجادت لك الدِيَمُ الحُفَّلُ .
وأسكَنَكَ الله خُلدَ الجِنان ... وجاوَرَك المُصطَفى المُرسَل .
فقد بِنتَ منا على حاجةٍ ... وهل يُدفَعُ القَدَرُ المُنزَل .
وذلك من خَيرةٍ ساقها ... إليك إلهك لا تُجهَل .
أخو الواثق بالله .
هارون بن محمد المعتصم وهو أخو أمير المؤمنين الواثق سُمى باسم أخيه وهو غيره كان المُعتزّ يزعم أنّ شعره كثير ولكنه لم يكن يُظهِره ومن شعره وقد عبث بغلام فقال دَعنا : .
وغَزالٍ إذا تتنَّيتُ يوماً ... فهو لا غيرُه الذي أتمنى .
يتجنّى فإن نَطَقتُ بعُذرٍ ... رَدَّه ظالماً له وتظَنّى .
أيها اللائم العيونَ إذا أب ... صَرنَ من وجهه جمالاً وحُسنا .
أَخرِجِ السِّحر من جفونك عنّا ... ثمّ إن لم ندَعك نحن فدَعنا .
ومنه : .
وشادنٍ يفضَح بدر الدجا ... والبدرُ في ليلته يزهَرُ .
يجحَد أنّي مستهامٌ به ... وهو لقولي أبداً مُنكِر .
وقد كساني سَقَمي حُلَّةً ... تُظهِر من وجدي الذي أضمِر .
يكفيك منّي شاهداً أنني ... إليك من دُون الورى أنظر .
ومنه : .
وشادنٍ إن قِستُ بدرَ الدُّجا ... بوجهه كنت مُبِينى المحالِ .
تحسُده شمس الضحى حسنَه ... والغُصنُ الغَضُّ على الاعتدال .
وصاحب النُقصان من شأنه ... أن يحسُدَ الفاضلَ فضل الكمال .
ومنه : .
سيدي أنت أحسن الناس وجهاً ... فَلِتَكُن أحسنَ العباد فِعالا .
ابن الوزير ابن الزيات .
هارون بن محمد بن عبد الملك ابن الزيات هو ابن الوزير كنايته أبو موسى كان أخبارياً واسعَ الرواية وله تصانيف منها أخبار ذي الرُّمة كتاب رسائله .
الأُسواني المالكي .
هارون بن محمد بن هارون الأسواني ابو موسى ذكره ابن يونس وقال : كان أحدَ أصحابنا الذين كتبوا معنا الحديث وكان فقيهاً على مذهب الإمام مالك توفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة .
أبو علي المروزي